|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلما أريد أن أسير في طريق الله، يحاربنى الشيطان بشدة. وأنا أطلب إلي الله أن يتدخل. ومع ذلك ففي ساعة التجربة، أشعر أن الله قد تركنى، فأفقد المقاومة بعد حين بسيط وأسقط. فلماذا؟ إن الله لا يتركك. ولكن أنت الذى تتركه. أما محاربة الشيطان لك كلما سرت في طريق الله، فهذا شئ طبيعى، لأن الشيطان يحسد أولاد الله، ولا يحب لهم الخير. ولكن لماذا أنت تطيع الشيطان، وتستسلم لحروبه، وتفقد المقاومة سريعاً وتسقط. في الواقع أنت لا تطيع الشيطان، وإنما تطيع رغبة موجودة في قلبك. إنها رغبة في داخلك لم تتخلص من سيطرتها بعد. لم يتنق قلبك منها ومن محبتها. فهى تمثل خيانة داخلية. الواضح إنك لم تترك الخطية من قلبك، فهي موجودة في داخلك وفي وقت التجربة، حينما تحاربك الخطية من الخارج، تجد في قلبك إشتياقاً لها. تجد نداء لها من الداخل.. ولو أن الخطية حاربتك، ولم تجد لإستجابة لها في داخلك، لتركتك ومشت. لو زحفت عليك نار من الخارج، ولم تجدك مادة قابلة للإشتعال، فإنها لا تؤذيك بشئ.. أما لو وجدت في قلبك ما يتفق معها، فإن الطيور علي أشكالها تقع. الخطية حاربت يوسف الصديق، ولم تجد في داخله استجابة، فلم تقدر علي إسقاطه.. والآن ماذا أقول لك، لو كان داخلك لا يزال ضعيفاً.؟ أقول لك : قاوم بكل ما تستطيع، وأصمد. وعندما يجدك الله متمسكاً به، سيرسل لك نعمة تنقذك. ولا تنسى ما قاله بولس الرسول إلي العبرانيين من جهة هذه المقاومة. لقد وبخهم قائلاً " لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 4:12). قاوم إذن واصمد، وليكن الرب معك. ومن الآن حاول ان تقوى قلبك من الداخل حتى لا يخونك. ( أقراء الفصل الخاص بهذا في كتاب حياة التوبة والنقاوة ). |
10 - 10 - 2012, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
عندما كنت شاباً، عزمت علي الرهبنة.. ولكننى تزوجت، والآن أنا نادم وأريد أن أعود إلي رغبتى الأولي بالذهاب إلي الدير. فبماذا تنصحنى؟ يقول الكتاب للمتزوجين " ليس للرجل سلطان علي جسده بل للمرأه.. ولا للمرأه سلطان علي جسدها بل للرجل. لا يسلب أحدكما الآخر إلا أن يكون بموافقة.." (1كو 5,4:7). فإن كان ذلك قد قيل عن فترة الصوم، وهي فترة مؤقتة، فكم بالأولي عن الرهبنة التى تشمل الحياة كلها... أنت أيها الأخ لم تعد تملك جسدك حتى تنقله إلي الدير. المتزوج الذى يترهب، لابد من موافقة زوجته علي ذلك. ولابد أن تكون موافقة قلبية خالصة كاملة، لا ترغم فيها الزوجة سواء بكثرة الضغط أو الإلحاح، أو بدافع خجلها.. لئلا تقاد إلي الخطية، ويطلب دمها من زوجها الذى ترهب!.. أى أن يكون بإمكانها- روحياً ومادياً وإجتماعياً- أن تحيا بدون رجل. يضاف إلي الأمور الجنسية، هناك أيضاً المسئوليات المادية والمعيشية. والتربية إن كان لهما أولاد ... لذلك لا يصح أن تندم، بل عش في واقعك. حاول أن تكون كاملاً في الوضع الذي أنت فيه ... وتذكر أن ابراهيم واسحق ويعقوب كانوا متزوجين، وكانوا رجال صلاة وتأمل وحياة كاملة. وكذلك كثير من الأنبياء مثل موسى وصموئيل وأيوب.. ويحكى لنا تاريخ الكنيسة ان الله أرسل القديس مقاريوس الكبير إلي إمرأتين متزوجتين في الإسكندرية، قال له عنهما إنهما وصلنا إلي نفس الدرجة الروحية التى لهذا القديس، لكى ينقذه من حرب المجد الباطل. |
