* بالمثل السابق أشار الخروف الضال إلى العائلة التي على الأرض، إذ نعرف أننا ملك الله إله الكل الذي يخلق الموجودات من العدم، وكما كتب: "هو خلقنا وليس نحن" (مز 100: 3)، وأيضًا: "هو إلهنا ونحن شعب مرعاه وغنم يده" (مز 95: 7). وبهذا المثل الثاني الذي فيه يقارن المفقود بدرهم، وأنه واحد من عشرة، أي من رقم كامل... واضح أننا نحمل الشبه الملوكي والصورة الملوكيَّة التي لإله الكل، لأن الدرهم كما أظن مختوم عليه الشبه الملوكي. فإن كنا قد سقطنا وصرنا مفقودين، وجدنا المسيح وشكلّنا بالقداسة والبّر على صورته، الأمر الذي لا يشك فيه أحد إذ كتب الطوباوي بولس هكذا: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجدٍ إلى مجدٍ كما من الرب الروح" (2 كو 3: 18). وبعث إلى أهل غلاطيَّة هذه الكلمات: "يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضًا إلى أن يتصور المسيح فيكم" (غل 4: 19).
لقد تم البحث عما قد سقط، فأضاءت المرأة السراج، وكما قلت لقد وُجدنا نحن بواسطة حكمة الله الآب، الذي هو الابن، عندما أشرق بنوره الإلهي العقلي علينا، وأشرقت الشمس، وانفجر النهار وطلع كوكب الصبح (2 بط 1: 19) كقول الكتاب. فقد قال الله أيضًا في موضع آخر بواسطة أحد الأنبياء القدِّيسين عن المسيح مخلِّصنا نحن جميعًا: "يقترب برّي سريعًا، وتعلن رحمتي، ويتقد خلاصي كمصباح" (إش 62: 1 الترجمة السبعينيَّة). كما قال السيِّد عن نفسه: "أنا نور العالم" (يو 8: 12)، كما قال: "أنا قد جئت نوراُ إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة" (يو 12: 46). إذن بالنور قد خلص ما قد هلك فصار فرح للقوات العلويَّة.