ما الذي يشتمل عليه العالم؟
يوضِّح الرسول في 1يوحنا 2: 16 أن «كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ». هذه هي أسلحة العالم التي يجتهد أن يُسقط حتى أولاد الله فيها، ويغلبهم بها. ولقد نجح في ذلك مع حواء «فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ (شَهْوَة الْجَسَدِ)، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ (شَهْوَة الْعُيُونِ)، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ (لجعل الإنسان حكيمًا وعارفًا كالله للخير والشر- تَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ). فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ» (تك3: 6). ولكن عندما حاول المُجرِّب أن يستخدم هذه الأسلحة مع «الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ» (1كو15: 47)، هُزم وفارقه، ذلك لأن رأسنا الجديد كان متسلحًا بمحبة الآب التي كانت فوق كل اعتبار (يو14: 31)، وكان ممتلئًا ومنقادًا بالروح القدس (لو4: 1)، وكانت شريعة إلهه في وسط أحشائه، وكان يُكرمها جدًا، فكان يرد على المُجرِّب بالمكتوب.
وإن كنا نذكر بأسى ”دِيمَاسَ“ الذي ترك الرسول بولس والخدمة «إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي» (2تي4: 10)، فلنتحذر نحن أيضًا لأننا مُعرَّضون للسقوط في هوة محبة العالم عن طريق الميول والأحاسيس الصادرة من طبيعتنا الشريرة (شَهْوَة الْجَسَدِ)، أو الرغبات التي تتولد نتيجة ما تراه عيوننا (شَهْوَة الْعُيُونِ)، أو التمثل بروح العالم في كبريائه وتعظمه وطموحه غير المُقدَّس في حب الظهور وطلب المجد الباطل (تَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ).