رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب والميل لصيانة النفس والحياة الذاتية «من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية. إن كان أحد يخدمني فليتبعني. وحيث أكون أنا هناك أيضاً يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب» (يو12: 25،26). تحدّث الرب عن حتمية موته للإتيان بثمر، واتخذ من حبة الحنطة مثالاً لذلك، فلو احتفظنا بها في المخزن لبقيت كما هي ولَمَا استُثمرت في حبات أخرى كثيرة. والمسيح - له المجد - مات ودُفن ثم قام، وبهذا أتى بثمر كثير من المؤمنين الذين لهم ذات نوعية حياته كالمُقام من الأموات. وذات المبدأ في حياة تلميذ المسيح، فإن حرصنا أن نصون حياتنا ونتجنب الإماتة لأجل المسيح، فلن يكون لنا ثمر على الإطلاق. لكن إن أبغضنا نفوسنا في هذا العالم، سيكون لنا الثمر الكثير. لكن ما معنى بُغضة النفس في هذا العالم؟ إنه يعني التخلي باختيار ورضا عن الرغبات الطبيعية المُتاحة لنا في هذه الحياة في سبيل استثمار الوقت والصحة والعمر كله لخدمة الرب. وهو يعني أيضاً الموت معنوياً عن حقوقنا المشروعة لأجل المسيح «حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا... إذاً الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم» (2كو4: 10،12). فلكي تكون حياة في الآخرين، لابد أن يعمل الموت فينا. قال أحد رجال الله: "إن كنا نرفض أن نكون حبوب حنطة مستعدة أن تقع في الأرض وتموت، وإن كنا لا نضحي بالطموحات ولا نعرّض أنفسنا وممتلكاتنا وصحتنا للخطر، وإن كنا لا نتخلى عن بيوتنا ونقطع لأجل المسيح الرُبط التي تشدنا إلى عائلاتنا عندما يدعونا الرب، فعندئذ سنبقى وحدنا". هل نذكر قول بولس «ولكني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله» (أع20: 24). وهل نذكر أبفرودتس الذي «من أجل عمل المسيح قارب الموت مُخاطراً بنفسه» (في2: 30). قال جيم إليوت، وهو أحد الأبطال في خدمة الرب: "ليس غبياً مَنْ يضحي بما لا يستطيع الاحتفاظ به في سبيل أن يربح ما لا يمكن أن يفقده". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|