||||
10 - 10 - 2012, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أحياناً تنتابنى حالات خوف من أشكال الشيطان- كما نقرأ في قصص الأنبا أنطونيوس، وبعض المتوحدين والسواح- ويسبب لي هذا تعباً شديداً حتي في وقت الصلاة والنوم. فماذا أفعل؟ أحب أن أقول لك قاعدة كتابية هامة تريحك وهي قول الكتاب: " الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون " (1كو 13:10). فالله لا يسمح مطلقاً أن يظهر الشيطان في منظر مرعب، إلا إن كان يعرف تماماً أنك تستطيع أن تحتمل هذا المنظر. ولما ظهرت الشياطين بمناظر مخيفة للقديس الأنبا أنطونيوس، فذلك لأن الله يعرف أن القديس له نفسية قوية جداً تستطيع أن تحتمل تلك المناظر. ونفس الوضع مع من حاربهم الشيطان من السواح والمتوحدين. ولكن مادمت تخاف، فثق أن الله لن يسمح للشيطان أن يحاربك بمناظر مخيفة. فالشيطان ليس قوة مطلقة، إنما هو أيضاً تحت سلطان الله: يسمح له، أو لا يسمح. وظاهرهذا في قصة تجربته لأيوب الصديق، إذ كان الله يسمح له في نطاق محدود لا يتعداه. في الأول قال له " هوذا كل ماله في يديك. وإنما إليه لا تمد يدك " (أى 12:1). وفي المرة الثانية قال له " ها هو في يدك، ولكن أحفظ نفسه " (أى 6:2). ولم يجرؤ الشيطان أن يتعدى الحدود التى سمح بها الرب ... ليس هذا فقط بالنسبة إلي محاربة الشيطان للإنسان، إنما حتى بالنسبة إلي الحيوانات النجسة أيضاً. ففي قصة لجيئون، نري أن الشيطان لم تستطيع الدخول في الخنازير إلا بإذن من السيد الرب " طلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها، فأذن لهم" (لو 32:8) (مر12:5). فكم بالأولى الإنسان الذى خلق علي صورة الله. ولو كانت الشياطين حرة تظهر كما تشاء، لأهلكت العالم! وبخاصة الأطفال والنساء وضعف النفوس. ولكنها لا تستطيع إن لم يأذن الرب لها. والرب لا يأذن، لأنه يحفظ رعيته .. ليس فقط من جهة المناظر المخيفة، إنما حتى من جهة المحاربات الروحية في مجال الخطية. هناك محاضرة للقديس الأنبا أنطونيوس عن ضعف الشياطين. موجودة في كتاب حياة الأنبا أنطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولي، انصحك أن تقرأها. فهي تشجعك وتنزع الخوف من قلبك .. تذكر معها أيضاً ما نقوله في صلاة الشكر للرب " أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو". وهي مأخوذة من (لو 19:10) " ها أنا أعطيتكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شئ ... توجد أيضاً مزامير كثيرة تمنحك القوة وتطرد الخوف. مثل مزمور " الساكن في ستر العلى " (مز 90[91]). ومزمور " الرب نورى وخلاصى، ممن أخاف " (مز 26[27]). ومزمور " اللهم التفت إلي معونتى " (مز 69[70]). ومزمور " لولا أن الرب كان معنا " (مز 128[129]). وغيرها.. صل هذه المزامير، وخذ منها قوة. وقل " من أنا يارب، حتى يظهر لي شيطان ويحاربنى؟!" إننى أصغر من مستوى محاربتهم لى ". قل ذلك في اتضاع. فالاتضاع يطرد الشيطان ويكسر فخاخهم.. |
||||
10 - 10 - 2012, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
