لقاء الأحد(3)
ربنا موجود !!
رغم أننى جهزت مقالى الأسبوعى بما يتناسب مع يوم تجليس أبينا المعظم الأنبا تاوضروس الثانى على كرسى مار مرقص الرسولى ..
والرب يعطيه زمانا طويلا طيبا يقود فيه الكنيسة لكل خير وصلاح ..
ويتمم مشيئته الصالحة والكاملة ..
.......
ألا أنى وأمام هول فاجعة حادث القطار الذى حصد بالموت عشرات الأطفال صباح الأمس ..
وجدت نفسى باكية .. ودموعى مداد لهذه السطور المنبهة والمحذرة ..
من الإستسلام الغائب ..لحقيقة متاع هذه الدنيا ..
إلا أن نفتح عيوننا لنبصر حقيقة تدعونا للتروى والتبصر بأمر هذه الحياة..
هول ما حدث ..
وفاجعته
كبل فكرى .. وأسر كل مشاعرى ..
موجها قلبى إلى القدير فى دعاء وصلاة
ليلهم بالصبر والعزاء قلوبنا جميعا كوالدين وإخوة وأسر وعائلات فى هذا الوطن الغالى
مصابنا جلل
سطا فيه الموت على أعمار غضة
فى ثوان مفاجئة
ذهبت بالحياة
مخلفة أنهارا من الدموع
...........
أبنائى الأحباء
أقل شيئ يمكن أن ينقلنا من هذه الأرض إلى الأبدية !!
للموت ألف باب ..
وما أسرع أن نترك هذه الحياة
وما أكثر الأسباب ..
بيت تتهاوى طوباته المتهالكة
منزل يحترق .وساكنيه نيام !!
لجة بحر ثائر مضطرب تلتهم سفينة عابرة
أو إصطدام قطار
وتفتت عرباته ..
أشلاء تتناثر من تحطم طائرة تعبر الأجواء !!
طلق نارى أو إنفجار موقد ..
ومع كل هذه الفواجع تبقى غيبوبة الموت الساكنة
أو توقف القلب المفاجئ !!
نتاج التوتر والضيق بهذه الحياة
.........
قصة تطوى صفحتها
أو كتاب يغلق ..
سحابة تراها .. وتتتبع سيرها ..
تغض الطرف عنها لحظة ,,
لا تجدها !!
تتلاشى من الفضاء !!
تبتلعها رياح مفاجئة تتربص بسيرها المتهادى .. ..
عشب تراه أخضرا فى الصباح ..
فى المساء ييبس ويجف ..
هذه هى الحياة ..
بخار .. يظهر قليلا ثم يضمحل ..
(يع 4: 14)
أحبائى ..
بحاجة اليوم وأمام هذه الكوارث المفجعة
أن نعلم أننا مسافرون
كلنا برحلة تتفاوت فيها توقيتات الوصول ..
لذا توصينا كلمة الرب
أن نكون ساهرين
صاحين ..
لأننا لا نعلم الوقت ولا الساعة ..
ما نعلمه ونتدبر أمره ..
هو حرصنا على سلامة الوصول ..
فرجاؤنا الأبدى أبقى وأعظم من هذه الحياة الدنيا ..
أحبائى
هل من حديث لنا
ونحن أمام فجيعة الموت بهذا الصباح .. ..
!!!!!!!
أصلى للرب القدير
أن يخفف عن الأسر المجربة بهذه التجربة المفاجئة و القاسية
ظلمة الأحزان
ويهدئ من عواصف المحنة الأليمة
والأحزان القائمة واللاحقة لها ..
بعمر الزهور رحلوا عن عالمنا
وبطهارة القلب لاقوا ربهم
وبطفولتهم الغضة عاشوا
أشبار هذه الحياة
ربى ..
رحمة وعزاءا
ألهم ذويهم صبرا وإيمانا
وطمئن القلوب
بإيمان واثق متين
ولتهبنا نحن الأحياء حكمة
التسليم بقضائك ومشيئتك
وحكمة الصبر فى المحن والنوائب
ربنا
قد لا نستطيع نحن كبشر ضعيف أن نكفف دموع الباكين
لكنك قادر على تقديم العون للمكروبين
ورجاءا للسائلين
سلاما لأبنائى ولإخوتى بهذه الصفحة
وعزاءا أطلبه لنفسى الحزينة
مع كل متألم بهذا الحادث الأليم
و صلاتى دائمة ليهب الرب سلامه العظيم
وتتوقف الحروب والإقتتالات الدامية بغزة وفلسطين الحبيبة
ويحفظ الرب بلادنا وإخوتنا وأشقائنا من أى مكروه ..
ويفرش الحب من جديد بساطه الأخضر
فى كل ربوع هذه الأوطان الغالية
دمتم بكل سلام ونعمة
والرب دائما موجود وحال بمجده ..
بابا سمير