تأثير الخطية علي وجودنا في دائرة مجد الله
يقول الوحي: «إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رو3: 23)، ونري هذا من خلال التاريخ المقدس الذي تتبعناه، فالخطية تجعلنا عاجزين عن الوجود في دائرة مجد الله وتحمُّل قوة الحضور الإلهي. لكن هناك ما يُريحنا فإذا كانت الخطية تحرمنا من الحضور الإلهي، وتشعرنا بعدم الراحة في وجوده، وتجعلنا نسعى لتجنب هذا الحضور؛ فالبر يجعلنا نعود إلي هذه الحضرة.
والآن هكذا الإنجيل الذي يضمن للخاطئ أن يتمتع بكل هذه الأمور السامية، فالآثام التي فعلناها، والخطأ الذي ارتكبه أبونا الأول آدم ضد محبة الله وعدله وهيبته؛ تم إصلاح هذا كله بواسطة عمل المسيح، وتمجد الله أكثر بكثير جدًا عما لو لم نخطئ أصلاً، وكل حقوقه رُدّت تمامًا، بل صار له التسبيح من الجميع، فهو بار ويبرِّر من يؤمن بيسوع.
والإيمان يتمسك بهذا، وبر الله يُمكنه أن يوصلنا إلي مجد الله. وهكذا الإيمان بالإنجيل أو بخدمة البر يضعنا بحرية وبوجه مكشوف في محضر مجد الله وهذا ما نتعلمه من 2 كورنثوس 3, 4 «لأَنَّهُ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ الدَّيْنُونَةِ مَجْدًا، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا تَزِيدُ خِدْمَةُ الْبِرِّ فِي مَجْدٍ!» (2كو3: 9)، «لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (2كو4: 6). ليتنا أيها الأحباء نعيش دائمًا داخل هذه الدائرة؛ دائرة مجد الله، فنتمتع بحضوره الدائم، وننظر مجد الله بوجه مكشوف، فنتغير ويري الناس وجوهنا لامعة دون أن نعلم.