ويُحسب لنعمان أنه أصغى لكلمات مرؤوسيه. وهكذا «فنزل وغطس في الأردن سبع مرات حسب قول رجل الله» (ع 14). وذلك برغم أنه كان صعبًا للغاية أن يتضع إلى هذا الحد أمام عيون عبيده. كان عليه أن ينزل من مركبته العالية ويخلع ثيابه ويغطس في الأردن. وهكذا تخلى عن كبريائه، ثم أنه، بفعل هذا، لم يستمع فقط لالتماس عبيده، بل أيضًا صادق على أقوال رجل الله .. وهكذا .. أطاع الله.
وفي هذا شرح جميل لطريق الخلاص. ينبغي أن نقرِّ بحالتنا الساقطة، وبخطيئتنا، وبرصنا أمام الله. وأن نتخلى أمامه عن كبريائنا وننزل من مركبتنا العالية ـ مركبة الكبرياء والاعتداد بالذات. ينبغي أن نتبع الطريق الذي حدده الله في كلمته. إن العلاج الإلهي هو أن نقرّ بخطايانا وأن نخلع الإنسان العتيق، وأن ننزل إلى نهر الموت. وبكلمات أخرى ينبغي، بالإيمان، أن نَتْحِد أنفسنا مع المسيح الذي مات لأجل خطايانا، هذا وليس ثمة سبيل آخر للخلاص والتطهير وقبول الحياة الجديدة. قال الرب يسوع: «ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يو14: 6).