منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 01 - 2025, 06:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

الخدمة في الوقت الحاضر




الخدمة في الوقت الحاضر

سأل أحد الشباب حديثي الإيمان خادمًا للإنجيل عن طبيعة الخدمة التي يستطيع أن يقدمها للرب على الرغم من حداثة إيمانه، وعدم وجود موهبة خاصة تميّزه؛ فكان جواب الخادم: إن أعظم خدمة تُشبع قلب الله، وتُدخِل السرور إلى قلبه هي أن تكون لنا شركة معه، سواء على المستوى الفردي، أو حينما نلتف من حوله كقديسين لتقديم سجود لائق به.

وخدمة السجود خدمة تملأ صفحات الوحي المقدس بعهديه، فلذَّة الله منذ القديم هي مع الإنسان. وتحريض الله دائمًا لأتقيائه هو: «قُرْبَانِي طَعَامِي مَعَ وَقَائِدِي رَائِحَةُ سُرُورِي تَحْرَِصُونَ أَنْ تُقَرِّبُوهُ لِي فِي وَقْتِهِ» (عد28: 2).

وهناك مفهوم غير دقيق أن الله خلَّصنا لكي نخدمه أوَّلاً، ولكن في الواقع أن خلاصنا أساسًا يؤهّلنا في البداية لأن نكون في محضره، وفي شركة معه، سواء على المستوى الفردي، من خلال قراءاتنا وتأملاتنا وصلواتنا، أو على مستوى الجماعة حينما نجتمع لقراءة الكلمة والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع2: 42). هذه هي الخدمة المقدسة التي هي غرضه الأساسي من خلاصنا.

ثم بعد ذلك تأتي الخدمة العملية، والتي هي الانعكاس الطبيعي لشركتنا معه، وفهمنا لطبيعته. وعلينا أن نلاحظ أنَّ السجود والتسبيح دائمًا يأتيان في المقدمة، وبعد ذلك تأتي الخدمة. وجدير بالذكر أنَّ عشاء الرب تأسَّس أولاً قبل الإظهار العلني للقوة في يوم الخمسين. وبتعبير الرسول بطرس أن الكهنوت المقدس يأتي قبل الكهنوت الملوكي. وهذا هو موضوعنا والذي سنتتبعه بتدقيق، ولا سيما في سفر بداية تكوين الكنيسة؛ سفر الأعمال.

وقد يتساءل واحد قائلاً: ”إن موضوع العدد السنوي هو الخدمة، وأنت تتكلم عن السجود!“. هذا صحيح، لكن علينا أن ندرك أنَّ الكتاب واضح جدًّا في هذه النقطة، فكثيرًا ما يُشار إلى السجود ”worshipping“ على أنه ”خدمة“، والعكس صحيح. ويكفي أن نقرأ الجزء الثاني من رسالة العبرانيين، فسنجد أن كلمة ”الخادمين“ التي تكرَّرت كثيرًا – ولا سيما في الأصحاح العاشر الذي يقارن بين خدمة العهد القديم وخدمة المؤمنين في العهد الجديد - كُتبت بديلاً لكلمة ”الساجدين“ في معظم الترجمات.

ولنلاحظ أن بطرس حينما تكلم عن الخدمة للرب، تكلم عن بيت الله الذي فيه تُمارَس هذه الخدمة، والبيت هو المكان الذي فيه يجد الشخص راحته. وهذا البيت الروحي – وليس المادي- الذي تكوَّن يوم الخمسين، ولم يكتمل حتى الآن (سيكتمل في يوم الاختطاف) له خدمة هامة جدًّا يؤدّيها الآن. والمؤمنون هم كهنوت مقدّس لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح (1بط2: 5).

وهذه الخدمة لها طابع روحي وليس مادي كالذي اعتاد عليه اليهود. وبالتالي الذبائح روحية، وهي كثيرة: ”ذبيحة التسبيح“؛ أي ثمر شفاه معترفة باسمه (عب13: 15)، و«فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسرُّ الله» (عب13: 16)، وعلى رأس القائمة ”تقديم أجسادنا لله“ كذبيحة حية مقدسة مرضية (رو12: 1). هذه هي الخدمة المقبولة عنده.

