رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اختبرني امتحني يعتبر رجال التربية ان الامتحانات شر لا بد منه ، وكم يعاني جمهور التلاميذ والطلبة التي يضطرون الى التقدم اليها . انها تشكل عبئا ً رهيبا ً عليهم ، بل كابوسا ً مرعبا ً يطاردهم مدى حياتهم . لذلك نندهش ونحن نرى النبي داود يسعى طوعا ً الى الامتحان وننذهل ونحن نستمع اليه ملحا ً في طلبه في المزمور 139 : 23 فيقول : " اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي . امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي." نزداد دهشة لما نجد داود يلح في طلب امتحان عسير كهذا . انه يطلب امتحان قلبه وافكاره حيث يخفي الناس كثيرا ً من العواطف والنوايا والتدبيرات التي يخجلهم اكتشافها ويسوئهم افتضاحها . في هذه يطلب داود الامتحان ، وليس نظبر الله ممتحننا ً يقدر ان يفحص الافكار ويعرف سرائر القلب . كل شيء عريان ومكشوف لديه لأنه " هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبِ " امام هذا الممتحن يطلب داود ان يقف . اذا تذكرنا ان الامتحان والمحنة من اصل لغوي واحد لادركنا ان داود لم يكن يطلب شيئا ً هينا ً . قد يصل الامتحان الى حد الاختبار الى حد الاختبار بالنار ، وها هو ابراهيم يمتحنه الله بما هو اقسى من النار ، إذ يطلب اليه ان يقدم ابنه الوحيد المحبوب ذبيحة . لمثل هذا الامتحان يطلب داود ان يتقدم . والسؤال الذي يفرض نفسه الآن : ما الذي جعل داود يطلب ملحا ً هذا الامتحان العسير المؤلم البغيض ، وكان جديرا ً به ان يحاول التهرب منه اذا ما تعرض له أوالتخلص منه اذا فُرض عليه . انها الخطية التي عاش معها داود اختبارا ً مريرا ً قاسيا ً فاصبح يخافها ويحاول ان يتجنبها مستهينا ً في سبيل هذا بمشقة الامتحان مهما بلغت . انه يذكر الوقت العصيب الذي اجتازه مع الخطية ، فيه انقطعت صلته بالله واحتجبت عنه ابتسامة رضاه وارتجفت عظامه بل سُحقت واظلمت الدنيا في وجهه . وليس ابلغ تعبيرا ً من اعترافات داود نفسه . كم سطرها في مزاميره ، فنقرأ في المزمور 6 : 6 " تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي . أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي . أُذَوِّبُ فِرَاشِي . " ونقرأ ايضا ً من المزمور 139 : 23 ، 24 " اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي . امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي . وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا. " أي ان داود لم يكن يرى خطية معينة في حياته ِ وهو يتقدم الى هذا الامتحان ، لكنه اصبح حساسا ً للخطية حتى ان كان يخشى ان تكون قد تسربت اليه خطية واحدة من الخطايا المحيطة بنا بسهولة او تسللت واحدة من الخطايا المستترة الى حياته دون ان يشعر بها . واذا كان داود يخشى ان يكون فيه طريق ٌ واحد باطل فانني اعرف يقينا ً ان في َّ طرقا ً باطلة ومع هذا فانني اتقدم بخشوع الى هذا الامتحان اكثر الحاحا ً من داود واكثر شجاعة منه لأنني ارى في نور الصليب محبة الله وغفرانه اكثر وضوحا ً ً مما رآه داود من خلال الرموز والطقوس . في الختام دعونا نصلي ونطلب : نعم يا رب ستكشف عن طرقي الباطلة وخطاياي وانت تفحصني ولكنك لا تشمت بي ولا تشهّر إنما تقدم في حب ٍ غامر العلاج الحاسم ، دم المسيح الذي يطهّر من كل خطية ويكفّر عن كل إثم . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف افكاري |
تعالي نطلب نفس طلبة داود: اختبرني امتحني اهدني |
اختبرني يا إلهي |
اختبرني |
اختبرنى يالله |