ما هو حكم الكنيسة في حالة الراهب الذى يتزوج؟وما حكمها علي الكاهن الذي يتزوج بعد سيامته؟ وإذا شلح راهب: هل يحق له أن يتزوج بأعتباره قد صار علمانياً؟ الراهب إنسان قد نذرالبتولية. فإذا تزوج يكون قد كسر نذره، ويصبح زواجه خطية. والكتاب يقول " خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفى" (جا 5:5). فالواجب أن يبقي الراهب علي نذره، حتى لو شلحته الكنيسة. الكنيسة شلحته من الرهبنة. ولكنها لم تشلحه من البتولية. فلا يزال نذر البتولية باقياً، حتى لو لم يصر راهباً. وهناك علمانيون أو شمامسة عاشوا بتوليين. أو نذروا البتولية وأستمروا فيها وهم علمانيون، ولم يكونوا رهباناً.. ولا كهنة... الأرشيدياكون حبيب جرجس عاش حياته كلها بتولاً، ولم يكن راهباً ولا كاهناً. وكذلك أخواته وما كن راهبات. يمكن إذاً أن يكون الإنسان بتولاً، دون أن يكون راهباً. القديس الأنبا رويس كان بتولاً، دون أن يرسمه أحد راهباً. القديس بولس الرسول والقديس يوحنا الحبيب كانا بتوليين، ولم يكونا راهبيين، إذ لم تكن الرهبنة قد ظهرت بعد. والقديس بولس كان يدعو الناس أن يكونوا مثله (بتوليين لا رهباناً) . بل كان يدعو " الذين لهم نساء كان ليس لهم" (اكو 29:7). والذي تشلحه الكنيسة من الرهبنة والكهنوت، يبقي علي نذره في البتولية. إن كان قد فقد الرهبنة والكهنوت، يبقى علي نذره في البتولية. إن كان قد فقد الرهبنة والكهنوت، فلا يتمادى أكثر لكى يفقد أيضاً البتولية التى لا تزال في إرادته وفي حريته. وحفظه لها يدل علي محبته للبتولية وثباته علي نذره. والنذر هو تعهد بينه وبين الله مباشرة. وكذلك بينه وبين نفسه ... والكنيسة مجرد شاهد علي هذا النذر، الذى تعهد به أمام الله، وأمام مذبحه المقدس، وأمام الملائكة وأرواح القديسين، وأمام مجمع الرهبان، وأمام كل الذين حضروا هذا النذر، وأمام الشعب كله الذى سمع برهبنته... والكنيسة لا تحله من هذا النذر، ولاتملك ذلك. بل بقاؤه علي بتوليته، يبقى الباب مفتوحاً أمامه للعودة إلي الرهبنة والكهنوت. فما أكثر الذين تابوا، وأزالوا بتوبتهم الأسباب التى أدت إلي شلحهم. وبقيت الفرصة سانحة أمامهم لتعفو الكنيسة عنهم، وتعيدهم إلي رتبتهم الأولي.. والتاريخ حافل بأمثلة من الذين شلحوا وعادوا إلي رتبتهم، وقبلتهم أديرتهم.. والكهنوت مسحة لا تعاد. أى أنه إذا تاب المشلوح وأعيد إلي كهنوته، لا يحتاج الأمر إلي إعادة سيامته. أما الذى تزوج فإنه يكسر الجسور التى بينه وبين الكنيسة. فالكاهن الذى يتزوج، لا يمكن أن يعود إلي الرهبنة إلا إذا ترك هذه الخطية التى يعيش فيها. وإن تركها نهائياً وتاب توبة حقيقية، وقبله ديره إنما يقبله مدة طويلة تحت الأختبار، لئلا يعود مرة أخرى إلي ذلك الارتباط الجسدانى.. والراهب الكاهن الذى يتزوج يفقد أموراً كثيرة: يفقد بتوليته، ويفقد رهبنته، ويفقد نذره، ويفقد كنهوته، ويفقد سمعته، ويفقد أرثوذكسيته.. ذلك لأنه لا يمكن أن تقبل كنيسة أرثوذكسية أن تزوجه. وغالباً ما يلجأ مثل هذا إلي طوائف أخرى غير أرثوذكسية لتزويجه زواجاً لا يريح أى ضمير.. وقد يعيش في اللامبالاة وقتاً. ثم إذا استيقظ ضميره، يتعب ويتألم ويعيش تعيساً... وهكذا يفقد سلامه القلبى أيضاً. ويبقى كسر النذر، والأستمرار في كسر النذر، شوكة في ضميره تتعبه طول حياته.. وفي نفس الوقت يصير عثرة... وتتعلق أبديته بتوبته، وترك ما هو فيه، وإصلاح نتائجه |
