رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عن كتاب تجسد الكلمة
للقديس اثناسيوس الرسولى لقد أبيد الموت بموت المسيح. ولكن لماذا لم يمت المسيح سرًا، أو بكيفية أكثر وقارًا واحترامًا؟ إنه لم يكن خاضعًا للموت الطبيعى، بل كان لابد أن يموت بأيدى الآخرين. لماذا مات إذن؟ مات لأنه لأجل هذا قد أتى، ولأجل هذا وحده. وإلاّ كيف كان ممكنًا أن تكون هناك قيامة بدون موت؟ 1 ـ والآن إذ قد مات مخلّص الجميع نيابة عنا فإننا نحن الذين نؤمن بالمسيح لن نموت (بحكم) الموت الذى كان سابقًا حسب وعيد الناموس لأن هذا الحكم قد أُبطل؛ وبما أن الفساد قد بَطُل وأُبيدَ بنعمة القيامة فإننا من ذلك الوقت وبحسب طبيعة أجسادنا المائتة ننحلّ فى الوقت الذى حدده الله لكل واحد، حتى يمكن أن ننال قيامة أفضل . 2 ـ لأننا ـ كالبذور التى تلقى فى الأرض ـ فهكذا نحن لا نفنى عندما ننحلّ بالموت، بل نزرع فى الأرض لنقوم ثانية، بما أن الموت قد أبيد بنعمة قيامة المخلّص . لهذا إذن أخذ المغبوط بولس على عاتقه تأكيد القيامة للجميع إذ يقول " لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت. ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة اْبتُلِعَ الموت إلى غلبة. أين ذَنبُك (شوكتك) يا موت … أين غلبتك يا هاوية " . 3 ـ وربما تساءل أحد إن كان لابد أن يُسلِّم جسده للموت نيابة عن الجميع، فلماذا لم يضع هذا الجسد (على فراش للموت وفى موضع خاص) كأى إنسان عادى بدلاً من أن يأتى به إلى موت الصليب علنًا؟ فقد كان أكثر لياقة له أن يُسلِّم جسده بكرامة بدلا من أن يحتمل موتًا مشينًا كهذا. 4 ـ ولكن لابد أن نتنبه، أن هذه الاعتراضات هى اعتراضات بشريّة أما ما فعله المخلّص فهو حقًا عمل إلهي ولائق بلاهوته لأسباب كثيرة. أولاً : إن الموت الذى يصيب البشر عادة يأتيهم بسبب ضعف طبيعتهم وإذ هم لا يستطيعون البقاء لزمن طويل فإنهم ينحلون في الزمن (المحدد). وبسبب هذا أيضًا تنتابهم الأسقام فيمرضون ويموتون. أما الرب فإنه ليس ضعيفًا بل هو قوة الله، وكلمة الله، وهو الحياة عينها . 5 ـ ولو أنه وضع جسده (للموت) فى مكان خاص وعلى فراش كما يموت البشر عادة لكان الناس قد ظنوا أنه ذاق ذلك (الموت) بسبب ضعف طبيعته، ولظنوا أيضًا أنه لم يكن فيه ما يميّزه عن سائر البشر . أما وأنه هو الحياة وكلمة الله، وكان من المحتم أن يتم الموت نيابة عن الجميع، لهذا ولأنه هو الحياة والقوة فقد نال الجسد منه قوة. 6 ـ هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى فما دام الموت لابد أن يتم فإنه لم يَسعَ بنفسه إلى الفرصة التى بها يتمم ذبيحته. لأنه لم يكن لائقًا أن يمرض الرب وهو الذى يشفى أمراض الآخرين . ولم يكن لائقًا أيضًا أن يضعف ذلك الجسد الذى به قَوّى ضعفات الآخرين. 7 ـ ولماذا إذن لم يمنع حدوث الموت كما منع المرض من أن يسيطر (على الجسد)؟ ذلك لأنه لأجل هذا (الموت) اتخذ الجسد، ولم يكن لائقاً أن يمنع الموت لئلا تتعطل القيامة أيضاً. ولم يكن لائقًا أيضًا أن يسبق المرض موته لئلا يُظن أن ذاك الذى كان في الجسد كان ضعيفًا. ألم يعان الجوع إذن؟ نعم إنه جاع بسبب أن (الجوع) هو من خواص جسده ، على أن (هذا الجسد) لم يهلك من الجوع لأن الرب لبس هذا الجسد. لهذا فإنه وإن كان قد مات لأجل فداء الجميع، لكنه لم ير فسادًا . فقد قام جسده سليمًا تمامًا إذ لم يكن سوى جسد ذاك الذي هو الحياة عينها. |
11 - 10 - 2012, 09:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا مات المسيح بالصليب ولم يمت بأى طريقة اخرى
ولماذا لم يحفظ جسده من اليهود فيمنع عنه الموت: (1) لأنه لم يكن يليق به أن يوقع الموت على نفسه أو أن يتجنبه. (2) لأنه أتى ليقبل الموت المستحق على الآخرين ويموت لينتصر على الموت مُقدمًا قيامته دليلاً على انتصاره الأكيد على الموت. وأيضًا لأنه لم يكن ممكنًا أن يموت من الضعف وهو الذي يشفى الآخرين.
