رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى
الجزء الأول مقدمة الحقيقة أن سفر يونان من ضمن الأسفار الجميلة جدا اللى بتورينا حاجة مهمة جدا فى العالم وفى تاريخ الكون وفى تاريخ البشرية , بتورينا حركة الله ناحية الإنسان وحركة الإنسان ناحية الله , وبتورينا بإستمرار أن ربنا بيسعى وبيتجه ناحية الإنسان وفى نفس الوقت ما أجمل أن سعى ربنا ده يقابل بإهتمام من الإنسان وبإستجابة من الإنسان , فيتقابل الله مع الإنسان من خلال سعى كل واحد للآخر , وهو ده اللى أحنا بنسميه التوبة لأن التوبة هى أعظم عمل بيعمله الإنسان , وإذا كان السيد المسيح إتكلم وقال فى لوقا 15: 10 10هَكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ». يعنى بتفرح بواحد يتوب أكثر من تسعة وتسعون بار مش محتاجين إلى توبة , يعنى من الآخر التوبة هى اللى بتفرح قلب ربنا وهى اللى بتفرح السماء وهى أكبر من أى عمل تانى بيعمله الإنسان , يعنى ربنا ما يفرحش مثلا بواحد راح ترك العالم بكل ما فيه وراح إترهبن أو راح دفع مليون جنية علشان يبنى كاتدرائية أو كنيسة أو يتبرع بيهم فى كنيسة , يعنى من الآخر برده المواضيع دى كلها ما تفرحش قلب ربنا , قد ما إنه يشوف فعلا إنسان تايب , التوبة دى تهز الله وتفرح قلب ربنا , وبرده ربنا ما بيفرحش أن فى ناس صايمة وفى ناس بتصلى , وإن كان سفر يونان بيكلمنا عن هذين العنصرين المهمين : 1- عنصر الصلاة , من خلال الصلوات التى رفعت سواء من البحارة أو من يونان أو من أهل نينوى , 2- عنصر الصوم , لكن فى معناه الحقيقى من خلال أصوام كثيرة رفعت وقدمت أمام الله , لكن المحور الذى يدور عليه السفر هو محور التوبة , لأن معنى واحد بيتوب , إن هذا الإنسان أستفاد من عمل السيد المسيح وأستجاب لعمل السيد المسيح وكانت دعوة السيد المسيح هى توبوا لأنه أقترب منكم ملكوت الله , فاللى بيتوب فعلا ده واحد بيحقق عمل ربنا فى حياته وفى المزمور الجميل بيتسائل الإنسان 116: 12 12مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ ماذا أرد للرب عن كل ما أعطانى , وبماذا أكافىء الرب عن كل ما أعطانى , واحد بيتسائل كده وفرحان جدا بربنا وعايز يرد لربنا أو يكافىء ربنا بحاجة , طيب كانت أيه الحاجة اللى يكافىء بيها ربنا؟ طيب هو مفيش حد فيكم أنبسط من ربنا وفرح بيه وقرر أنه يكافىء ربنا ويقدم لربنا هدية مكافأة على محبة ربنا وعناية ربنا وصلاح ربنا وفداء ربنا , طيب أيه أكثر حاجة تقدمها لربنا وتفرح بيها ربنا ؟ الحقيقة لو كملنا نفس المزمور أية 13 13كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو. هنا نجد الإجابة أن أعظم مكافأة تقدمها لربنا علشان تشكره على عمله معاك أنك تستفيد من هذا العمل اللى عمله وأنك تأخذ هذا العمل ليك أنك تأخذ كأس الخلاص , يعنى تشكر ربنا على الخلاص اللى قدمه ليك وأعظم مكافأة تعملها لربنا وشكر هو أنك تأخذ هذا الخلاص ليك , وإنك تعيش الخلاص وإنك تفرح بالخلاص , مش أنك تدفع لربنا مبلغ من المال أو يعنى أنك تصوم ليه كام يوم أو يعنى ممكن تروح تبقى راهب , مش هو ده اللى يفرح قلب ربنا , الحاجة اللى تفرح قلب ربنا أنه يجد قلب بيستجيب لدعوته , ويجد قلب بيقبل العمل اللى هو عمله من أجله , وهو ده اللى يفرح قلب ربنا , وهو ده اللى أحنا بنقوله اللى هو التوبة , ومن خلال ثلاثة توبات قدمت فى سفر يونان : 1- توبة الناس اللى كانوا فى السفينة واللى ماكانوش يعرفوا حاجة عن ربنا خالص ولكن رجعوا بتوبة يعترفوا بهذا الإله اللى أتقابلوا معاه 2- من خلال توبة يونان النبى .3- ومن خلال توبة أهل نينوى , هذه الثلاثة