منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 09:43 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,294,832

الدعوة إلى نكران الذات





نكران الذات

أولاً، الدعوة إلى نكران الذات، دعوة يسوع واضحة: "إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مر 8: 34). كان يسوع منذ لحظات قد تنبأ بوضوح لأول مرة بآلامه وموته، فقال أنه "ينبغي" أن يحدث ذلك له (الآية 31). ولكنه الآن يعبر بصورة واضحة عن "ينبغي" لأجل أتباعه أيضًا. ينبغي عليه أن يذهب إلى الصليب؛ وينبغي عليهم أن يحملوا صليبهم ويتبعوه. بالحقيقة ينبغي أن يفعلوا ذلك "كل يوم" وكما يفيد القول المضاد السلبي، إن كان أحد لا يحمل صليبه ويتبعه لا يستحق أن يكون له تلميذًا ولن يكون له تلميذًا[3]. وفي هذه الحال يستطيع المرء أن يقول، إن كل مسيحي هل سمعان القيرواني وباراباس معًا. فنحن ننجو من الصليب كما نجا باراباس، لأن المسيح مات عوضًا عنا. ونحن نحمل الصليب كما حمله سمعان القيرواني لأني يدعونا إلى حمل الصليب واتباعه (مر 15: 21).

لقد جعل الرومان من الصلب مشهدًا مألوفًا في مستعمراتهم، ولم تستثن فلسطين من ذلك. كان كل متمرد محكوم بالصلب مجبرًا على حمل صليبه، أو حمل عارضة الصليب على الأقل، إلى الموقع الذي سيصلب فيه. كتب بلوتارك "إن كل مجرم محكوم بالموت يحمل صليبه على ظهره"[4]. وهكذا كتب يوحنا عن يسوع أنه "خرج وهو حامل صليبه إلى موضع الجمجمة" (يو 19: 17). فمعنى حملنا لصليبنا واتباع يسوع، إذًا، هو "أن يضع المرء نفسه في وضع الإنسان المحكوم عليه وهو في طريقه إلى تنفيذ حكم الإعدام"[5]. وكما عبر بونهوفر عن ذلك، "عندما يدعو المسيح إنسانًا، يأمره بأن يأتي ويموت"[6]. إن صليبنا إذًا، ليس زوجًا نزقًا أو زوجة مشاكسة. إنه بدلاً من ذلك رمز الموت عن الذات.

مع أن يسوع ربما كان يفكر بإمكانية الاستشهاد، فإن الطبيعة العامة لدعوته ("إن أراد أحد...") توحي بتطبيق أوسع. من المؤكد أن يسوع، حين استخدم هذه الصورة المجازية المفعمة بالحيوية، إنما كان يصف نكران الذات. إن إنكار ذواتنا هو أن نتصرف نحو أنفسنا كما تصرف بطرس نحو يسوع عندما أنكره ثلاث مرات. الفعل المستخدم هو (أبارونيومي). لقد تبرأ منه وأنكره وأدار له القفا. ليس نكران النفس هو أن ننكر على أنفسنا وسائل الترف كالشوكولاتة والكعك. ولفافات التبغ، والكوكتيل (مع أنه قد يتضمن ذلك)؛ إنه يعني في الواقع إنكار ذواتنا والتبرؤ منها ونبذ حقنا المفترض في السير في الطريق الذي اخترناه. "إن إنكار المرء لنفسه هو... الرجوع عن صنمية التمركز حول الذات"[7]. ولابد أن بولس كان يشير إلى الأمر نفسه عندما كتب وبين أن أولئك الذين للمسيح "قد صلبوا الطبيعة الخاطئة مع شهواتها ورغباتها" (غل 5: 24). ما من صورة يمكن أن تكون نابضة بالحياة أكثر من الصورة التالية: القيام فعلاً يتناول مطرقة ثم تسمير طبيعتنا، الساقطة القابلة للانزلاق، على الصليب وهكذا تُميتها، الكلمة التقليدية المستعملة لوصف هذه العملية هي "الإماتة"؛ إنها التصميم المؤكد بقوة الروح القدس على "إماتة أعمال الجسد"، حتى نتمكن عن طريق هذا الموت من العيش بألفة مع الله[8].

لست أدري كيف استجاب قرائي حتى الآن ولاسيما للتأكيد على موت الذات، أو بالأحرى "قتلها بصلبها أو إماتتها؟ أتوقع (وأرجو) أن تكون قد شعرت بالقلق الذي تولده الإماتة. لقد عبرت عن موقف سلبي تجاه الذات إلى درجة أنني أكاد معها أبدو وكأنني انحزت إلى البيروقراطيين والتكنوقراطيين والإيثولوجيين" [9]etiologists والسلوكيين، في الحط من قدر الإنسان. وليس هذا ناجمًا عن كون ما كتبته غير صحيح (لأن يسوع هو الذي أمرنا بأن نحمل صليبنا ونتبعه إلى الموت)، ولكنه ناجم عن أنه يمثل جانبًا فقط من الحقيقة. إنه يفيد ضمنًا أن ذاتنا رديئة بجملتها، وبناء على ذلك يجب أن تُنكر بجملتها، وأن "تُصلب" في الواقع.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صلاة نكران الذات والتضحية
دعونا نقتدي بالمسيح في نكران الذات في الصداقات
في الخدمة درسًا نأخذه من الطبيعة هو نكران الذات
نكران الذات
خدمة نكران الذات– مفتاح العظمة!


الساعة الآن 03:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025