* معصرة الآلم *
-----------------
ستظل النظرة الى الصليب كالنظرة الى الاساطير القديمة تماما مالم يدخل المؤمن فى المعصرة ويرى الصليب حقيقة واقعة فيعانقه عناق الغريق فى لجة البحر لطوق النجاة ...
* النظرة القاصرة الى الصليب *
-----------------------------
لقد انحصرت نظرتنا الى الصليب فى انه سر الفداء فحسب فكانت نظرة قاصرة خلقت جيلا من المؤمنين المترفين المرفهين جيلا ... تعود الآخذ لا البذل جيلا يبحث عن الراحة ويهرب من العناء هروبه من حياة رقطاء جيلا يحمل الصليب زينة على صدره لا يحمل الصليب مقصلة فوق ظهره فضاعت من جيلنا التلمذة الحقيقية التى قصدها السيد المسيح ورسم طريقها بقول " من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر ان يكون لى تلميذا " ...
* تلمذة الصليب *
------------------
يحكى لنا التاريخ كيف ان بطرس الرسول هرب من روما خشية الموت وفوجئ فى الطريق بشخص السيد المسيح فأرتمى عند اقدامه متسائلا : " لى اين يارب انت ذاهب " فجاءت الاجابة التى اخجلته " انا ذاهب الى روما لاصلب ثانيا عوضا عنك " فرجع الرسول فى الحال الى روما وعانق الصليب رافضا ان يصلب كسيده بل ان يصلب منكسا رأسه الى اسفل ورجلاه الى اعلى واثبت انه تلميذ حقيقى لمعلمه المصلوب ...
* صلب روح العطف على الذات *
------------------------------
ان الصليب الذى دعينا لنحمله كتلاميذ للرب هو صليب الاماتة بلا شك ليس اماتة الجسد ومفارقة الروح له كنهاية لحياة المؤمن فقط بل بالحرى اماتة الذات ومفارقة روح العطف عليها كبداية لحياة التلمذة التى يتجلى فيها شخص الرب يسوع المسيح وحده فى حياة المؤمن فهذا مااختبره الطوباوى بولس الرسول وتكلم عنه قائلا " مع المسيح صلبت فأحيا لا انا بل المسيح يحيا فى " ...
* صلب الشهوات *
-----------------
من الآمور المتيقنة عندنا نحن معشر المؤمنين اننا دعينا الى خوض معركة شرسة هى مجاهدة النفس على طول الحياة وعرضها يبذل فيها المؤمن كل جهده ليحتفظ بالذات مكتوفة مسمرة على صليب الاماتة فلا يخضع لشهواتها ولا ينحرف فى تحقيق امالها ...
مكتوب :
عناق الصليب للقس منسى يوحنا
