![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() رفض الطبيب يحاجج الرب شعبه في صراحة ووضوح متقدمًا إليهم كطبيب يشفي جراحاتهم، بعد أن يفضحها ويعلنها للمريض حتى يقبل العلاج، لكن للأسف رفضوا الطبيب الحقيقي وعلاجاته. الطبيب يعلن المرض 1 «حِينَمَا كُنْتُ أَشْفِي إِسْرَائِيلَ، أُعْلِنَ إِثْمُ أَفْرَايِمَ وَشُرُورُ السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُمْ قَدْ صَنَعُوا غِشًّا. السَّارِقُ دَخَلَ وَالْغُزَاةُ نَهَبُوا فِي الْخَارِجِ. 2 وَلاَ يَفْتَكِرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنِّي قَدْ تَذَكَّرْتُ كُلَّ شَرِّهِمْ. اَلآنَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِمْ أَفْعَالُهُمْ. صَارَتْ أَمَامَ وَجْهِي. إذ يتقدم الله كطبيب للنفوس يود علاجها، يضطر أن يعلن المرض ويكشف عن مداه وخطورته حتى يتقبل المرضى علاجه. "حينما كنت أشفي إسرائيل، أعلن إثم إفرايم وشرور السامرة، فإنهم قد صنعوا غشًا؛ السارق دخل والغزاة نهبوا من الخارج" [ع1]. جاء ليشفي إسرائيل بوجه عام فأعلن إثم إفرايم، السبط الذي أخذ مركز الصدارة في الشر، وفضح شرور السامرة التي هي العاصمة. إنه كطبيب لا يجامل ولا يداهن لكنه يفضح المرض حتى يمد يده بالمشرط ليقطع بحزم لكن في حب. يعلن إثم السبط الأكثر شرًا والمدينة الأكثر فسادًا دون مجاملة على حساب الشفاء! أما عن نوع المرض الذي أصابهم فهو "أنهم قد صنعوا غشًا"، وهذا هو أخطر ما يصيب الإنسان أن يفعل غشًا، يغش الناس وربما يغش نفسه ويخدع ضميره، ظانًا أنه قادر أيضًا أن يغش الله. قلبه مملوء لصوصية أما ثيابه فكهنوتية، مدينته كجلعاد في مظهرها تضم رجال الله "اللاويين"، لكن في حقيقتها تضم "فاعلي الإثم" (هو 6: 8). هكذا غَلَّف إسرائيل إثمه بتقديم تقدمات وذبائح لله وممارسة بعض العبادات، أما قلبه فكان مبتعدًا ومرتدًا عن الله. إن كان إسرائيل أراد أن يغش الآخرين بمظاهر خارجية، لكن الفساد الداخلي حمل انعكاساته على التصرفات الظاهرة أيضًا، وبينما يحاول الخداع بمظهره يتحطم في الداخل والخارج، إذ يقول: "السارق دخل والغزاة نهبوا في الخارج" [ع1]. لقد تسلل المرض كالسارق إلى الداخل حيث الأعماق الخفية، فانفتح الباب للغزاة في الخارج. صار الإنسان بكليته فاسدًا، يحتاج إلى شفاء القلب والفكر والنية في الداخل، وإلى علاج السلوك الظاهر والمعاملات الواضحة. أخطر ما في مرضهم ليس المرض في ذاته وإنما تجاهلهم له، فظنوا فيه أمرًا تافهًا لا يحتاج إلى تذكره، وإن الله نفسه لا يهتم به، لذلك يقول: "لا يفتكرون في قلوبهم أني قد تذكرت كل شرهم، الآن قد أحاطت بهم أفعالهم، صارت أمام وجهي" [ع2]. إن كانت خطاياهم مخفية عن أعينهم، أو لا تشغل فكرهم، لكنها قائمة أمام وجه الله، يذكرها لكي ينزعها عنهم. لعلهم يسألون: لماذا يعلن الله إثم إفرايم ويفضح شرور السامرة؟ يجيب: "الآن قد أحاطت بهم أفعالهم" [ع2]. كأنه يقول لهم لا تغضبوا عليَّ لأني أكشف ضعفاتكم بل بالحري اغضبوا على أنفسكم لأنكم تسلكوا هكذا، فأنا وإن كنت أفضح إنما لكي أشفي جراحاتكم، أما أنتم فبتجاهلكم لها تجعلون مرضكم عديم الشفاء! |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|