نماذج من التوبات المختلفة , سواء إن كانت الخطية فيها ليها دوافع مختلفة للثلاثة توبات : 1- خطية الناس اللى كانوا فى السفينة الملاحين كانت جهل عن المعرفة بالله , يعنى للكل أن أنا ما أعرفش ربنا دى خطية فى حد ذاتها ودى مشكلة وما نقولش أحنا كويسين ما بنقتلش وما بنسرقش وما بنزنيش وما بنكذبش وما بنعملش حاجة وحشة ,وو.... فهذا ليس معناه أن أنت كويس وأن أنت تائب ,فإذا ما كنتش تعرف ربنا وليك علاقة وعشرة مع ربنا أسمح لى أقول لك أنت فى خطية شديدة جدا جدا مع الأسف الشديد , وأنت محتاج أنك تعرفه وتتقابل معاه وتتعامل معاه شخصيا,2- وخطية يونان هى الهروب من الله , وإذا كنت إنسان هارب من الله كما يقول هوشع لما ربنا بيعاتب شعبه , 7: 13 13«وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ هَرَبُوا عَنِّي. تَبّاً لَهُمْ لأَنَّهُمْ أَذْنَبُوا إِلَيَّ. أَنَا أَفْدِيهِمْ وَهُمْ تَكَلَّمُوا عَلَيَّ بِكَذِبٍ. ويل لهم لأنهم هربوا عنى , وما قالش لأنهم هربوا منى طيب تفرق ؟ أحنا بقى بنهرب عن ربنا ومش بنهرب من ربنا , طيب تفرق أيه عن ربنا و كلمة من ربنا ؟ الحقيقة محدش يقدر يهرب من ربنا ولأن الإنسان مش قادر يهرب من ربنا فيقوم يهرب عن ربنا بمعنى يتناسى الله زى ما يونان حاول يعمل , 3- وخطية نينوى هى السلوك وكأن الله ليس موجود ودى بقى موجودة بكثرة حتى فى الكنائس مع الأسف وبمساعدة رجال الدين , وهذاالسلوك فى شر , لدرجة أن صراخ هذا الشر بيصل إلى الله , يعنى صعد إلى عنان السماء , فخطيتهم هى السلوك المنحرف والأعمال اللى كلها ظلمة وظلم ونجاسة ودنس وبتحصل فى كنيستى كثيرا جدا والحجة الجاهلة على طول نحن لا ندين , وأيضا كلمة لاندين أو الإدانة بدون فهم وعن جهل عن معناها هم بعيدين كل البعد بيها عن ربنا وهذه الحجة هى سلوك منحرف يستخدمونه لتبرير أعمالهم الشريرة والنجسة مع الأسف. الله أستطاع أن يتعامل مع هذه الثلاثة أنواع من الخطايا , وأستطاع أن يتلامس مع كل فرد ويحقق لكل فرد من هؤلاء توبة حقيقية , بمعنى إيجاد علاقة صحيحة بينه وبين الله , فالإنسان اللى بيتوب هو الإنسان اللى بيستفيد من عمل المسيح وهو اللى بيكافىء ربنا وبيشكر ربنا على الخلاص ونرجع ونقول مع المزمور بماذا أكافىء الرب عن كل ما أعطانى , كأس الخلاص أأخذ وأتمتع بالخلاص وبأسم الرب أدعو ودى رسالة لكل واحد يقول خلينا فى حالنا وأحنا مالنا بغيرنا فتعرف على طول أنه أنسان لم يتمتع بخلاص المسيح حتى الآن وهو فى خطر شديد مع الأسف , كل إنسان لا يدعو بإسم الرب هو إنسان لم يتمتع بالخلاص بعد . وبتبتدى القصة من خلال الدعوة اللى ربنا دعاها ليونان , وكلمة يونان معناها حمامة , وكأن الحمامة تتفق مع طبيعة الدعوة التى تلقاها وهى الإرسالية من خلال قول ربنا ليونان قم وأذهب للمدينة العظيمة نينوى ونادى عليها , فإذا كانت الحمامة بتستخدم فى الإرسال وتحمل الرسائل , فكان يونان هو حامل رسالة الله لتلك المدينة , وكان يونان فى الوقت بعد إيليا واليشع على طول , وإحنا نعلم إن إيليا النبى كان نبى لمملكة إسرائيل أو المملكة الشمالية , وبعد إيليا جاء إليشع وهو أيضا كان نبى للمملكة الشمالية أو مملكة إسرائيل , ومن بعدهم أتى يونان , وكان يونان أيضا من بلد أسمها جت حافر بيحكى عنها سفر الملوك , وهى بلد بجوار الناصرة على طول , يعنى هو من الجليل , وكان يونان النبى من أواخر الأنبياء اللى تنبأوا للملكة الشمالية مملكة إسرائيل , وبعد يونان على طول حدث شىء صعب جدا أن مملكة إسرائيل إنهزمت من مملكة ظهرت فى هذا الوقت وهى مملكة آشور التى بدأت تتملك العالم فى هذا لوقت , وكانت عاصمتها نينوى اللى هو محور قصتنا الآن , الحضارة الآشورية من التاريخ بنعرف كان من ضمنهم ملك عظيم جدا أسمه آشور بنيبال , وهو وصل لحد مصر , ونينوى حاليا هى بلد الموصل فى العراق , المهم أن مملكة آشور بدأت تنتشر وتسدد ضربات متوالية للأمم اللى حواليها وكان فى طريقها للدخول إلى مملكة إسرائيل , لكن كان بيفصل ما بين آشور وإسرائيل بلد ثالثة أسمها آرام اللى هى سوريا , الحقيقة الخلفية التاريخية دى مهمة جدا علشان نفهم ليه يونان رفض أن هو ينفذ كلام ربنا كما سنرى لأن بعض الناس بتظن أن يونان هرب من ربنا لأنه كان عارف أن ربنا رحيم وربنا مش حايهلك المدينة , فيعنى بيقولوا أن يونان خاف أنه يطلع فى كلامه صغير وكلامه ما يتمش قدام الناس فالناس تضحك عليه , يعنى خاف على كرامته وخاف على ذاته , وقد يكون هذا سبب ظاهر لهم , لكن فى واقع الأمر , الأمر ماكانش كده خالص لأن يونان رفض لأن كان قدامه سؤال عجيب كيف يطيع كلام ربنا ؟ طيب وكلام ربنا ده بيقول أيه ؟ بيقول ليه روح ونادى على المدينة العظيمة اللى أسمها نينوى وخليهم يتوبوا , فيونان قال أخليهم يتوبوا ! يبقى معنى أنهم يتوبوا أنك تغفر لهم , ومعنى أنك تغفر لهم أنك حا ترحمهم , ومعنى أنك حاترحمهم أنك مش حاتهلكهم , ومعنى أنك مش حاتهلك نينوى أن أسرائيل هى اللى حاتهلك , يعنى نينوى هى اللى حاتثبت وأسرائيل شعبى وأمتى هى اللى حاتهلك وهى اللى حاتضيع , دى نينوى دى مدينة الأعداء اللى بتهددنا والخطر اللى بيحيط بينا , إزاى يارب تطلب منى أن أنا أنقذ مدينة الأعداء اللى بتهدد شعبى وأمتى , وحاتضيع شعبى وأمتى , الحقيقة يونان كان شايف حاجة عجيبة جدا أن شعبه أسرائيل وهو عمال ينادى ليهم بالتوبة وأنهم يرجعوا لربنا وشعب إسرائيل مش عايز يتوب , وعلشان كده هلاكه قريب , بينما هو خايف يروح يقول لنينوى , فنينوى تتوب ,فتنال نجاة , ويهلك شعبه , وتنجو مدينة الأعداء , الحقيقة هو ماكانش مستحمل أن شعبه يهلك نتيجة عدم توبته بينما مدينة أخرى وهى مدينة الأعداء تستطيع أن تنال نجاة ويهلك شعبه ويضيع , علشان كده كان قلب يونان مفعم بالمشاعر تجاه أمته وشعبه , وقلبه بيقول له لأ ما تروحش , وده لو الناس دى تابت وصارت ليهم نجاه فشعبك هو اللى حايهلك , يونان كان بيحب شعبه جدا جدا جدا , وكانت نجاة نينوى بالنسبة له تعنى ضياع آخر فرصة للتخلص من تلك القوى المعادية التى تهدد شعبه بالخطر , وده كان تفكير قلبه بحبه ومشاعره متجهة ناحية شعبه وأمته , , طيب لما عقله ييجى يفكر , ده ما كانش قادر يتصور موقف أهله لما ييجى يروح يقول ليهم أنا ذهبت لنينوى وبشرتها بربنا ونينوى تابت , يا خبر طيب أهله حايعملوا فيه أيه , أكيد حايزعلوا منه , ويلوموه ,أزاى أنت تعمل كده وإزاى أنت تتسبب فى نجاة الأعداء اللى كل أمنيتهم أن أعدائهم ينتهوا ويتدمروا علشان هم يظل ليهم وجود, وعلشان كده يونان من الآخر ولا كان قلبه مطاوع ولا كان عقله قادر يقبل أنه ينفذ كلمة ربنا , ماقدرش يونان يحتمل الصراع الفكرى بداخله , تعالوا نتتبع الأحداث معا. الإصحَاحُ الأَوَّلُ يونان يهرب إلى ترشيش 1 وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ: 2«قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي». 3فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. 4فَأَرْسَلَ الرَّبُّ رِيحاً شَدِيدَةً إِلَى الْبَحْرِ فَحَدَثَ نَوْءٌ عَظِيمٌ فِي الْبَحْرِ حَتَّى كَادَتِ السَّفِينَةُ تَنْكَسِرُ. 