لاَ تَكْمُنْ أَيُّهَا الشرِّيرُ لِمَسْكَنِ الصدِّيقِ. لاَ تُخْرِبْ رَبْعَهُ [15].
ما هو مسكن الصديق إلا الأحضان الإلهية؟ وما هو ربعه أو موضع راحته الحقيقي سوى الشركة مع الله؟ فالشرير يكمن للشرير، وينصب له الفخاخ المتعددة حتى يسقط الصديق في إحداها، ولا يعود إلى الحضن الإلهي، ويفقد شركته مع الله. يجد الشرير لذته في تضليل الصديق، وتخريب نفسه بالسقوط معه في الإثم.
تبدو هذه العبارة موجهة للشرير كي لا يكمن لاصطياد الصديق، فإنه يتعب باطلًا، لأن الله هو المدافع عن الصديق والمخَّلص له. لكن إذ لا يسمع الشرير لصوت الله، فالحديث موجه في حقيقته للصديق كي لا يخشى الشرير، ولا يضطرب منه، مهما كانت خططه وإمكانياته، لأن الله نفسه يحصن أولاده من الأشرار وأعمالهم الرديئة.