أحداث وقت الصلب :
بمجرد أن صعد السيد المسيح على صليبه ... حدثت فى الطبيعة ظواهر غير عادية ... فقد حصل كسوف للشمس وحدثت ظلمة على وجه الأرض التى بدأت تموج فى نبضات متتابعة من الزلازل إستمرت طوال فترة الصلب ، والمعروف علميا أنه لا يمكن أن يحدث كسوف للشمس حينما يكون القمر بدرا .... ولا يمكن أن يستمر الكسوف لمدة ثلاث ساعات ... الأمر الذى حير ديونيسيوس الأريوباغى العالم والفيلسوف اليونانى ابن قاضى قضاة أثينا .... وكان فى هذا الوقت يدرس الفلك فى مصر فلما رأى هذه الظاهرة انزعج وقال قولته الشهيرة " إما أن إله الطبيعة وضابط الكون متألم أو أن قوانين الكون قد اختلت ونهاية العالم قد أوشكت " .
ويقول الأنجيل للقديس لوقا : " فلما رأى قائد المائة ما حدث مجد الله قائلا " حقا كان هذا الأنسان بارا " . لقد أدرك قائد المائة ( لونجينوس ) من مظاهر الطبيعة غير العادية ، أن يسوع المسيح قد صلب غدرا وظلما ، ولذلك تحركت الطبيعة معلنة إحتجاجها على هذا الظلم فأعربت عن ذلك إعلانا وأحتجاجا على الظلم الذى وقع على يسوع المسيح فهتف معترفا ببراءة المصلوب . وهذا القول هو غير ما قاله فيما بعد بعدما رأى الدليل على ألوهية السيد المسيح فقال " حقا كان هذا الأنسان هو أبن الله " ( متى 27 ، مر 15 ) .
وأيضا " كل الجموع الذين احتشدوا عند هذا المشهد لما رأوا ما حدث رجعوا وهم يقرعون صدورهم " .
حدثت هذه الظواهر غير العادية فى الطبيعة الجامدة مشاركة منها لربها فى الآمه ..... ومعلنة غضبها على صالبيه ، وبعدما تم الفداء أشرقت الشمس من جديد فى نحو الساعة التاسعة " ويكون فى ذلك اليوم إنى أغيب الشمس فى الظهر وأقتم الأرض فى يوم نور " ( عاموس 8 : 9 ) . " بل يحدث أنه فى وقت المساء يكون نور " ( حزقيال 14 : 7 ) .
وفى الظلمة أيضا إشارة إلى حجب الأب لوجهه عن السيد المسيح كذبيحة خطية وإثم ، وكذلك إشارة إلى الظلمة الروحية التى إلتحف بها اليهود " فإنى لا أريد أيها الأخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء وهو أن عمى قد حصل لجانب من إسرائيل إلى أن يكون قد دخل ملء الأمم ( رومية 11 : 25 ) .