وعلى الرغم من أننا كهنة على المستوى الفردي، ولكننا في اجتماعنا معًا نُشكِّل ”كهنوتًا مقدسًا“. فمن خلال اجتماعنا معًا كممثلين لبيت الله، في منطقة معينه، وفي زمان مُحدَّد، نحن نقدّم الذبائح الروحية. فنحن جماعة مُسبحة وساجدة وعابدة، وهذه هي خدمة البيت الروحي المقدّمة لله من خلال ابنه.

والكثير من شعب الرب يريدون خدمة الله بممارسة كهنوتهم المقدس، سواء في تقديم ذبائحهم الروحيَّة داخل الأقداس، أو في طاعتهم لوصيته: «اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». فهذا الحق البسيط، حينما نطيعه وننفذه، هو امتياز وشرف يفوق التصور. فكيف لنا نحن تراب الأرض، والْمُزْدَرَى وغير الموجود أنْ نخدم إله السماء وابنه؟ إذ إنَّ كل خدمة تسبيح وشكر تصعد للسماء، من بسطاء مثلنا صاروا ملوكًا وكهنة، هي إعلان عن سمو شخصه وعظمة عمله. إنَّ هذه الخدمة وإن كانت ستُمارس في المستقبل، في الأبدية، على نطاق أوسع وبصورة أقوى وأفضل، ولكنَّنا قد أُعطينا هذا الامتياز أن نمارسها الآن مع الذين جُمِعوا لاسمه، بتقديم ثمر شفاه تُعبِّر عن فيض قلب معترف بنعمته وعمله. فحينما يأخذ الكاتب الماهر (الروح القدس) شفاهنا ويُعبِّر من خلالها، مُنشئًا شكرًا وتسبيحًا لائقًا بشخصه (مز45: 2)، نكون قد أنشأنا خدمة تُشبِع قلب الله وابنه، ويتم فينا المكتوب: «مِنْ قُصُورِ الْعَاجِ (جماعات الساجدين) سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ» (مز45: 8). هذا هو الكهنوت المقدس في أسمى صوره. إن كل الخدمات الجهارية على الأرض لا تُسِر قلب الرب على قدر ما يُسره قلب ساجد، جالس في حضرته، في المكان الذي اختاره هو، فهو أقامنا أولاً وقبل كل شيء لنكون معه (مر3: 14).

نأتي الآن إلى الكهنوت الملوكي. فإن كنَّا ككهنوت مُقدس نتَّجه رأسيًا إلى الله، فإننا ككهنوت ملوكي نتجه أفقيًا نحو الناس. «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ» (1بط2: 9). فنحن مُكلَّفون أن نخبر ونذيع ”فضائل“، أي سمو وعظمة وسجايا، من دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب. هذه هي وظيفتنا الكهنوتية تُجاه الناس.

هناك فرق كبير بين خدمة المبشر، والتي هي عطية فردية من الرب لأحد المؤمنين، وخدمتنا كجماعة متجهة نحو الناس، نعلن لهم فضائل المسيح. فكل ما في العالم من صفات هي نابعة من سلطان الظلمة، ولكننا نُعلن للعالم أننا كنا قبلاً مثلهم ظلمة، وأما الآن فنور في الرب (أف5: 8)، كنَّا نسير في الظلمة ولكن دُعينا لنوره العجيب، كنا نسلك في الظلمات ولا نور لنا (إش50: 11)، والآن نحن مرتبطون بمن هو النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان (يو1: 9). إن العالم على مرّ عصوره ومختلف حضاراته، انغمس في الظلمة. وعلى الرغم من ظهور كثير من الفلاسفة والعلماء يملؤون الأجواء بصيحات الانتصار عمَّا بحثوا فيه واكتشفوه، ولكنهم يمسكون بظلال خادعة، وكل علمهم وفلسفتهم هو ضباب زائل. ونحن في نور محضر الرب، ومن خلال معرفتنا بشخصه ودراستنا لكلمته، نستطيع أن نُعلن لهذا العالم الهالك عما سيأتي عليه، بل ونُخبرهم أيضًا عمَّن أنار لنا الحياة والخلود، والمذخَّر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كو2: 3).

