في عيد الميلاد.. لماذا غابت لجان الإخوان عن تأمين الكنائس؟
شهد العام الماضي في مثل هذا التوقيت عدد من المبادرات التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين وشباب السلفيين, بغرض تأمين الكنائس أثناء الاحتفالات برأس السنة الجديدة, وأعياد الميلاد, والتي يتواجد فيها أعداد كبيرة من الأقباط بطبيعة الحال, في صورة لجان شعبية تقوم بعملية تنظيم المرور وحماية الكنائس ، إلَّا أن تلك المبادرات قد اختفت هذا العام أمام الكنائس بعد وصول جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم، وتولي الدكتور مرسي رئاسة الجمهورية. فتح هذا الغياب التساؤل بشأن استخدام التيارات الإسلامية لتلك المبادرات في العام الماضي لطمأنة الأقباط وكسب أصواتهم في الانتخابات البرلمانية الماضية وانتخابات الرئاسة فقط وأن عدم تكرارها يعد تأكيدا لهذا الرأي. ''مصراوى'' طرح هذا التساؤل على عدد من المختصين, بالتزامن مع الحادث الذي شهدته ليبيا مؤخراً والذي أودى بحياة مواطنين مصريين في انفجار مبنى الخدمات التابع للكنسية المصرية بمصراتة . فقد أرجع أمين إسكندر القيادي بحزب الكرامة أن غياب مثل هذه المبادرات هذا العام منطقى جدًا لأن الجماعة تفرغت لمصالحها مع الأمريكان واليهود وتناسوا شعب مصر وأهل الوطن وإنصافهم، مشيرًا إلى أن نهوض الأمة لن يحدث بسيطرة فصيل واحد, واستحواذه على السلطة, مشيراً إلى أن كل يوم ينكشف الهدف الحقيقى للجماعة, ألا وهو تحقيق مصالحها فقط لاغير . فيما أبدى إسكندر استنكاره من التصريحات التي خرج بها الدكتور محمد البلتاجى , و خيرت الشاطر القياديين البارزين بجماعة الإخوان المسلمين, الأول الذي قالوا فيه ''قلنا للمسيحين لاتمارسوا السياسة''، أما الثاني بشأن الفتاوى التي أفادت تحريم تهئنة المسيحين بأعيادهم, مشيراً إلى أن الجماعة دائماً ما تسعي لتهميش الأقباط . وأضاف اسكندر أن نهوض الأمة لن يحدث بسيطرة فصيل واحد, واستحواذه على السلطة, مشيرًا إلى أن كل يوم ينكشف الهدف الحقيقي للجماعة, ألا وهو تحقيق مصالحها فقط لاغير . في حين أشار صبحى صالح - القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين - أن الشرطة أعلنت منذ فترة عن تأمين الكنائس خلال أعياد الميلاد, وبالتالي فالمبادرات الشعبية من أجل تأمين الكنائس عبر اللجان الشعبية ليس له معنى في هذا التوقيت . فيما أكد الدكتور صفوت البياضى - رئيس الكنيسة الإنجيلية - أنهم لم يتلقوا أي مبادرات من جماعة الإخوان المسلمين أو السلفيين لتأمين الكنائس هذا العام , مشيراً إلى أن الحفاظ على أمن وأمان الدولة يتم من خلال القانون وليس الأفراد، ''لأننا إذا توقعنا أن يقوم الفرد بمهمة التأمين فقد ينقلب علىً ويصبح غير مؤتمن'' وأوضح ''ليس من حقي محاسبة أي شخص على القيام بدور ليس هو المنوط به ، وأكد البياضي حديثه قائلاً '' فكرة التعايش مع الآخر أمتدت فى مصر لقرون طويلة , ووجود التيارات الدينية فى الحكم الآن غير مقلقة , بشرط فصل الدين عن السياسة , لأن الوطن يحتاج إلى وحدة أبنائه دون تفرقة '' . وفى نفس السياق أوضح الأب رفيق جريش - المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر- فى تصريح مقتضب '' أن الكنيسة لم تتلق أي مبادرات رسمية من قبل جماعة الإخوان المسلمين أو السلفيين لتأمين الكنائس, مشيراً إلى أن هذه المهمة هي من اختصاص الداخلية''. ومن جانبه أكد - على خفاجى أمين شباب حزب الحرية والعدالة بمحافظة الجيزة - على أن المبادرات التي قامت بها الجماعة العام الماضى كانت مرتبطة بعدم استقرار الأمن في أعقاب قيام الثورة , التي مضى عليها عامًا واحدًا فقط في ذلك التوقيت , مشيراً إلى أن الوضع الأمني في البلاد الآن أصبح أكثر استقرارًا. وأشار خفاجي إلى أن ظهور تلك المبادرات الشعبية في وقتها كان بموفد رسالة طمأنة للأقباط في مصر من جانب التيارات الإسلامية؛ لأن تأمين الكنائس المصرية في النهاية مهمة الداخلية, مشددًا على ضرورة تكاتف الجميع من أجل عودة مؤسسة الداخلية بكل قوتها للحفاظ على أمن وأمان البلاد. وأضاف خفاجي أن ظهور بعض المبادرات الفردية الآن أمر طيب للغاية, يدعم وحدة الشعب بجميع عناصره, وفي نفس الوقت يجب دعم كل مؤسسات الدولة, وفي مقدمتها الداخلية للقيام بدورها المنوط به.
01 - 01 - 2013, 04:07 PM
العرض المتطور