رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ها هي يا رب ساعة الألم قد إقتربت فأتيت طوعا إليها لتعطي البشر فرحا وإنتصارا.. إنتصارا على الموت والخطيئة التي ما زالت اليوم تشكل عائقا كبيرا يفصلنا عنك لكنك يا رب جعلتنا نحيا هذا الفرح وهذا الإنتصار بموتك وآلامك المرة التي ذقتها على الصليب.. كل هذا من أجلنا يا محب البشر، كل هذا لتكون لنا الحياة، لأنك أتيت من أجل أن تكون لنا الحياة يا واهب الحياة.
كلماتي البسيطة والحقيرة قد لا تصف يوم الألم هذا بكل ما فيه من مرارة وعذاب، من إهانة وبصاق، من لطم وجلد وإستهزاء، لربما أكثر وأكثر من ذالك لكنك تحملت كل شيء وتخليت عن كل شيء، عن مجدك غير المدرك وعن عرشك الإلهي، كان بإستطاعتك أن تأتي بأجواق من الملائكة والسرافيم لتدافع عنك وتحملك إلى الأعالي دون أن يمسك شيء.. نعم يا رب صاحب كل سلطان على الأرض وفي السماء أردت أن تذوق الألم لتكمل مسيرتك المباركة المقدسة على الأرض لتتم ما جاء في الكتب على لسان الأنبياء بأنك ستتألم وتموت وفي اليوم الثالث تقوم. نعم يا رب قد تممت مشيئة الآب السماوي فعلقت على خشبة العار وسمرت بالمسامير وطعنت بالحربة إلى أن أسلمت الروح، بعد أن تضرعت إلى أبيك قائلاً: "يا أبتي بين يدك أستودع روحي" فها إننا يا رب نحنا العطاش إلى حبك نستودع كل حياتنا ونياتنا ونضعها بين يدك يا أبا المراحم فارحمنا وخلصنا من كل هول يأتينا من الشيطان ومن كل عائق يسري في الدجى لنحضى بك يا ملك الملوك ورب الأرباب. كلماتك الأخيرة وأنت على الصليب ما هي إلا مفتاح لنا لنعرف كيف نعيش حياتنا الأرضية لنكسب حياة سماوية فيها نحضى بالمجد معك ومع أبيك الأزلي كلمات فيها ربطت بين الأرض والسماء فكان الإنتصار بعد الموت والألم لأنك كسرت شوكة الموت وأغلقت أبواب الجحيم كلها.. لأنه لا موت معك يا سيد الخليقة . بالصفح والغفران والأمل والرجاء والثقة بك كلها تقودنا لعيش الفرح الداخلي.. لعيش الفرح الحقيقي بهذا نكون قد صنعنا مجدنا الذي نريد صنعنا حب لا حدود له معك من خلال القريب.. معك حصدنا نعماً وخيرات لا توصف. أسلمت بثمن رخيص من خائن قبلك بقبلة غاشة واليوم نحن نسلمك ونقبلك قبلاتنا الغاشة كل لحظة بخطايانا على شتى أنواعها فنحن لسنا بعيدين عن يهوذا في تصرفه، ولسنا بعدين عن بطرس الذي أنكرك، فأنكراك مرار وتكرا في حياتنا الموجه إلى عالم غير عالمك يا رب، عالم المجد الباطل والمظاهر البراقة التي حالما تنطفىء بعد حين لكن نورك لا ينطفىء ونبض قلبك لا ينتهي يا ملك المجد. فها إننا نسألك ونحن اليوم نعيش معك وأنت تتحضر لتساق كشاة إلى الذبح دون تفتح فاك لتكون الفادي المخلص لتخلصنا من وصمة الخطئية القاتمة ومن كل الشرور التي تحيط بنا وأن تحفظ كنيستك المقدسة لتبقى حاضرة بإيمانها وثباتها على مر الأزمان وأن يحضى شعبك بالسلام يا ملك السلام فبشفاعة أمك العذراء المتألمة معك والتي إخترق سيف الحزن قلبها إجعل هذا السيف يخترق قلوبنا وحياتنا ليجعلنا أكثر ثباتا في إيماننا وحبنا العظيم لك ولأمك العذراء أم الأوجاع.. وها إننا نقف مع إمك العذراء والقديس يوحنا الحبيب أمامك أيها المصلوب لنشهد لحظة فراقك للعالم الذي أنكرك ... نشهد لحظة يتجلى فيها حب الاله بك وأنت عريان ممدا على الصليب فكم هذا المشهد أليما وحزينا إلا أنه بعد ذلك قد بدد كل باطل وكل قوة وكل سلطان وكل قيد لأنك غيرت وبدلت بقيامتك المجيدة كل المفاهيم. تيمور لويس العوابده |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رحلة الألم | عظة قداسة البابا تواضروس الثاني يوم الجمعة العظيمة من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية |
أيّوب البارّ والإنتصار على الألم |
الجمعة العظيمة |
الجمعة العظيمة |
الجمعة العظيمة |