ونحن نجد في سجان فيلبي مثلاً آخر على الحقيقة التي نحن بصددها. فواضح غلظته في تعامله مع بولس وسيلا (أع١٦: ٢٣، ٢٤). ولكن الرب سمح بزلزلة زعزعت أساسات السجن، كما زلزلت أيضًا قلب السجان القاسي. وعندما هَمَّ بارتكاب أفظع جريمة يمكن لإنسان أن يرتكبها، وهي أن يقتل نفسه، صرخ فيه بولس وسيلا ألا يفعل بنفسه شيئًا رديًا. وهنا سأل السجان سؤاله الخالد: «يا سيديَّ: ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟»، فكانت الإجابة الرائعة من فم الرسولين: «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك» (أع١٦: ٣٠، ٣١). فأخذهما في تلك الساعة من الليل وغسَّلهما من الجراحات التي سببها هو بنفسه لهما في أول الليل. وقدَّم لهما مائدة، وتهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله!