رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنجيل مرقس شاهد عيان دون القديس مرقس أحداث ومواقف وأعمال السيد المسيح تسجيلًا دقيقًا أهتم فيه بكل التفصيلات والأمور الدقيقة جدًا، وسجل ملحوظات دقيقة لكل موقف وأهتم بذكر انطباعات الناس وتصرفاتهم ومشاعرهم فى كل المواقف، وكذلك سجل بدون تردد مشاعر التلاميذ وحيرتهم فى بعض المواقف وعدم إدراكهم لأمور كثيرة. كما سجل تصرفات السيد وتحركاته ودون كل التفاصيل كما حدثت وكأنه كان يسجلها فى مذكراته لحظة حدوثها مباشرة. فيقول عن تأثير تعليمه على الجموع وعلى تلاميذه "فتحيروا كلهم (75)"، "وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه (76)"، "فتحير التلاميذ من كلامه (77)"، "فبهتوا إلى الغاية (78)"، "وكانوا يتحيرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون (79)". ويقول عن تأثير أعماله على الناس "بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط (80)"، "فخافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا … فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه (81)"، وبعد مشيه على الماء يقول "فبهتوا وتحيروا فى أنفسهم جدًا إلى الغاية (82)". ويصف تزاحم الجماهير الغفيرة على السيد المسيح سواء لنول الشفاء "حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء (83)"، "فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسنى (84)"، أو للاستماع إلى تعليمه "فأجتمع أيضا جمع حتى لم يقدروا أولًا على أكل خبز (85)"، "وكان الجمع جالسًا حوله (86)"، "فأجتمع إليه جمع كثير حتى أنه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الأرض (87)"، "ولما أجتاز يسوع فى السفينة إلى العبر اجتمع إليه جمع كثير (88)"، "فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلًا، لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين، ولم تتيسر لهم فرصة للأكل (89)". ويصف آلام السيد المسيح وعواطفه ومشاعره كإنسان "فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعى لها (90)"، "وتعجب من عدم إيمانهم (91)"، "فنظر حوله بغضب حزينًا على غلاظة قلوبهم"، "فتنهد بروحه (93)"، "ولما رأى يسوع ذلك أغتاظ (94)"، كما وصف نظراته وإشاراته وحركاته "فتقدم وأقامها ماسكًا بيدها فتركتها الحمى حالًا وصارت تخدمهم (95)"، "وقال للرجل مد يدك، فمدها فعادت صحيحة كالأخرى (96)"، "فنظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمى وأخوتى (97)"، "وكان ينظر حوله ليرى التى فعلت هذا (98)"، "فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه فى أذنيه وتفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له إفثا. أي انفتح (99)"، "فتنهد بروحه (100)"، "فألتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس (101)"، "فجلس ونادى الاثنى عشر (102)"، "ولما نظر حوله إلى كل شئ (103)"، وذكر نومه "وكان هو فى المؤخرة على وسادة نائمًا (104)"، وجوعه "وفى البيت لما خرجوا من بيت عنيا جاع (105)". وذكر حبه للأطفال وحملهم على يديه "فأخذ ولدًا وأقامه فى وسطهم ثم احتضنه (106)"، "فأحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم (107)". ويذكر تفصيلات أخرى كثيرة تختص بالأسماء والأماكن والمواقف لا تذكرها الأناجيل الثلاثة الأخرى، فيقول أن المسيح دخل "بيت سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا (108)"، "فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكى يهلكوه (109)"، ويصف ثياب السيد أثناء التجلى بكل دقة "وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدًا كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك (110)". ويذكر أحداث معجزة شفاء بارتماس الأعمى بكل دقة وتفصيل، فيذكر أسمه وصراخه وإسكات الناس له ومناداة السيد له وطرحه لردائه أرضًا وحديث السيد المسيح معه وشفائه (111). وفى معجزة إشباع الجموع بخمس خبزات وسمكتين يذكر جلوس الجموع بتفصيل دقيق وبديع "فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقًا رفاقًا على العشب الأخضر. فأتكأوا صفوفًا صفوفًا مئة مئة وخمسين خمسين (112)". وذكر أن سمعان الذى حمل الصليب مع المسيح كان "قيروانيًا (113)" وإنه