رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* أبصر أنبا أنطونيوس فخاخ الشياطين مبسوطةً على الأرض كلها، فتنهَّد وقال: "يا رب مَنْ يفلت من كل هذه؟" فجاءه صوتٌ من السماء قائلًا: "المتواضعون يفلتون منها." سأل الإخوة شيخًا بخصوص القول السابق، قائلين: "كيف رأى هذا القديس فخاخ الشيطان، هل بطريقة محسوسة أم معقولة؟ ومَنْ هم الذين قالوا له إنّ التواضع يخلِّص منها؟" فأجاب الشيخ: "لقد رأى القديس أنبا مقار ما يشبه ذلك في البرية الداخلية من الإسقيط، فقد رأى شبه رجلين، الواحد عليه ثوبٌ مثقّبٌ وفيه أشياء ملونة والآخر يلبس ثوبًا باليًا مشبّكة به قوارير كثيرة، وكل واحدٍ منهما له أجنحةٌ كشبه غطاءٍ ملفوفٍ فيها، إلاّ أنه رأى ذلك بعين الجسد. أما القديس أنطونيوس فرأى بعين العقل جميع فخاخ الشيطان التي ينصبها للمتوحدين في كل حينٍ، ويكبِّلهم ويعوِّقهم عن السعي في طريق الفضيلة، كما هو مكتوب: "في طريقي نصبوا لي فخاخًا، وحبالًا شبكوها في مسالكي" (مز 140: 5). فلما رآها منصوبةً كشبه الفخاخ التي ينصبها الصيادون للوحوش تعجّب واحتار من كثرتها، ومن أنّ الذين يسقطون فيها لا يخلصون، وهي مثل فخّ الشره وامتلاء البطن، وفخّ محبة الفضة، ومحبة الزنا، والمجد الباطل والكبرياء... وبقية الأوجاع التي أظهرتها له الملائكة. كما أظهروا له جميع الحيل والخداعات التي يُخفون بها فخاخهم، ويقيِّدون الإخوة بها." بستان الرهبان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|