دستور...وعبور...وإله منظور
السبت 18 فبراير 2012
للقمص روفائيل سامي طامية-فيوم
دستور:-
احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات فمتي صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة لكي يمجدوا من الناس الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم.وأما أنت فمتي صنعت صدقة فلاتعرف شمالك ما تفعل يمينك...ومتي صليت فلا تكن كالمرائين فأنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس.. الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم(مت6:1-5)
أكيد الدستور الذي نريده هو الدستور السماوي لأن الأرضي صلاحيته تنتهي بمن وضعوه وأهدافه كلها أرضية لاتفيد بشريتنا التي تريد أن تحقق آمالها السماوية بعيدة عن مزايدة العالم وشهواته الفانية بل تتبع طريق السماء والوصول إليه عن طريق الصدقة والصلاة والفضيلة والصبر والجهاد الروحي غير الفاني فدستور العالم مبني علي كل ماهو للعالم أما دستور السماء فهو مبني علي الإيمان والمحبة والسيرة العطرة كما يقول الكتابكما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ماهو للحياة والتقوي بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة.اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوي.وفي التقوي مودة أخوية وفي المودة الأخوية محبة(2بط1:3-7) نعم فكم من دساتير أهينت وأهانت أما دستورنا المقدس فيرفعنا إلي السماء ويعطينا مجد أولاد الملك.
+وعبور:-
وأما أنت فمتي صليت فادخل إلي مخدعك وأغلق بابك وصل إلي أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية.وحينما تصلون لاتكرروا الكلام باطلا كالأمم فأنهم يظنون إنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم.فلا تتشبهوا بهم لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه(مت6:6-8) نعبر بفكرنا وبحياتنا من العالم الأرضي وكل ما فيه عن طريق علاقتنا مع الله الذي يري أعمالنا في الخفاء ويجازي علانية فالصلاة ماهي إلا علاقة مع الله نصعد عن طريقها بفكرنا من الأرض إلي السماء عابرين وادي الموت والبكاء إلي معرفة ربنا وإلهنا يسوع المسيح فعبورنا من عالم الكسل والشر والخطية مرتبط بجهادنا واشتياقنا إلي السماء كما يقول الكتابلأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح.لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمي قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لأنكم إذا فعلتم ذلك لم تزلوا ابدا لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول إلي ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي(2بط1:8-11)ما أجملها فرحة حينما الإنسان يشعر إنه عبر وفاز بالعلي الإله الحقيقي يقول لسان حاله مرنما مع المزموراعبدوا الرب بفرح ادخلوا إلي حضرته بترنم اعلموا أن الرب هو الله هو صنعنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه(مز100:2-3) حقا فملامح طريق الحق والحرية أي طريق السماء واضحة وضوح الشمس فهيا نتسابق لكي نعبر عن طريقها بدستور إلهي عجيب يفوق القل البشري وهناك نتمتع بإله منتظر رجوعنا إليه.
+وإله منظور:-
وحينما تصلون لاتكرروا الكلام باطلا كالأمم فأنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم فلا تتشبهوا بهم لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسالوه(مت6:7-8) أكيد إلهنا الحي منظور في كل الخليقة التي تهللت عند مجيئه ولكن الآن ونحن علي اعتاب الصوم الكبير وفي ليلة الرفاع أمالنا أن نفتح بابا السماء بالصوم والصلاة والصدقة لكي نلتقي بالإله المنظور والذي يجازينا علانية فالمؤمن الحقيقي الذي يمارس الفضائل والذي يخضع لدستور السماء والكنيسة في أصوامها وطقوسها له حق الحياة مع الإله المنظور من خلال الأسرار المقدسة فيري الله في سر الأفخارستيا خبز وعصير كرمه وفي سر المعمودية أنها أم تلد والتوبة والاعتراف يري الله الغافر وهكذا باقي الأسرار نري الله غير المنظور منظورا من خلال منظومة الحب الإلهي الحي فينا بصورته كما قال الكتابونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلي تلك الصورة عينها من مجد إلي مجد كما من الرب الروح(2كو3:18) فها الكتاب يقولالذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة(كو1:15) أي يقصد المسيح الذي أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له كما نقول في التسبحة ويقول الكتاب في سفر الحكمةأن جميع الذين لم يعرفوا الله هم حمقي من طبعهم لم يقدروا أن يعلموا الكائن من الخيرات المنظورة ولم يتاملوا المصنوعات حتي يعرفوا صانعها...إذ هم يبحثون عنه مترددين بين مصنوعاته فيغرهم منظرها لأن المنظورات ذات جمال(الحكمة13:1-7) فها نحن علي أبواب صوم سيدي وعبادة حقيقية لإله محب يجب علينا أن نهتدي بدستورنا السماوي لنعبر عن طريق العبادة والصلاة إلي عمق الحب الإلهي لنعيش حياة هادئة مع الإله المنظور فينا.وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل
مع كنوز مكشوفة...وكنوز مخطوفة...ونعم معروفة.