تناقض مدة غربة بنى إسرائيل
+(تكوين 15: 13) فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ.
+(خروج 12: 40) وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً.
فى التكوين ورد أن بنى إسرائيل يتغربون 400 سنه ولكن فى الخروج قيل 430 سنه.
+(أعمال الرسل 7: 6) وَتَكَلَّمَ اللهُ هَكَذَا: أَنْ يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّباً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ فَيَسْتَعْبِدُوهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ.
+(غلاطية 3: 17) وَإِنَّمَا أَقُولُ هَذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْداً قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ.
الرد:
+ 400 سنة المذكورة فى (تكوين 15: 13): تمثل فترة غربة مصحوبة بإضطهاد لنسل إبراهيم، وتبدأ من إضطهاد إسماعيل لأخيه إسحق، ومروراً بإضطهاد عيسو لأخية يعقوب، وإضطهاد فرعون والمصريون لشعب بنى إسرائيل، وحتى خروج شعب إسرائيل من أرض مصر.
+ 430 سنة المذكورة فى (خروج 12: 40): تمثل إجمالى فترة الإقامة والغربة لإبراهيم والإضطهاد لنسل إبراهيم من بعدة، وتبدأ من دعوة الله لإبراهيم فى أور الكلدانيين، وحتي خروج شعب إسرائيل من أرض مصر.
ولذلك كان القول الاول فى سفر التكوين (400 سنة) منذ وقت ولادة إسحق حين جدد الله العهد لابراهيم (تكوين 21: 8-21)، وكان الله يخاطب إبراهيم أن نسلة سيكون غريبا (إسحق ومن بعدة يعقوب والأسباط الإثنى عشر) "اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً". لذلك أخذ في الاعتبار زمن وعد الله لإبراهيم بأن يرزقه بإبن هو إسحق, ومن وقت مولد إسحق إلى خروج بني إسرائيل من مصر 400 سنة.
ويذكر الله لإبراهيم أن نسلة سوف يكون مضهدا ومستعبداً، وقد بدأ هذا الإضطهاد على يد إسماعيل نفسة لأخية إسحق ولذلك طلبت سارة من إبراهيم أن يطرد هاجر الجارية وإبنها، ويوضح لنا الكتاب المقدس أن إسماعيل المولود حسب الجسد إضطهد أخية إسحق المولود حسب الروح:
+(غلاطية 4: 27-31) 27لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «افْرَحِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. اهْتِفِي وَاصْرُخِي أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَتَمَخَّضْ، فَإِنَّ أَوْلاَدَ الْمُوحِشَةِ أَكْثَرُ مِنَ الَّتِي لَهَا زَوْجٌ». 28وَأَمَّا نَحْنُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ فَنَظِيرُ إِسْحَاقَ، أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ. 29وَلَكِنْ كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ، هَكَذَا الآنَ أَيْضاً. 30لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «اطْرُدِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرِثُ ابْنُ الْجَارِيَةِ مَعَ ابْنِ الْحُرَّةِ». 31إِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ لَسْنَا أَوْلاَدَ جَارِيَةٍ بَلْ أَوْلاَدُ الْحُرَّةِ.
وأيضاً إضطهاد عيسو لأخية يعقوب وطلبه لقتلة بسبب أخذ يعقوب البكورية والبركة:
+(تكوين 27: 36) فَقَالَ: «الا انَّ اسْمَهُ دُعِيَ يَعْقُوبَ فَقَدْ تَعَقَّبَنِي الْانَ مَرَّتَيْنِ! اخَذَ بَكُورِيَّتِي وَهُوَذَا الْانَ قَدْ اخَذَ بَرَكَتِي».
+(تكوين 27: 41) فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ اجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا ابُوهُ. وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ: «قَرُبَتْ ايَّامُ مَنَاحَةِ ابِي فَاقْتُلُ يَعْقُوبَ اخِي».
وقد يقول المعترض أليس إسماعيل هو أيضاً إبن إبراهيم ومن نسلة؟
نقول نعم، ولكن المقصود هنا بالنسل هو نسل العهد، فإن كان إسماعيل هو من نسل إبراهيم، ولكن الله قصد نسل إسحق الذى سوف يقيم عهده معه ويكون عهديا أبدياً
+(تكوين 21: 12) فَقَالَ اللهُ لابْرَاهِيمَ: «لا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ اجْلِ الْغُلامِ وَمِنْ اجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لانَّهُ بِاسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ.