أخيرًا نأتي لأمثلة واقعية من الكتاب مارست خدمتها للرب من خلال الكهنوت المقدس وكذا الكهنوت الملوكي. ففي يوحنا 12 يأتي الرب إلى بيت عنيا، وكان قادة الأمة قد أعلنوا رفضهم له، وحاكوا مؤامرة صلبه. وبالقرب من أورشليم، والتي فيها كان يُخيم سحب الحسد والحقد والكراهية، نجد بيتًا صغيرًا، في قرية بيت عنيا، يفتح للسيد أبوابه ”ويصنع له عشاءً“، بيتًا يرحب به ويكرمه. لا شك أنه كان منتعشًا وهو يرى جماعة ملتفة من حوله. ويقينًا كان كل ما في هذا البيت يتَّفق مع شخصه وقداسته، وهناك تصاعدت نغمة الشكر والعرفان بالجميل، من قلب قديسة، شعرت بفضل هذا العظيم الحاضر في الوسط، فكسرت قارورتها، وسكبت كل ما عندها من طيب ناردين كثير الثمن، ودهنت رأسه وقدميه. فكل ما امتلكته قدّمته له، فقد كان المسيح كل شيء لها. أ ليست هذه هي الخدمة التي يطلبها الرب؟ أوليس هذا هو الكهنوت المقدس الذي مارسته مريم كمثال لما نمارسه الآن ونحن ملتفون حوله في كل أول أسبوع. ولقد أراد الرب أن تُعبِّر هذه الخدمة على مر العصور عن مسرة قلبه، فقال: «حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَاراً لَهَا».

وفي أعمال 16 نجد صورة أخرى لممارسة الكهنوت المقدس وكذا الكهنوت الملوكي، في مكان لا يخطر على بال إنسان، وفي ظروف قاسية جدًّا. فيمكنك أن تتخيل معي ما حدث في سجن فيلبي: بولس وسيلا مضروبين، وقد أُثخن جسداهما بالجراح، ولكنهما حوَّلا السجن إلى اجتماع، وتصاعدت منه صلوات وتسبيحات لله، حوَّلت جو السجن الكئيب، إلى جو من السرور والفرح والإنعاش، وهذا هو الكهنوت المقدس. ولنلاحظ أنه دون تقديم بشارة واضحة إلى أي واحد من المسجونين الهالكين، فإن هذا الجو الرائع تُرجم بصورة رائعة إلى كهنوت ملوكي، حتى إنه لم يهرب واحد من المسجونين عندما حدثت الزلزلة وانفتحت الأبواب. فهم قد سمعوا ما لم يسمعوا نظيره من قبل.

وعلى قدر ما لخدمتَي الكهنوت المقدس والكهنوت الملوكي من تقدير عند الرب، على قدر ما هي - للأسف الشديد - مهملة ومنسية عند كثير من المفديين. إنها الخدمة الموكولة لكنيسة الله في الوقت الحاضر على الأرض. فكم هو مبهج لقلب الرب حينما يرى كثيرين من شعبه الذين غُفرت خطاياهم وقد اجتمعوا لاسمه وحده، وتحت قيادة روحه القدوس، وليس لهم سند إلا ما أعلنه في كلمته، وهم ويمارسون كهنوتهم المقدس والملوكي!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من أهمية السَّهر | عيش الوقت الحاضر
لقد عرف أنه يستحيل عليه في الوقت الحاضر أن يرى ما لم تره عين
التعليم فى الوقت الحاضر
هو احساس تشعر به في الوقت الحاضر
فقط ركز على حياتك في الوقت الحاضر


الساعة الآن 05:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025