||||
10 - 10 - 2012, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
عرفنا أن الراهب إذا تزوج، يكون زواجه خطية، لأنه في الرهبنة ينذر نفسه لحياة البتولية.. ولكن ما حكم طالب الرهبنة، الذي إذا ذهب إلي الدير ليترهب، ثم خرج من الدير، أو أخرجه الدير .. هل إذا تزوج يكون زواجه أيضاً خطية؟ الفترة التى يقضيها طالب الرهبنة هي فترة أختبار، وليست فترة نذر للبتولية... هو يختبر نفسه، هل تناسبه حياة الرهبنة أم لا. فإن وجد أنها تناسبه، بقى في الدير إلي أن تتم سيامته راهباًَ، وفي السيامة يكون قد نذر نفسه للبتولية وحياة النسك والزهد. أما إن وجد حياة الرهبنة لا تناسبه، فمن حقه أن يترك الدير، ومن حقه أن يتزوج. والاستثناء الوحيد،هو أن يكون قد نذر نفسه أمام الله لحياة البتولية... |
||||
10 - 10 - 2012, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
كيف أحتفظ بروحياتى في فترة الخمسين يوماً بعد القيامة، حيث لا صوم ولا ميطانيات؟ أنا بصراحة معرض للفتور؟ الروحيات ليست مجرد صوم وميطانيات. هناك عناصر أخرى يمكن أن تساعدك. يمكنك أن تزيد قراءاتك الروحية، وتأملاتك سواء في الكتاب المقدس، أو في سير القديسين. وثق أن هذه القراءات والتأملات يمكن أن تلهب روحك. كذلك تفيدك جداً التراتيل والتسابيح والألحان، وبخاصة ألحان القيامة وما فيها من ذكريات. الفرح بالرب في هذه الفترة، وبالعزاء العميق الذي قدمه لتلاميذه وللبشرية كلها، وبخاصة الفرح بالوجود في حضرة الرب (اقرأ كتابنا عن الوجود مع الله، الخاصة بفترة الخماسين وأمثالها). يفيدك أيضاً التناول من الأسرار المقدسة، وحضور القداسات، وما يصحب ذلك من مشاعر التوبة ومحاسبة النفس.. لا تنس أيضاً أن عدم الصوم ليس معناه التسيب في الطعام، فنحن لا ننتقل من الضد إلي الضد تماماً. إنما يمكن أنك لا تكون صائماً، ومع هذا تحتفظ بضبظ النفس. وكل هذا يبعدك عن الفتور. ومن المفيد لك جداً في فترة الخماسين، أن تزيد صلواتك ومزاميرك. وتتدرب على الصلاة بعمق وروحانية، مع تدريب علي الصلوات القصيرة المتكررة والصلوات القلبية. وثق أن التاثير الروحي لهذا سيكون عميقاً جداً، ولا يمكن أن تحارب بالفتور مع تداريب الصلاة. تذكر أننا في الأبدية سنتغذى بالفرح الإلهى، وبحب الله. وسوف لا يخطر علي بالنا موضوع الصوم والميطانيات. ونحيا في حياة روحية عميقة، مصدرها الفرح والتأمل والحب والوجود مع الله... |
||||
10 - 10 - 2012, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أنا ملتزمة بوصايا الله خوفاً من العقاب في الآخرة، وليس حباً للمسيح. أرجو تصحيح ذلك. لا مانع أن تبدأ حياتك الروحية بالمخافة، ثم تتطور إلي المحبة. فالكتاب المقدس يقول: " بدء الحكمة مخافة الرب " (أم 21:9)، " ورأس الحكمة مخافة الرب " (مز 10:111). ومخافة الله لم يمنعها الكتاب. بل أنه قال " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلونه أكثر. بل أريكم ممن تخافون. خافوا من الذى بعد ما يقتل، له سلطان أن يلقى في جهنم. نعم أقول لكم: من هذا خافوا " (لو 5،4:12). فكرر مخافة الله ثلاث مرات.. ولكن المخافة هى أول الطريق. ثم تتطور. وكيف ذلك؟ بمخافة الله تطيعين وصاياه. وبممارسة الوصايا، تجدين لذة فيها، فتحبين الوصايا ثم تحبين الله معطيها. وهكذا تقودك المخافة إلي المحبة. وقد لا تكون محبة الله هى أول الطريق عند كثيرين. ولكنها تكون قمة ما يصل إليه الإنسان من روحيات، وتتخلل كل عمل روحى يعمله. ومن غير المعقول أن تبدئى بالقمة.. وقد يبتعد الإنسان عن الخطية خوفاً من نتائجها. وباستمرار البعد عنها، يصبح ذلك طبعاً فيه، ولا يبذل جهد لمقاومة مثل هذه الخطية. وبالتالى يسير في حياة الفضيلة المقابلة لها. فلا تتضايقى من البدء بالمخافة. أعتبريها مجرد مرحلة تتطور إلي المحبة، وتبقى بعد ذلك في القلب هيبة نحو الله، وأحترام وتوقير وخشوع، وطاعة لوصاياه، مع وجود الحب. إن الكتاب وصف قاضى الظلم بأنه لا يخاف الله (لو 3،2:18). |
||||
10 - 10 - 2012, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
إن كان العهد القديم يمنع الزواج بالأجانب، من الشعوب الآخرى أصحاب الديانات الوثنية، فلما تزوجت استير برجل أممى؟ كانت أستير تعتبر من العبيد أسرى الحرب. وكان الزوج هو ملك فارس. يستطيع الملك أن يأمر بأن يحضروا له إحدى الجوارى لتكون زوجة له، فلا يملك أحد عصيان أمره.. فكم بالأولى لو أختار واحدة تكون ملكة علي البلاد... إذن استير لم تكن تملك إرادتها. يضاف إلي هذا أنها احتفظت بدينها. ولعل الله سمح بهذا الأمر، لكى تكون أستير وسيلة لحفظ الشعب من الإبادة نتيجة المؤامرة التى دبرها هامان. وأستير كانت متدينة، هى التى فرضت صوماً علي نفسها وعلى كل شعبها. وصلت لكى يعطيها الرب نعمة في عينى الملك، لينقذ الشعب. وقد كان... وطبعاً قصة أستير لا تنطبق علي آية فتاة في جيلنا. لأنها كانت في ظروف معينة، في العهد القديم. ولم تكن تملك الرفض. ولم تكن هي التى أختارت... |
||||
10 - 10 - 2012, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
أريد أن أتزوج بأرملة في مثل سنى. وأنا أحبها ولا استطيع الإستغناء عنها. وعائلتى لا توافق. فماذا أفعل؟ من الناحيتين القانونية والكنسية، لا يوجد مانع. كما أن الأرامل من حقهن أن يتزوجن. ولكن: أبحث أولاً ما هي الأعتراضات التى تقدمها أسرتك؟ وأيضاً: هل هذه الأرملة لها أبناء أم ليس لها؟ وإن كان لها أبناء فما سنهم؟ وهل تستطيع أنت أن تسلك معهم كأب، بكل الحب، وبلا تفريق مع أبنائك إن تزوجتها وأنجبت منها أبناء؟ على كل فالزواج، يدخل في نطاق ( الأحوال الشخصية ). فهى أمور شخصية خاصة بك، تتعلق بالقلب وأيضاً بالحكمة ... |
||||
10 - 10 - 2012, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث
لماذا لا تتبع المسيحية شريعة العهد القديم، بينما هي لم تنقضها حسب قول السيد المسيح " لا تظنوا إنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل " (مت 17:5). فلماذا لا تسير المسيحية بمبدأ " عين بعين، وسن بسن " ولا داعى لعبارة " من لطمك على خدك حول له الآخر "، وما يشبهها. وإلا تكون قد نقضت الناموس؟! لاحظ أن السيد المسيح لم يقل فقط ما جئت لأنقض، وإنما أضاف بل لأكمل. وعبارة أنه جاء ليكمل لها معنيان: الأول : إنه جاء يكمل فهم اليهود للشريعة. فاليهود ما