يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن المرتل كثيرًا ما يكرر صراخه وتضرعاته مرتين في المزمور الواحد، ليعلن أنه يطلب خلال قوة الروح وأيضًا يقظة الذهن. هكذا يليق بنا أن نصلي بالروح المتقد، كما بالذهن الواعي، كقول الرسول بولس: "أصلي بالروح، وأصلي بالذهن أيضًا. أرتل بالروح، وأرتل بالذهن أيضًا" (1 كو 14: 15).
*"بصوتي إلى الرب أصرخ". كان يمكن الاكتفاء بالقول "بالصوت"، لكن ليس بدون سبب أضاف ضمير ياء الملكية. فإن كثيرين يصرخون للرب ليس بصوتهم، بل بصوت جسمهم.
ليت الإنسان الداخلي الذي يبدأ يحلّ فيه المسيح بالإيمان (أف 3: 17) هو الذي يصرخ للرب، لا بضجيج الشفتين، وإنما بوجدان القلب. فإن الله لا ينصت إلى ما يسمعه الإنسان، لكن متى لا يُسمع صوت الرئتين والوجه واللسان، فلا يسمعك الإنسان، يكون فكرك هو الصرخة التي توجه للرب...
صرختي هي صلاتي، لا باللعنات ولا بالتذمر ولا بالتجديف .
*هذا الصوت بالتأكيد ليس صوت من يصارع، بل صوت من يحب؛ ليس صوت الجسد، بل صوت القلب.
القديس أغسطينوس