رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب وأمجاده في المسيحية تتألم. وتجد في الألم لذة، وتنال عن ألمك أكاليل، ويتحول ألمك إلى مجد. ليست المسيحية صليبًا تحمله وتتضجر وتتذمر شاكيًا! كلا، بل هي محبة للصليب، محبة للألم والبذل والتعب من أجل الرب ومن أجل نشر ملكوته.. وقيل عن السيد المسيح ".. الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12 : 2). وقال القديس بولس "لذلك أُسر بالضعفات والشتائم والضرورات والإضطهادات والضيقات لأجل المسيح" (2كو 12 : 10).. والآباء الرسل بعدما جلدوهم "خرجوا فرحين من أمام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أع 5 : 41).. أما عن أمجاد الآلام، فيقول الرسول: "إن كنا نتألم معه: فلكي نتمجد أيضًا معه" (رو 8 : 17). ولذلك قال بعدها "إن آلام الزمان الحاضر، لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (رو 8 : 18). وهكذا قال القديس بطرس الرسول "إن تألمتم من أجل البر فطوباكم" (1بط 3، 14). إذن فالألم معه الطوبى. وقد ذكرها السيد المسيح بقوله "طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين.. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات.. فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم" (مت 5 : 11، 12). وهنا نجد الآلام من أجل الرب، ترتبط بالفرح والتهليل وبالأجر السماوي. حقًا: لأنه بعد الصليب توجد قيامة وصعود، وأيضًا جلوس عن يمين الآب. لو كانت المسيحية صليبًا فقط، بدون أمجاد، لتعب الناس. وكما قال الرسول "إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس" (1كو 15 : 19). وإنما المسيحيون في حمل الصليب، إنما ينظرون إلى الأمجاد الأبدية "غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى، بل إلى التي لا تُرى، لأن التي تُرى وقتية.. وأما التي لا تُرى فأبدية" (2كو 4 : 18) لذلك مع التعب الخارجي. يوجد سلام وعزاء. القديس اسطفانوس في ساعة رجمه، رأى السموات مفتوحة، "وأبصر مجد الله" (أع 7 : 55، 56). أي فرح كان له في تلك الساعة.. وهناك فرح آخر كان يشعر به الشهداء، وهو أنهم قد أكملوا أيام غربتهم على الأرض بسلام واقتربت لحظة لقائهم بالرب.. وبعضهم كان يبصر الأكاليل والأمجاد.. وبعضهم كانت لهم رؤى مقدسة تعزيهم.. الصليب لا نفصله عن أفراحه وأمجاده: وأيضًا لا نفصله عن معونة الله ونعمته. المسيحي قد يحمل صليبًا، ولكنه لا يحمله وحده، ولا يتركه الله وحده. هناك معونة إلهية تسند وتعين، هي التي وقفت مع الشهداء حتى احتملوا الآلام، وهي التي تقف مع المؤمن في كل ضيقة. هناك عبارة الله المشجعة "لا تخف. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18 : 9 ، 10) "تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب. لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش 1 : 9). "يحاربونك ولا يقدرون عليك. لأني أنا معك - يقول الرب - لأنقذك" (أر 1 : 19). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصليب لا نفصله عن أفراحه وأمجاده |
أمور العالم الزائلة وأمجاده الفانية |
سليمان وأمجاده |
آلام المسيح وأمجاده |
سليمان وأمجاده |