1ـ وقد يقول أحد: كان من الأفضل أن يختفي من مؤامرات اليهود لكى يحفظ جسده كلية من الموت. فليسمع مثل هذا أن ذلك الأمر أيضًا لم يكن لائقًا بالرب. لأنه كما لم يكن لائقًا بكلمة الله وهو الحياة أن يُوقِع الموت على جسده بنفسه، كذلك لم يكن لائقًا أن يهرب من الموت الذى يوقعه الآخرون عليه، بل بالحرى أن يتعقبه حتى يقضى عليه. ولهذا السبب فإنه بطبيعة الحال لم يسلّم جسده من تلقاء نفسه، كما أنه لم يتهرب من مؤامرات اليهود ضده. 2ـ وهذا لم يُظهِر أن الكلمة ضعيف، بل بالحرى بيّن أنه هو المخلّص وهو الحياة، إذ إنه أولاً: انتظر إلى أن يأتيه الموت ليبيده وثانيًا: عندما قُدِّمَ إليه الموت فإنه عجّل بإتمامه لأجل خلاص الجميع. 3ـ وفضلاً عن ذلك فإن المخلّص لم يأتِ لكى يتمم موته هو بل موت البشر ، لذلك لم يضع جسده ليموت بموت خاص به (إذ إنه هو الحياة وليس فيه موت)، بل قَبِل في الجسد ذلك الموت الذى أتاه من البشر لكى يبيد ذلك الموت تمامًا عندما يلتقى به في جسده. 4 ـ وهناك اعتبارات أخرى تجعل المرء يدرك لماذا كان يليق بجسد الرب أن يتمم هذه الغاية. لأن الرب كان مهتمًا بصفة خاصة بقيامة الجسد التى كان مزمعًا أن يتممها، إذ إنها دليل أمام الجميع على انتصاره على الموت ، ولكى يؤكد للكل أنه أزال الفساد، وأنه منح أجسادهم عدم الفساد من ذلك الحين فصاعدًا. وكضمان وبرهان على القيامة المُعَدّة للجميع فقد حفظ جسده بغير فساد. 5 ـ ومرة أخرى نقول لو أن جسده كان قد مات نتيجة تعرضه للمرض وانفصل عنه الكلمة أمام نظر الجميع لكان غير لائق بمن شفى أمراض آخرين أن يترك أداته الخاصة (جسده) أن يموت بسبب المرض. فكيف يُصدّق المرء أنه كان يشفى أمراض الآخرين إن كان هيكله الخاص قد تعرض للمرض؟ لأنه إما أن يُهزَأ به كأنه غير قادر على شفاء الأمراض، أو إن كان قادرًا ولم يفعل شيئًا (لحفظ جسده) فيُظن أنه عديم الشفقة على الآخرين أيضًا. |
||||
11 - 10 - 2012, 09:42 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا مات المسيح بالصليب ولم يمت بأى طريقة اخرى
ضرورة الموت علانية لأجل الإيمان بحقيقة القيامة. 1 ـ وحتى ولو لم يكن به أي مرض أو وجع، وافترضنا أنه هو نفسه قام بإخفاء جسده " فى زاوية " أو فى صحراء أو منزل، أو أي مكان آخر، ثم بعد ذلك ظهر فجأة قائلا أنه قام من بين الأموات، لترآى للجميع أنه يتكلم بكلام هذيان ولَمَا صدقوا ما قاله عن القيامة، لأنه لم يكن هناك أي شاهد على موته. فالموت لابد أن يسبق القيامة، لأنه لا يمكن أن تكون هناك قيامة ما لم يسبقها موت. فلو أن موت جسده كان قد حدث سرًا في أى مكان ولم يكن الموت ظاهرًا، ولم يحدث أمام شهود، لكانت قيامته أيضًا مخفيّة ولا يوجد دليل عليها. 2 ـ ولماذا يجعل موته سرًا إن كان، بعد ما قام، أعلن قيامته جهارًا؟ أو إن كان قد طرد الشياطين أمام الجميع، وجعل الأعمى منذ ولادته يستعيد بصره، وحوّل الماء إلى خمر ، حتى بواسطة هذه الآيات يؤمن الجميع أنه كلمة الله؛ فلماذا لا يُظهِر أمام الجميع عدم فساد جسده الذى كان قابلاً للموت، لكى يؤمن الجميع أنه هو "الحياة" ؟ 3 ـ وكيف يكون لتلاميذه الجسارة على أن يتكلموا عن القيامة إن كانوا لا يستطيعون أن يقولوا إنه مات أولاً؟ أو كيف يمكن أن يصدق أحد قولهم إن الموت حدث أولاً ثم بعد ذلك القيامة لو لم يكن هناك شهود على موته من بين الذين يكلمونهم؟ 4 ـ لأنه رغم أن موته وقيامته قد حدثا أمام الجميع فإن الفريسيين حينئذ لم يؤمنوا، بل أجبروا حتى أولئك الذين رأوا القيامة أن ينكروها . فلو أن هذه الأمور حدثت سرًا فما أكثر الحجج التى كانوا سيخترعونها ليبرّروا بها عدم إيمانهم! 5 ـ وكيف كان يمكن تقديم البرهان على إبطال الموت والانتصار عليه لو لم يكن قد واجه الموت أمام أعين الجميع وأظهر أنه ميت، وأنه سيتلاشى كلية في المستقبل، وذلك بواسطة عدم فساد جسده؟ |
||||
11 - 10 - 2012, 09:42 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا مات المسيح بالصليب ولم يمت بأى طريقة اخرى
الرد على بعض اعتراضات أخرى. المسيح لم يختر طريقة موته لأنه كان يجب أن يبرهن على أنه قاهر للموت في كل صوره وأشكاله، مثل المصارع القوى. طريقة الموت التي اختاروها للإمعان في تحقيره برهن بها نصرته على الموت . وفوق ذلك حفظ جسده سليمًا غير منقسم.
1 ـ ومن الضروري أن نردّ مقدمًا على ما يمكن أن يعترض به الآخرون. فقد يقول قائل ما يلي: لو كان لابد أن يحدث موته أمام أعين الجميع وبشهادة شهود، لكى يُصدَّق خبر قيامته، لكان من الأفضل على أي حال أن يخطّط لنفسه موتًا مجيدًا، لكى يهرب على الأقل من عار الصليب. 2 ـ ولكن حتى لو فعل هذا لأعطى فرصة للتشكك فى شخصه، وكأنه لا يقوى على كل أشكال الموت بل فقط على الموت الذى اختاره بنفسه، ولكان هذا حجة لعدم الإيمان بالقيامة أيضًا. وهكذا أتى الموت إلى جسده، ليس بتدبيره هو بل بمشورة أعدائه، حتى أن أى شكل من أشكال الموت يأتون به إلى المخلّص يستطيع هو أن يبيده كلية. 3 ـ وكما أن المصارع النبيل، العظيم فى المهارة والشجاعة، لا يختار خصومه بنفسه، لئلا يُشك أنه يخشى مواجهة بعضٍ منهم، بل يترك الأمر لاختيار المشرفين على المباراة لاسيما لو كانوا أعداءً له، حتى إن أي مصارع يضعونه هم أمامه ينتصر هو عليه؛ وبهذا يؤمنون بأنه فاق الجميع. هكذا الحال أيضاً مع ربنا ومخلّصنا المسيح، حياة الكل، فإنه لم يختر لجسده موتًا معينًا، لكى لا يبدو وكأنه يخشى شكلاً آخر للموت؛ فالموت الذى قَبِلَه واحتمله على الصليب قد أوقعه عليه آخرون ـ اللذين هم أعداؤه، ظانين أن هذا الموت مرعب ومهين ولا يمكن احتماله ـ لكن المسيح أباد هذا الموت، فآمن الجميع أنه هو الحياة، الذي به تتم إبادة سلطان الموت كلية. 4 ـ وهكذا حدث أمر عجيب ومذهل لأن الموت الذى أوقعوه عليه ظانين أنه موت مهين حوّله هو إلى علامة للنصرة على الموت ذاته . ولهذا فإنه لم يمت موت يوحنا بقطع الرأس، ولا مات موت إشعياء بنشر الجسد، وذلك لكى يحفظ جسده غير منقسم وصحيحًا تمامًا حتى فى موته، وحتى لا تكون هناك حجة لأولئك الذين يريدون أن يقسّموا الكنيسة . |
||||
11 - 10 - 2012, 09:43 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا مات المسيح بالصليب ولم يمت بأى طريقة اخرى
ولماذا تم الموت بالصليب من بين كل أنواع الموت؟ لأنه كان يجب أن يحمل عنا اللعنة. هو بسط يديه على الصليب لكى يوحد الجميع ـ اليهود والأمم ـ في شخصه لأنه انتصر على "رئيس سلطان الهواء" في منطقته، مخليًا الطريق إلى السماء وفاتحًا لنا الأبواب الدهرية.