هو "والد الكسندر وروفس" اللذين كانا من التلاميذ المعروفين فى روما (114). ويذكر نوم السيد "على الوسادة (115)" فى السفينة، ووجود رغيف واحد مع التلاميذ فى السفينة (116)، ويحدد بدقة مكان الجحش الذى كان "مربوطًا عند الباب خارجًا على الطريق (117)". ويذكر أسماء البلاد التى جاء منها الجموع للاستماع إلى يسوع والتى ذهب هو إليها "ومن أورشليم ومن أدومية ومن عبر الأردن. والذين حول صور وصيدا جمع كثير إذ سمعوا كم صنع أتو إليه (118)"، "ثم خرج أيضًا من تخوم صور وصيدا وجاء إلى بحر الجليل فى وسط حدود المدن العشر (119)". ويحدد المواقع والاتجاهات "ثم خرج أيضا إلى البحر (120)"، "وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقى الجمع نحاسًا فى الخزانة (121)"، "وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل (122)"، "وخرج (بطرس) خارجًا إلى الدهليز (123)"، "ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله (124)". وهناك تفاصيل أخرى دقيقة وحية مثل قوله "وكان مع الوحوش (125)" عن السيد المسيح عندما كان على الجبل ليجرب من إبليس، "وكشفوا السقف (126)" الذين حملوا المفلوج. كما وصف أعمال مجنون كورة الجدريين بكل دقة وتفصيل "لأنه قد ربط كثيرًا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود. فلم يقدر أحد يذلله. وكان دائمًا ليلًا ونهارًا فى الجبال وفى القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة (127)". هذه التفاصيل الدقيقة النابضة بالحياة تدل على أن الكاتب شاهد عيان، كما سجل بكل دقة تفاصيل ما تسلمه من شهود العيان الآخرين. كما تدل أيضا على أن الكاتب يعرف دقائق البلاد وجغرافيتها ويعرف الناس وأسماءهم، وقد ساقه الروح القدس وذكره بكل التفاصيل. إنجيل مرقص وشهادة الآباء الإنجيل للقديس مرقس هو أكثر الأناجيل الأربعة الذى ركز عليه علماء الكتاب المقدس لاعتقاد غالبيتهم أنه أقدم الأناجيل لبساطه أسلوبه وقوته وحيويته وقدم لغته ولأنه يسجل أعمال السيد المسيح بصورة مكثفة وسريعة وقوية بدرجة كبيرة على روايات آلام السيد المسيح وصلبه وقيامته، ولأنه يقدم صورة حيه للإنجيل الشفوى كما جاء فى كرازة القديس بطرس لكرنيليوس وقد شهد جميع آباء الكنيسة لصحته. وفيما يلى شهادتهم عنه: (1) – بابياس: "إن مرقس إذ كان هو اللسان الناطق لبطرس كتب بدقه، ولو من غير ترتيب، كل ما تذكره عما قاله المسيح أو فعله.. ولذلك لم يرتكب أي خطأ إذ كتب –على هذا الوجه- ما تذكره. لأنه كان يحرص على أمر واحد: إن لا يحذف شيئًا مما سمعه، وأن لا يقرر أي شئ خطأ". (2) – يوستينوس الشهيد: "وعندما يقال إنه (المسيح) أعطى أسم بطرس لأحد الرسل وعندما يكتب فى مذكراته أيضًا أن هذا حدث بعد أن أعطى أثنين آخرين من الرسل، ابنى زبدى، أسم بوانرجس، أي ابنى الرعد.." (128). وهذا اللقب لم يذكر ألا فى الإنجيل للقديس مرقس (17:3) فقط. (3) وقد ضم تاتيان السورى وتلميذ يوستينوس الإنجيل بالكامل فى كتابه الدياتسرون، أما الوثيقة الموراتورية فقد جاءت مبتورة وذكرت هذا الإنجيل فى سطر واحد هو الذى تبقى مما ذكرته عنه ويقول "الذى فيه كان حاضرًا وهكذا دونه". (4) إيريناؤس "سلم لنا مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتابه ما بشر به بطرس". (5) أكليمندس الأسكندرى: "لما كرز بطرس بالكلمة جهارًا فى روما. وأعلن الإنجيل بالروح طلب كثيرون من الحاضرين إلى مرقس أن يدون أقواله لأنه لازمه وقتًا طويلًا وكان يتذكرها. وبعد أن دون الإنجيل سلمه لمن طلبوه". ولم تخرج شهادة الآباء مثل العلامة أوريجانوس ويوسايبوس القيصرى وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (350 م.) وجيروم عن ذلك كثيرًا بل كلها تدور فى هذا الإطار. ويجمع غالبيتهم على أن القديس مرقس دون الإنجيل فى حياة القديس بطرس أي قبل سنه 67م ولا يخرج عن ذلك سوى إيريناؤس الذى يقول إنه دونه بعد وفاته. ولكن الدليل الداخلى وشهادة العلماء تؤكد إنه كُتب قبل انتقاله بكثير. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فلا يخرج إلا بالصلاة (إنجيل متى 17: 21؛ إنجيل مرقس 9: 29) |
من شاهد قيام المسيح في إنجيل مرقس؟ |
كتاب لمحات سريعة في إنجيل كاروزنا | إنجيل معلمنا مرقس |
إنجيل مرقس شاهد عيان |
إنجيل مرقس أقدم إنجيل |