+(تكوين 17: 19-21) 19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَاتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْنا وَتَدْعُو اسْمَهُ اسْحَاقَ. وَاقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْدا ابَدِيّا لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20 وَامَّا اسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا انَا ابَارِكُهُ وَاثْمِرُهُ وَاكَثِّرُهُ كَثِيرا جِدّا. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيسا يَلِدُ وَاجْعَلُهُ امَّةً كَبِيرَةً. 21َلَكِنْ عَهْدِي اقِيمُهُ مَعَ اسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْاتِيَةِ».
+(خروج 6: 3- 4) 3وَانَا ظَهَرْتُ لابْرَاهِيمَ وَاسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِانِّي الْالَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَامَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ اعْرَفْ عِنْدَهُمْ. 4وَايْضا اقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي: انْ اعْطِيَهُمْ ارْضَ كَنْعَانَ ارْضَ غُرْبَتِهِمِ الَّتِي تَغَرَّبُوا فِيهَا.
أما القول الثانى فى سفر الخروج (430 سنة) فيشير إلى الوقت منذ دعوه الله لإبراهيم فى أور الكلدانيين ليخرج من وطنه تابعا الرب، إلى وقت خروج بنى اسرائيل من مصر. ولذلك أخذ في الاعتبار وقت تغرُّب إبراهيم من وطنه طاعةً لأمر الله.
وقال بولس الرسول فى (غلاطية 3: 17): إنه من الوعد الذى وعد به الله إبراهيم كما فى سفر التكوين (تكوين 12: 1- 8) الى إعطاء الشريعه هو 430 سنة:
+(غلاطية 3: 17) وَإِنَّمَا أَقُولُ هَذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْداً قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ.
فقول سفر الخروج أن إقامه بنى إسرائيل التى أقاموها فى مصر فكانت 430 سنه، مقصود به كل مده الغربة أى من وقت دعوه إبراهيم بترك وطنه حتى خروج بنى إسرائيل من مصر. ولأن إبراهيم وذريته اقاموا فى ارض الموعد كأنها غريبه، أى أنهم كانوا متغربين لما كانوا فى ارض كنعان (عبرانين 11: 9):
+(عبرانين 11: 9) بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ.
ومن هنا لا وجود للإختلاف بين القولين، وإختلاف المدة راجع لاختلاف الاعتبارات.
وتحسب تلك الفترة كالتالى:
1- (5 سنوات): من دعوه الله لإبراهيم وهو في ما بين النهرين في أورالكلدانيين (أعمال الرسل 7: 2) الى إنتقاله من حاران (تكوين 12: 5).
+(أعمال الرسل 7: 2) فَأَجَابَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ.
+(تكوين 12: 4-5) 4فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ. 5فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ وَلُوطاً ابْنَ أَخِيهِ وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.
2- (25 سنة): مدة اقامة إبراهيم فى كنعان قبل مولد إسحق وحتى مولد يعقوب، لأن إبراهيم ترك حاران وعمره 75 سنة وولد إسحق وعمره 100 سنة (تكوين 12: 4)، (تكوين 21: 5).
+(تكوين 12: 4) وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ
+(تكوين 21: 5) وَكَانَ ابْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ اسْحَاقُ ابْنُهُ.
3- (60 سنة): من وقت ولادة إسحق إلى ولادة يعقوب.
+(تكوين 25: 26) وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ اخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو فَدُعِيَ اسْمُهُ يَعْقُوبَ. وَكَانَ اسْحَاقُ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْهُمَا.
4- (130 سنه): من ولادة يعقوب حتي دخوله إلي أرض مصر مع بنيه (تكوين 47: 9)
+(تكوين 47: 9) فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ: «ايَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ ايَّامُ سِنِي حَيَاتِي وَلَمْ تَبْلُغْ الَى ايَّامِ سِنِي حَيَاةِ ابَائِي فِي ايَّامِ غُرْبَتِهِمْ».