1ـ وهذا يكفى للرّد على الذين هم من خارج الذين يحشدون المجادلات ضدنا. ولكن لو أراد أحد من شعبنا أن يسأل ـ لا حبًا فى الجدل بل حبًا فى التعلّم ـ لماذا لم يمت بأى شكل آخر غير الصليب، فهذا أيضًا نخبره بأنه لم تكن هناك طريقة أخرى نافعة لنا سوى هذه، وأنه كان أمرًا حسنًا أن يحتمل الرب هذا الموت من أجلنا. 2 ـ لأنه إن كان قد جاء ليحمل اللعنة الموضوعة علينا ، فكيف كان ممكنًا أن (يصير لعنة) بأى طريقة أخرى ما لم يكن قد قَبِلَ موت اللعنة الذى هو (موت) الصليب؟لأن هذا هو المكتوب:" ملعون كل من علق على خشبة " . 3 ـ وإضافة إلى ذلك، إن كان موت الرب هو فدية (lÝtron) عن الجميع وبواسطة موته هذا نقض "حائط السياج المتوسط" وصارت الدعوة لجميع الأمم، فكيف كان ممكنًا أن يدعونا إليه لو لم يكن قد صُلِبَ؟ لأنه على الصليب وحده يمكن أن يموت إنسان باسطًا ذراعيه. لهذا كان لائقا بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط ذراعيه، لكى بأحدهما يجتذب الشعب القديم وبالذراع الأخر يجتذب الذين هم من الأمم ، ويوّحد الاثنين فى شخصه. 4 ـ لأن هذا ما قاله هو نفسه عندما كان يشير إلى المِيتَة التى كان مزمعًا أن يفدى بها الجميع إذ قال " وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع " . 5 ـ وأيضًا، إن كان الشيطان عدو جنسنا إذ قد سقط من السماء يجول فى أجوائنا السفلية ويتسلط فيها على الأرواح الأخرى المماثلة له فى المعصية، ويحاول أن يخدع الذين تغويهم هذه الأرواح كما أنه يعوق الذين يرتفعون إلى فوق ، وعن هذا يقول الرسول " حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذى يعمل الآن فى أبناء المعصية " ، فإن الرب قد جاء ليطرح الشيطان إلى أسفل ، ويطهّر الهواء ويُعِدّ لنا الطريق الصاعد إلى السماء كما يقول الرسول " بالحجاب أى جسده " ، وهذا يلزم أن يتم بالموت. فبأى نوع آخر من الموت كان ممكنًا أن يتم هذا، إلاّ بالموت الذى تم فى الهواء، أى (موت) الصليب؟ فإن الذى يموت بالصليب هو وحده الذى يموت (معلقًا) فى الهواء. ولذلك كان لائقًا جدًا بالرب أن يموت بهذه الطريقة. 6 ـ لأنه إذ رُفع هكذا فقد طهّر الهواء من كل خبث الشيطان وكل الأرواح النجسة كما يقول: "رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء" وافتتح طريقًا جديدًا للصعود إلى السماء كما هو مكتوب " ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية " . فلم يكن الكلمة نفسه هو المحتاج لانفتاح الأبواب إذ هو رب الكل ـ فلم تكن مخلوقاته مغلقة في وجهه هو الذي خلقها ـ بل نحن الذين كنا فى احتياج إلى ذلك (أى إلى انفتاح الأبواب)، نحن الذين حملنا فى جسده الخاص. لأنه كما قدّم جسده للموت عن الجميع، هكذا، بنفس هذا الجسد أيضًا، أعدّ الطريق للصعود إلى السموات. |
||||
12 - 10 - 2012, 08:28 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لماذا مات المسيح بالصليب ولم يمت بأى طريقة اخرى
شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك |
||||
12 - 10 - 2012, 09:18 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا مات المسيح بالصليب ولم يمت بأى طريقة اخرى
ميرسى يامارى على مرورك
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|