5فَخَافَ الْمَلاَّحُونَ وَصَرَخُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى إِلَهِهِ وَطَرَحُوا الأَمْتِعَةَ الَّتِي فِي السَّفِينَةِ إِلَى الْبَحْرِ لِيُخَفِّفُوا عَنْهُمْ. وَأَمَّا يُونَانُ فَكَانَ قَدْ نَزَلَ إِلَى جَوْفِ السَّفِينَةِ وَاضْطَجَعَ وَنَامَ نَوْماً ثَقِيلاً. 6فَجَاءَ إِلَيْهِ رَئِيسُ النُّوتِيَّةِ وَقَالَ لَهُ: «مَا لَكَ نَائِماً؟ قُمِ اصْرُخْ إِلَى إِلَهِكَ عَسَى أَنْ يَفْتَكِرَ الإِلَهُ فِينَا فَلاَ نَهْلِكَ». 7وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «هَلُمَّ نُلْقِي قُرَعاً لِنَعْرِفَ بِسَبَبِ مَنْ هَذِهِ الْبَلِيَّةُ». فَأَلْقُوا قُرَعاً فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى يُونَانَ. 8فَقَالُوا لَهُ: «أَخْبِرْنَا بِسَبَبِ مَنْ هَذِهِ الْمُصِيبَةُ عَلَيْنَا؟ مَا هُوَ عَمَلُكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟ مَا هِيَ أَرْضُكَ وَمِنْ أَيِّ شَعْبٍ أَنْتَ؟» 9فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا عِبْرَانِيٌّ وَأَنَا خَائِفٌ مِنَ الرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ الَّذِي صَنَعَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ». 10فَخَافَ الرِّجَالُ خَوْفاً عَظِيماً وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا فَعَلْتَ هَذَا؟» فَإِنَّ الرِّجَالَ عَرَفُوا أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ. 11فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَصْنَعُ بِكَ لِيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنَّا؟» لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَاباً. 12فَقَالَ لَهُمْ: «خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هَذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ». 13وَلَكِنَّ الرِّجَالَ جَذَّفُوا لِيُرَجِّعُوا السَّفِينَةَ إِلَى الْبَرِّ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا لأَنَّ الْبَحْرَ كَانَ يَزْدَادُ اضْطِرَاباً عَلَيْهِمْ. 14فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ: «آهِ يَا رَبُّ لاَ نَهْلِكْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِ هَذَا الرَّجُلِ وَلاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا دَماً بَرِيئاً لأَنَّكَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ كَمَا شِئْتَ». 15ثُمَّ أَخَذُوا يُونَانَ وَطَرَحُوهُ فِي الْبَحْرِ فَوَقَفَ الْبَحْرُ عَنْ هَيَجَانِهِ. 16فَخَافَ الرِّجَالُ مِنَ الرَّبِّ خَوْفاً عَظِيماً وَذَبَحُوا ذَبِيحَةً لِلرَّبِّ وَنَذَرُوا نُذُوراً. 17وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتاً عَظِيماً لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. الإصحاح الأول 1* 1 وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ: وكلمة أمتاى معناها حقيقى أو حقيقة , وكلمة صار قول الرب فيها لمحة جميلة قوى للتجسد لأن زى ما أحنا حانشوف برده أن فى إرتباط وثيق ما بين شخصية يونان وشخصية السيد المسيح , وسؤالنا هنا كيف تصير الكلمة ؟ والإجابة فى إنجيل يوحنا اللى بيقول والكلمة صار جسدا . 2* 2«قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي».وكلمة نادى عليها يعنى كلمها بصوت عالى طيب ليه ؟ لأن اللى عايش فى الخطية بإستمرار عايش فى دوشة وعايش فى زيطة وعايش فى صوت عالى , ومحتاج لصوت أعلى علشان ينبهه للدوشة اللى هو عايش فيها , وبعدين ربنا بيقول لأن شرهم قد صعد أمامى , يعنى زادت شرور نينوى لدرجة أنه وصلت لحد ربنا ووصلت لحد السماء , فالآيتين واحد وأتنين بيعلنوا لينا أن هناك حاجة إلى مخلص , وإن نينوى دى محتاجة أن حد يروح يخلصها , مش يروح يجاملها زى الناس ما بتعمل ونسميها مجاملات إجتماعية للأسف فى كنيستنا , يعنى نشوف الخاطى مستمر فى خطأه ونروح نجامله مش نساعده على الخلاص لأ نخليه يهلك ونهلك نحن أيضا معه لأننا زدنا من عثرته ونتذكر قول السيد المسيح فى متى 18: 6_ 7 .6وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.7وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ!, إذا الحاجة إلى مخلص , وهو رمز لكل البشرية اللى شرها أصبح يزيد يزيد يزيد ويتصاعد وكانت محتاجة إلى مخلص وكان ذلك المخلص هو يسوع المسيح لأن كلمة يسوع معناها مخلص و كأن الصوت الأعلى الذى سيغطى صراخ الشر المتزايد فى العالم هو صوت حمامة لأن كلمة يونان كما قلت معناها حمامة وهى الصوت الوديع , وعلشان كده السيد المسيح اللى صوته بلغ إلى أقطار المسكونة وغطى كل الأرض كان صوته هادى ولا يصيح ولا يسمع فى الشوارع صوته لكن صوته كان بقوة وبجلال عظيم , ولذلك تحطيم صرخات الشر بيكون بوداعة الحمامة وبوداعة السيد المسيح . 3* 3فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. نلاحظ أن الوحى بيكرر كلمة ترشيش وقد كررها ثلاثة مرات فى هذه الآية , ومرة رابعة فى الآية التالية , يعنى بيتكلم عن ترشيش , وترشيش دى هى أسبانيا ! , وكلنا نعرف أن نينوى كانت فى إتجاه الشرق , وترشيش فى إتجاه الغرب , يعنى يونان لما فكر يهرب من ربنا , فربنا بيقول ليه روح الشرق , لكن يونان راح فى حتة تانية فى الإتجاه المعاكس خالص , يونان لم يستطيع أن يحتمل صراع الأفكار والعقل والمشاعر , فقرر أنه ينهى المشكلة بأنه يهرب من ربنا , بالرغم من أن المشكلة كانت أبسط من كده لأنه لو كان وقف أمام ربنا وصلى كان ربنا ممكن يحسم ليه هذا الصراع الذى بداخله , ويخلصه من البغضة والكراهية التى كانت مسيطرة على قلبه تجاه نينوى مدينة الأعداء , لكن يونان قرر كده أنه يقفل المواضيع مع ربنا , تماما زى الإنسان مننا لو أبتدى يعيش حياة روحية فيبتدى يلاقى متاعب وصراع ما بين الخير والشر , وما بين الحلال والحرام , وييجى يكون عايز يعمل حاجة يقول لأ , وبعدين يدخل فى صراع ونفسه تكون تعبانه فيقول يعنى علشان يريح نفسه من الصراع اللى جواه خلاص إذا كان ربنا حايجيب جوايا مشاكل ومتاعب وصراعات فى المشاعر والأفكار فأحسن حاجة أعملها أنا أيه ؟ أقفل على ربنا وبلاش من ربنا ده خالص علشان الواحد يستريح , فقرر يونان أنه يهرب من مواجهة هذه الأفكار بأنه يهرب من الله نفسه , ولكن إذا كان يونان ده إنسان الله ونبى ! كيف يتهيأ له أنه ممكن يهرب من ربنا ؟ هل من الممكن أن الإنسان يهرب من ربنا ؟ طيب حايروح فين من ربنا؟ ده داود فى مزمور 139: 7- 10 7أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ 8إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. 9إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ 10فَهُنَاكَ أَيْضاً تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ. بيقول أين أهرب من وجهك , وإذا صعدت للسماء فأنت هناك وأذا نزلت إلى الهاوية فأنت هناك وإذا عبرت البحر فأنت هناك وحأروح منك فين ؟ طيب يا ترى يونان ماكانش عارف الحتة دى ؟ أو كان عارف وفاكر أنه ممكن يهرب من ربنا ؟ هو فى الواقع آه كان فاكر أنه ممكن يهرب من ربنا طيب ليه؟ لو رجعنا لقصة نعمان السريانى اللى كان أبرص وجاء لإليشع وإليشع شفاه , نعمان السريانى وهو ماشى كان معاه هدايا كثيرة وكان عايز يقدمها لإليشع وكان عنده طلب واحد فقط عايز يأخذه من إليشع بعد ما إليشع طهره وهو بغل تراب من أرض إسرائيل أو حمل بغل من تراب إسرائيل , طيب ياعم نعمان أنت عايز التراب تعمل بيه أيه ؟ لأن كان فى إعتقاد إن تراب إسرائيل أو تراب أرض الموعد أو الأرض المقدسة يرتبط بوجود الله , يعنى الله لا يتعامل ولا يتكلم بالنبوة إلا فى أرض إسرائيل فى وسط شعبه لكن خارج حدود هذه الأرض ربنا لا يتكلم وربنا لا يتعامل مع الإنسان , فاللى حاول يونان يعمله أنه يخرج خارج حدود أرض إسرائيل , وكان عنده إحساس أنه طول ما هو فى أرض إسرائيل أن ربنا حايفضل يعطيه ويبعت له جوابات وتكليفات وإرساليات , فقرر يبعد عن مكان أرض إسرائيل علشان يستريح من طلبات ربنا ! , وهو ده حالنا أهرب من الإجتماعات وأهرب من سماع كلمة ربنا وأهرب من قراءة كلمة ربنا وأهرب من الصلاة وأهرب من الممارسة الروحية فأستريح ولا أجد أى حاجة تطالبنى ولا فى حاجة بتثقل ضميرى فأستطيع أن أستريح فأنسى موضوع ربنا وطلبات ربنا , المهم أنهم كان عندهم إعتقاد أن الوحى مرتبط بتراب إسرائيل أو بأرض إسرائيل , لكن الله يملأ الكل , كل مكان وكل زمان علشان كده يقول فى مزمور24: 1 1 لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا. والعجيب اللى حا نشوفه فى سفر يونان أن كل الخليقة بتطاوع ربنا إلا الإنسان العاقل , يعنى من الحوت الضخم إلى الدودة الصغيرة بيطاوعوا ربنا والريح تطاوع ربنا والسفينة تطاوع ربنا واليقطينة تطاوع ربنا يعنى كل الخليقة بتطاوع ربنا وبتنفذ كلام ربنا إلا الإنسان اللى عنده مخ وعقل هو الوحيد اللى ما بيطاوعش , وهو اللى مش عايز يخضع وينفذ كلام الله , والحقيقة الواحد بيستعجب كيف أن الحوت والدودة والريح والسفينة و... تسمع كلام ربنا وتنفذ أوامره وهى لا تدرك ولا تعى ولا تفهم , بينما الإنسان الذى يدرك ويعى ويفهم هو الوحيد اللى بيهرب من ربنا ومش عايز يطاوع ربنا ؟ والعجيب أن ربنا لما بيطلب من يونان طلب خاص مش لأن ربنا محتاج ليونان لأن ربنا يستطيع أن يكلم نينوى بأى طريقة من الطرق التانية , لكن ربنا لما بيقول لى أعمل حاجة وبيطلب منى حاجة مش لأنه محتاج ليا ده على العكس لأنه عايز يجملنى ويعطينى مجد خاص , وأنتم عارفين لو كان يونان طاوع من الأول لأصبح النبى الأول والوحيد الذى إستطاع أن يجلب الأمم لله ! لأن كل الأنبياء اللى قبل كده كانوا بيكلموا شعب إسرائيل فقط , والله كان عايز يعطى يونان هذا الإمتياز أنه يكون أول واحد يدعوا الأممين الذين ليس لهم أى علاقة ولا معرفة بربنا أنهم ييجوا ويبقى ليهم علاقة بربنا , لكن يونان رفض هذا المجد العظيم ولم يستطيع أن يفهم إن ربنا عايز يعطيه فكانت النتيجة أنه حاول الهروب من ربنا , الحقيقة فى أوقات كثيرة لما ربنا بيقول لنا على حاجة بنفتكر يعنى أن ربنا عايز يكلفنا ويتعبنا وعايز يعنى يشغلنا فبنهرب منه وبنتناساه وبنبعد عنه , بينما فى واقع الأمر لو فهمنا أن ربنا مش عايز يشغلنا ويأخذ منا لأ ده ربنا عايز يعطينا , تماما مثل المرأة السامرية لما أفتكرت أن السيد المسيح جاى يأخذ منها , ولكن السيد المسيح قال لها لأ أنا مش جاى آخذ منك ولا أشغلك , أنا جاى أعطيكى , آه لو تعلمين عطية الله , الحقيقة ربنا كان عايز يقود يونان إلى إختبار عظيم ويجعله يرى أن قد أيه ربنا بيتلامس بفرح وبمحبة عظيمة ناحية هؤلاء الأمم حتى الأعداء ربنا بيحبهم , وكان ربنا عايز يجعله مثالا لشخص السيد المسيح , ولكن يونان بغباوته هرب وما كانش عايز يبقى هذا المثال , مثال السيد المسيح الذى جاء من أجل أعدائه , أليس السيد المسيح جاء من أجل الأعداء؟ وده اللى بيقوله بولس الرسول فى رسالته لأهل رومية 5: 10 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. ونحن أعداء صالحنا الله بالمسيح يسوع , يعنى المسيح جاء من أجل نجاة الأعداء اللى كانوا بيعادوه , وده اللى ربنا كان عايزه ليونان أنه يكون رمزا للسيد المسيح , لكن يونان هرب ومش عايز هذا المجد لأنه فاكر أن كلمة ربنا تتعارض مع عواطفه ومشاعره وكلمة ربنا أيضا تتعارض مع عقله , ولمعلوماتكم أن يونان ده كان من ضمن الأنبياء القليلين جدا اللى ظهروا فى الجليل , وكلنا فاكرين وعارفين أن السيد المسيح ظهر أيضا من الجليل ومن الناصرة لدرجة قالوا أنظروا أنه لم يقم نبى من الجليل , يعنى من النادر جدا أن يخرج أنبياء من الجليل لأن الأنبياء كلهم كانوا بيخرجوا من اليهودية , لكن يونان صار رمزا للسيد المسيح أنهم الأثنين كانوا من حتة الناصرة لأن جت حافر دى بجوار الناصرة على طول , فإذا كان ربنا بيطلب منا أننا نعمل حاجة معينة أو ننفذ أمر معين , فهو فى واقع الأمر عايز يعطينا كرامة ومجد لكن أحنا ما بنفهمش فبنهرب منه , فيقول لك يا فلان الموضوع ده تعمله لكن أنت شايف عواطفك وعقلك مش متفقين مع الموضوع ده فتهرب منه فتكون أنت الخسران , فلما السيد المسيح يقول لنا أعملوا حاجة معينة ففى واقع الأمر هو عايز يكشف حقيقة قلوبنا , لأنه لما يطلب المحك ده , والأمر ده بالذات , حا يظهر إذا كان فينا ظلمة أو نور وإذا كان فينا حب أو بغضة , أو إن كان فينا إيمان أو عدم إيمان وإن كان فينا طاعة أو عدم طاعة , ولذلك ربنا طلب من يونان وأصر على هذا الطلب , وكان من الممكن جدا أن ربنا يشوف حد تانى يروح لنينوى غير يونان , فلو كان يونان دخل مخدعه ووضع عواطفه ومشاعره وعقله قدام ربنا , كان قدر أن يتخلص من البغضة التى بداخله ناحية نينوى , ومن الخوف اللى بداخله من شعبة اللى حايقولوا ليه إزاى تعمل خير فى الأعداء , وكان قدر يتخلص من محبة الذات والتعصب للوطن والتعصب لآرائه الشخصية , لكن للأسف يونان هرب من ربنا كلية , ولم يقف ليكشف قلبه وفكره ومشاعره قدام ربنا , ولكن حانشوف أزاى ربنا بيأخذه ويجرجره لحد ما يجعله يكشف قلبه ومشاعره قدامه , وصحيح لم يرضى أن يقف ويصلى فى الهيكل أو فى المخدع لكن ربنا جعله يصلى فى جوف الحوت أو فى جوف التجربة كما سنرى لاحقا , يونان لم يستطيع أن يدخل المخدع ولذلك لم يستطيع أن يطاوع , ولذلك فى أوقات كثيرة لما بنصر ونقول أن مهم للإنسان أنه يهدأ ويأخذ خلوته ويحضر صلاته ويثبت فى قرائته فى الكتاب المقدس , وما يقولش أنا زهقت وأنا نعسان وأنا مليت , لأن الزهق والنعسان والملل ما هى إلا وسائل الإنسان بيهرب بيها من المواجهه مع الله , لأنه مش عايز ينكشف على حقيقته فيبتدى يضع لنفسه حجج كثيرة , مش عايز يسمع الكلمة ومش عايز يقف يصلى ومش عايز يحضر إجتماع , ومش عايز يحضر قداس , يضع أسباب كثيرة جدا للهروب لأنه أيضا مش عايز يدخل فى المواجهة بينه وبين نفسه , فبيقول أنه قام يهرب من ربنا , وموقف يونان ده من المواقف الصعبة اللى ياريت كل واحد فينا يسأل نفسه , ياترى أنا بأهرب من ربنا أو ما بأهربش ؟ أو أنا هارب من ربنا والا لأ وهل بتنطبق عليا الآية اللى بيقولها هوشع 7: 13 13«وَيْلٌ لَهُمْ لأَنَّهُمْ هَرَبُوا عَنِّي. تَبّاً لَهُمْ لأَنَّهُمْ أَذْنَبُوا إِلَيَّ. أَنَا أَفْدِيهِمْ وَهُمْ تَكَلَّمُوا عَلَيَّ بِكَذِبٍ.ويل لهم لأنهم هربوا عنى , أو أنا مش هربان من ربنا ؟ طيب أيه اللى بيجعلنى أهرب من ربنا ؟ أهى عواطفى أو مشاعرى أو رغباتى أو عقلى أو شكى , وساعات الإنسان يهرب من ربنا كده يعنى واخد على خاطره من ربنا لأنه طلب من ربنا شوية حاجات وربنا لم يعطيها له , وخلاص بقى يتناسى ربنا , أو ساعات الإنسان يهرب من ربنا لأنه واخد على خاطره من ربنا لأن ربنا ضربه ضربة أو جعله يفشل فى حاجة ولم يعطيه ما كان يطلبه , وساعات الواحد بيهرب من ربنا لأن جواه شهوة وهو عارف أن الشهوة دى غلط لكن هو متمسك بيها ومش عايز يتنازل عنها , فمن السهل جدا أنه يبيع ربنا من أجل الشهوة بتاعته , وفى واحد بيهرب من ربنا لأنه مش عايز يتعب ومش عايز يجاهد , وشاعر أنه لو حايمشى مع ربنا وحا يقف قدام ربنا بيبقى فى تعب وفى جهاد , وهو يعنى مش عايز يتعب دماغه ومش عايز يتعب جسده , فموضوع ربنا ده نأخذه خفافى يعنى , وأحنا عارفين أنه صعب أننا نهرب من ربنا , فنقوم نعمل أن أحنا نهرب عن ربنا , يعنى آه مفيش مانع نجعل ربنا على الماشى وحاجة خفافى كدة , نشوف فى مؤتمر ولو طالعين أصحابى وصاحباتى , بأبقى عايز أروح , ومفيش مانع أروح وأقعد أتكلم وأرغى معاهم وأفرح معاهم وأضحك معاهم ومفيش مانع أهو نصلى لينا صلوتين فى خمس دقايق أو عشر دقايق , وبعد كدة نشت ونسرح ونتوه , وأحنا بكده ما هربناش من ربنا لكن للأسف هربنا عن ربنا , والسؤال دلوقتى مين اللى قال ليك أن ربنا بيسبب حرمان وتعب وأن ربنا عايز يبهدل الإنسان ويشغله وليه بتهرب من ربنا يا إنسان؟ وبتهرب عن ربنا إذا ما قدرتش تهرب منه ؟ طيب أول واحد هرب من ربنا كان مين ؟ طبعا آدم لما قال سمعت صوتك فخشيت ولأنى عريان فأختبأت , يعنى هربت وأستخبيت منك , وهو ده أحنا بنهرب من ربنا لأننا مش عاوزين ربنا يكشف الغلط اللى جوانا , وعلشان كده ممكن نقف نصلى لأن أحنا مش قادرين نهرب من الصلاة لكن نقدر نهرب عن الصلاة فنقف نصلى وفكرنا يشت ويسرح ويروح ويجيب ويجيب ويروح وينام وينعس , مش قادرين نهرب من الإجتماع , أصل لو أنا مشيت وما بقيتش قاعد حا يظهر إن أنا زوغت وبعدين يزعل منى أبونا أو الواعظ ويقول لى أنت ليه تركت الإجتماع , لكن الحل أن أنا ممكن أهرب عن الإجتماع , يعنى أنعس وأنا قاعد وأسرح وأفكر فى حاجة تانية وبأكرر ليه بنهرب من ربنا ؟ الحقيقة فى مظاهر كثيرة للهروب , عن طريق الدوشة الكثيرة اللى بنعملها والزعيق الكثير اللى بنعمله وهو ده نوع من الهروب , والنوم الكثير ده نوع من الهروب , والفرجة الكثيرة على التليفزيون ده نوع من الهروب , أو أنى أقعد أتكلم كثيرا مع الناس ده أيضا نوع من الهروب , أو أن أنا أشتغل كثيرا هو نوع من الهروب , وهو ده اللى قاله هوشع ويل لهم لأنهم هربوا عنى , لكن حاتهرب من ربنا فين والله مازال يبحث عن الإنسان , وإذا كان آدم الأول هرب فآدم الثانى جاء لكى يرجع الهربان , لكن الحاجة العجيبة اللى هرب منها يونان أنه ماكانش عايز يروح لمدينة وثنية ويبشرها ويتوبها , فوقع فى أيد البحارة الوثنيين ! , يعنى يونان مش عايز يشتغل بين وثنيين ليعرفهم ربنا وهرب من الموضوع ده , لكن فى نفس الوقت دخل فى الموضوع الثانى أنه حا يعرف الوثنيين ربنا وحا يكون ليهم رحمة , وعلشان كده اللى الإنسان بيهرب منه دايما حا يلاقيه بصورة أو بأخرى , والسؤال التالى لكن أشمعنى راح ترشيش دى بالذات ؟ وده اللى سأجيب عليه فى الجزء التالى . والى اللقاء مع الجزء الثانى من التأملات والقراءات فى سفر يونان النبى , راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين. |
16 - 02 - 2013, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى
شكرا للتأمل الجميل
|
||||
17 - 02 - 2013, 05:57 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تأملات وقراءات فى سفر يونان النبى
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|