إذن:
* مدة الغربة في أرض كنعان: 5 + 25 +60 + 130 = 220 سنة
* مدة إقامة بنى إسرائيل في مصر: 430 – 220 = 210
* إجمالى المدة: 220 + 210 = 430 سنة
* بطرح 5 سنوات أقامها إبراهيم فى حاران و 25 سنه حتى مولد إسحق:
430 – 5 – 25 = 400 سنة
وهكذا يكون الباقى 400 سنه كما جاء فى (تكوين 15: 13)
وقد يقول المعترض لماذا إقتصرت فترة الغربة على مصر فقط ولم تشمل كنعان؟
نقول أن الترجمة السبعينية أوردت فترة إقامتة بنى إسرائيل في مصر وكنعان وكانت 430 سنة. وأضافت كنعان مع مصر كحاشية توضيحية.
Exo 12: 40 "And the sojourning of the children of Israel, while they sojourned in the land of Egypt and the land of Chanaan, was four hundred and thirty years"
وهكذا فهمها بولس الرسول:
+(غلاطية 3: 17) وَإِنَّمَا أَقُولُ هَذَا: إِنَّ النَّامُوسَ الَّذِي صَارَ بَعْدَ أَرْبَعِمِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، لاَ يَنْسَخُ عَهْداً قَدْ سَبَقَ فَتَمَكَّنَ مِنَ اللهِ نَحْوَ الْمَسِيحِ حَتَّى يُبَطِّلَ الْمَوْعِدَ.
فهو إعتبر أن ال 430 سنة بدأت بوعد الله لإبرام فى أور الكلدانيين حتي خروج الشعب من مصر وحصولهم علي الناموس.
ولنلاحظ قول الله لإبراهيم أن نسله سيكون غريباً في أرض ليست لهم: (كنعان ومصر) ويستعبدون لهم هذه تمت في مصر.
والله لم يكشف إسم مصر لسببين:
1. كانت فترة الغربة شاملة مصر وكنعان في أيام إبراهيم وإسحق ويعقوب
2. حتي لا يرفض يعقوب ونسله النزول إلي مصر عندما دعاهم يوسف.
وفى مواضيع كثيرة يتكلم وحى الكتاب المقدس بالنبؤات والرموز، ولذلك قصد الوحى الإلهى هنا المدتين سواء 400 سنة أو 430 سنة بفترة غربة وعبودية، غير أن الفترة الأولى هى جزء من الكل.
كان إجمالى مدة الغربة محصورة فى أرض كنعان ومصر، والمدلول هنا يعود بنا إلى أبناء حام الإبن الأصغر لنوح وهم: مصرايم الذى سكن فى مصر وأخيه كنعان الذى لعنه الله على لسان نوح:
+(تكوين 9: 25) «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لاخْوَتِهِ».
+(تكوين 10: 6) وَبَنُو حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ.
+(تكوين 11: 31) وَاخَذَ تَارَحُ ابْرَامَ ابْنَهُ وَلُوطا بْنَ هَارَانَ ابْنَ ابْنِهِ وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَاةَ ابْرَامَ ابْنِهِ فَخَرَجُوا مَعا مِنْ اورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا الَى ارْضِ كَنْعَانَ. فَاتُوا الَى حَارَانَ وَاقَامُوا هُنَاكَ.
ولذلك فإن سفر الخروج (خروج 12: 40) يذكر أن إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر كانت 430 سنة وتشير مصر هنا للغربة والعبودية. وبالمفهوم الرمزي تصبح مدة أل 430 سنة هي منذ دعوة الله لإبرام بالخروج من أور الكلدانيين حتي خروج الشعب من أرض مصر.
ولأن مصر كانت مظهر آيات الله ومراحمه على بني إسرائيل، فقاسوا فيها الذل والعبودية والعذاب من المصريين، فأنقذهم الله من ذلك بعجائبه الباهرة فرأوا في مصر فرجاً ويسراً وعسراً وعجائب تذهل العقول، بحيث أن تغرّبهم في أرض كنعان لم يكن شيئاً يُذكر بالنسبة إلى إقامتهم في أرض مصر.