كانوا علي فهم سليم للشريعة. حتى أن شريعة السبت مثلاً، كانوا يفهمونها بطريقة حرفية بحتة، فلا يعمل الإنسان أى عمل في السبت، حتى فعل الخير.. لدرجة أنه حينما قام السيد المسيح بمعجزة كبيرة، في يوم سبت، وهى منح البصر لشخص مولود أعمى، قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذى شفاه إنسان خاطئ!! (يو 24:9) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم السبت!! وهى منح البصر لشخص مولود أعمى قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذي شفاه إنسان خاطئ!! (يو 24:9) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم سبت!! وقد جادلوا المسيح في عناد عن " هل يحل الإبراء في السبوت؟ لكى يشتكوا عليه (مت 10:12). وما أكثر المجادلات التى دخلوا فيها لحل مشكلة " هل يحل في السبت فعل الخير ؟!" (لو9:6) (مت 12:12). فماذا كان تكميل فهمهم في وصية عين بعين وسن بسن؟ وصية " عين بعين، وسن بسن " كانت للأحكام القضائية، وليست للمعاملات الشخصية. بدليل أن يوسف الصديق لم يعامل أخوته بوصية " عين بعين، وسن بسن " ولم ينتقم لنفسه من الشر الذي صنعوه به، وإنما أكرمهم في مصر، وأسكنهم في أرض جاسان، واعتنى بهم " (تك 17:50-21). وداود النبى لم يكافئ شاول شراً بشر، بل احترمه في حياته. وفي وفاته رثاه بعبارات مؤثرة (2صم 17:1-25). وأحسن إلي كل أهل بيته... ثانياً : عبارة يكمل تعنى أيضاً يكمل لهم طريق السمو والقداسة. وبخاصة لأن العهد الجديد بدأت تزول فيه العبادة الوثنية التى كانت منتشرة طوال العهد القديم. وعمل الإيمان في قلوب الناس، إلي جوار عمل الروح القدس فيهم، ومؤازرة النعمة لهم. فكان يمكن لهم أن يتقدموا في حياة الروح ويسلكوا بسمو أعلى من ذى قبل. وتكملة الطريق الروحى، لم يكن فيها نقد للقديم. + فمثلا قال لهم السيد المسيح " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، أما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلي إمرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه " (مت 28،27:5). هنا الوصية القديمة " لا تزن " لا تزال قائمة لم تنقض. لكن أضيف إليها معنى أعمق، هو عفة القلب والنظر، وليس مجرد عفة الجسد... + مثال آخر: قال السيد " قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. أما أنا فأقول لكم كل من يغضب علي أخيه باطلاً، يكون مستوجب الحكم" (مت 22،21:5). هنا الوصية القديمة " لا تقتل "، لا تزال قائمة لم ينقضها؟ ولكن أضيف إليها منع الغضب الباطل، علي أعتبار أن القتل خطوته الأولى هي الغضب، كما أن الزنى خطوته الأولى هي شهوة القلب...إذن السيد المسيح لم ينقض العهد القديم. بل شرح روح الوصية، ومنع الخطوة الأولى إلي الخطية. ويعوزنا الوقت إن دخلنا في كل التفاصيل بالنسبة إلي كل الوصايا، فهذا يحتاج إلي كتاب كامل، وليس إلي مجرد مقال أو أجابة سؤال. كذلك ليس العهد القديم فيه الوصايا العشر فقط، إنما توجد فيه وصايا وتعاليم أدبية كثيرة فيها سمو كبير. وقد خفى ذلك على عديد من معلمى اليهود. لذلك قال لهم السيد المسيح في مناسبة أخرى: " تضلون إذ لا تعرفون الكتب " (مت 29:22). |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|