الآثار
تمَّت أولى الخطوات البارزة في مجال التعلم عن العالم القديم عام 1798 لما حصلت حملة نابليون على مصر، إذ شملت دراسة للآثار فيها. ففي أثناء هذه الحملة اكتشف "حجر رُشيد"، وهو كتلة حجرية نُقِشَ فيها نصٌ واحد باليونانية والمصرية. وكان ذلك معوناً على فك رموز الكتابة الهيروغليفية (المصرية القديمة) لأول مرة (1824). وفي غضون سنين قليلة كان كلوديوس جايمس ريتش، وهو دبلوماسي بريطاني كان في بغداد آنذاك، قد أجرى أول مسح دقيق لمواقع بابل القديمة ونينوى. كما أنه أنجز أول مجموعة تمثّل الختوم والنقوش الآشورية والبابلية.
أمّا الأماكن الواقعة في فلسطين فقد كانت معروفة بشكلٍ أفضل لأنَ الحجّاج ظلُّوا يزورون "الأراضي المقدّسة" طيلة قرون. وفي 1838تولّى الأمريكي إدوارد روبنسُن، وكان أستاذاً في أدب الكتاب المقدّس، القيام بأوّل دراسة دقيقة للبلد كلّه. وقد استطاع روبنسن تحديد عدد كبير من المدن والبلدات المذكورة في الكتاب المقدّس، مستهدياً بجغرافية البلد وبقاء أسماء كثيرة على صورة قريبة جدَّاً مِمَا كانت عليه أصلاً. وكثير من تحديداته ما زال وافياً بالغرض حتى اليوم.