فاقتصر على ذكر مصر تنبيهاً لهم على مراحم الله التي لا تُستقصى, والمترجم في الترجمة السامرية واليونانية أدرج في أثناء ترجمته (خروج 12: 40) لفظة كنعان وآباؤهم من باب الشرح، فقال: وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها (وآباؤهم) في مصر و (كنعان) فكانت 400 سنة, ولكن الأصل العبري موجود على أصله بدون زيادة ولا نقصان.
كما أنه حينما قال أن مدة غربتهم في مصر 400 سنة فهي إطلاق الجزء علي الكل بإعتبار أن فترة إقامتهم في مصر كانت الجزء الأهم في تاريخ غربتهم التي تمثل عبوديتهم. وفترة وجود إبراهيم واسحق ويعقوب في كنعان هي فترة تغرب ولم يكن قد أتي بعد فترة الميراث، وكانوا في هذه الفترة رحل في خيام (عبرانيين 11: 9).
+(عبرانين 11: 9) بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ.
لقد كانت مصر أرض غربة لإبراهيم وإسحق ويعقوب، وكانت فى نفس الوقت أرض ملجأ من الجوع، وإذا تأملنا أن إبراهيم ويعقوب زارا مصر بسبب الجوع والمجاعة، وحدث فى أسام إسحق مجاعة أيضاً ففكر للذهاب إلى مصر ولكن الله منعة، ولم يزور إسحق مصر، ولذلك قام السيد المسيح بنفسة إبن الوعد الحقيقى للخلاص وخبز الحياة بزيارة مصر عوضا عن إسحق إبن الوعد الرمزى.
+إبراهيم: (تكوين 12: 10) وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الارْضِ فَانْحَدَرَ ابْرَامُ الَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ لانَّ الْجُوعَ فِي الارْضِ كَانَ شَدِيدا.
+إسحق: (تكوين 26: 1-3) 1وَكَانَ فِي الارْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الاوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي ايَّامِ ابْرَاهِيمَ فَذَهَبَ اسْحَاقُ الَى ابِيمَالِكَ مَلِكِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ الَى جَرَارَ. 2وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لا تَنْزِلْ الَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الارْضِ الَّتِي اقُولُ لَكَ. 3تَغَرَّبْ فِي هَذِهِ الارْضِ فَاكُونَ مَعَكَ وَابَارِكَكَ لانِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ اعْطِي جَمِيعَ هَذِهِ الْبِلادِ وَافِي بِالْقَسَمِ الَّذِي اقْسَمْتُ لابْرَاهِيمَ ابِيكَ.
+يعقوب: (تكوين 46: 3-6) 3«انَا اللهُ الَهُ ابِيكَ. لا تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ الَى مِصْرَ لانِّي اجْعَلُكَ امَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ. 4انَا انْزِلُ مَعَكَ الَى مِصْرَ وَانَا اصْعِدُكَ ايْضا. وَيَضَعُ يُوسُفُ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْكَ». 5فَقَامَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. وَحَمَلَ بَنُو اسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ ابَاهُمْ وَاوْلادَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ فِي الْعَجَلاتِ الَّتِي ارْسَلَ فِرْعَوْنُ لِحَمْلِهِ. 6وَاخَذُوا مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَاهُمُ الَّذِي اقْتَنُوا فِي ارْضِ كَنْعَانَ وَجَاءُوا الَى مِصْرَ.
+ السيد المسيح:
+(متى 2: 13) 13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».
+(أشعياء 19: 1-25) 1وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا. 19فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا. 20فَيَكُونُ عَلاَمَةً وَشَهَادَةً لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي أَرْضِ مِصْرَ. لأَنَّهُمْ يَصْرُخُونَ إِلَى الرَّبِّ بِسَبَبِ الْمُضَايِقِينَ فَيُرْسِلُ لَهُمْ مُخَلِّصاً وَمُحَامِياً وَيُنْقِذُهُمْ.... 25بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ».
ولعل تلك الآية أيضا ترد على التناقض بخصوص ان السيد المسيح لم يأتى إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة فقط، بل ذهب السيد المسيح إلى مصر وهو طفل صغير وكانت الأوثان والأصنام الموجودة فى أى طريق يسلك فيها تنهار أمامة.