منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2024, 11:30 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

الصليب سبعة مفارقات



الصليب سبعة مفارقات

الصليب حَدَث فريد، تخطَّى العقل وتجاوز الفكر؛
أمامه خشعت الإنسانية وتملكها العَجَب.
خضع له الزمان وإليه انصاع التاريخ، فقفز الزمان صعوداً، ووثب التاريخ قُدماً بديل انحدار الوراثية، وغدا مسارهما صحيحاً، بولادة الإنسان الجديد ذا الطبيعة الإلهية، هروباً من فساد الطبيعة، وابتعاداً عن عالم الشر.
الصليب - بشرياً - أفظع جريمة ارتُكبت ضد أقدس إنسان؛ بطلها، والمحرض، والمنفذ هو الإنسان والشيطان.
«اصلبه ... اصلبه ...» (لو23: 21).
الصليب حادثة هزت الكون ومازالت، أثارت الأجيال وما برحت، جمعت الله والإنسان في أصعب مكان:
الله يمتشق سيفه ويضرب، والإنسان يُجهِّز خشبة ويصلب، والمسيح، موضوع الضرب والصلب، يخترقه السيف وتمزقه المسامير؛ فيتفجر الخلاص من قلب المصلوب كاملاً، ويرضى الله، ويغتسل الإنسان ويتمتع.
تنبثق من حوادث الصليب وما رافقها سبع مفارقات، نتأملها في هذا المقال.
المفارقة الأولى الرؤساء والخدام: أصوب رأي.
جاء المسيح كلمة الله، يتكلم بالحق، ويعلن محبة الله للإنسان، لينقذه من معضلة الخطيئة؛ وما على الإنسان إلا أن يرتمي أمام الله ويمد يد الإيمان فينال الخلاص.
موقف المسيح هذا، أصاب أفكار رجال الدين عصر ذاك في الصميم، فناصبوه العداء المُستحكم، وحاكوا المؤامرات للتخلص منه. وقبيل الصليب أرسلوا خدامهم ليمسكوه ويأتوا به مُقيداً. رجع الخدام بموقف مُغاير لرأيهم كلياً، إذ بُهتوا بكلام المسيح المنسكب نعمةً من ثغره الأطيب وعلى لسانه الأحكم، فذوّب قلوبهم، وعادوا بجواب صريح وجريء قائلين: «لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» (يو7: 46).
المفارقة الثانية مرارة الكأس المرتقبة: أعمق حزن.
دخل الرب بستان جثسيماني وجثا مُصلياً، وهو عالِم هول الصليب وحوادثه، فاصطرع في كيانه ضدان قاسيان: إنه الابن الحبيب، منفرداً في سرور الآب ورضاه، قدوس منزه عن شبه الشر، كمال الجمال وجمال الكمال، نقاء الصفاء وصفاء النقاء؛ سيصل الجلجثة، ويتجرع كأس غضب الله العادل بسبب شرور البشرية جميعها، يتجرعها حتى الثمالة.
فكيف تجتمع القداسة والخطيئة معاً؟!
البراءة والمذنوبية؟!
لذا عصر الحزن نفسه حتى الموت، وسحق الألم قلبه حتى الذوبان؛ ومع أنه توسل لتعبر الكأس عنه، سلّم لإرادة الآب، ومضى.
المفارقة الثالثة المُحاكمة الظالمة: أغرب محاكمة.
إن محاكمة المسيح لَغريبة غريبة في التاريخ، بل المحاكمة الفريدة، حيث يقف الحاكم صامتاً؛ متفرجاً، والشعب حاكماً.
خرج بيلاطس من بلاطه مُعلناً للشعب أنه، وبعد البحث والفحص والتدقيق والتفتيش، لم يجد علّة واحدة في المسيح، وكررها ثلاث مرات مُعلناً براءته، ولم يستطع أن يُجرِّمه بشيء. لكن الشعب أصرّ بعناد أنه يستحق الموت، الموت صلباً. فبدل أن يترك البريء حراً، اقتيد إلى الصلب.
والغرابة هنا في:
1- إن الحاكم يُبرِّئ المتهم، ولكن الشعب يُذنبه.
2- في حين أنه على الحاكم أن يبرئ البريء حكم الشعب بمذنوبيته وموته صلباً. «فخرج بيلاطس أيضاً خارجاً وقال لهم ها أنا أخرجه إليكم، لتعلموا أني لست أجد فيه علة واحدة» (يو19: 4).
غريب هذا الأمر: حاكم يُبرِّئ وشعب يُذنِّب، والأغرب أن ينصاع الحاكم للشعب وينفذ حكمه.
المفارقة الرابعة قدوس يُعاقَب: أقسى إهانة.
في خلال المحاكمة طلب بيلاطس من ديوانه ملف يسوع المسيح الشخصي: حياته، سلوكه، تعاليمه، مبادئه، مواقفه، علاقاته؛ فنطق الملف قائلاً:
لم يُؤذِ إنساناً،
لم يرتكب خطأً،
لم يتجاوز قانوناً،
لم يكسر نظاماً
بل
أقام الأموات،
طهّر البرص،
زرع النور في العُمي،
أقام المقعدين،
أشبع الجياع،
بلسم جراح الحزانى،
شدّد الضعفاء،
زرع الخير والبركة في ربوع الناس وقلوبهم.
ما أقساها مفارقة :
قدوس يعاقب!
خالق الينابيع ومفجرها يعطش!!
موشّح الطبيعة والإنسان زينةً وجمالاً يُعرّى!!!
الطاهر الطاهر يُعلَّق بين لصَين نجسين’ مجرمين، قاتلين!!
المفارقة الخامسة صدمة الطبيعة: أعجب لقاء.
لم يسجِّل التاريخ أن ظلمة لفّت الكون ساعات ثلاثاً في رابعة النهار.
لم يلتقِ الليل والنهار إطلاقاً، لم يعانق النور الظلمة قَطّ، لم تواجه القداسة الخطيئة، لم يقابل الله العادل القدوس الإنسان المجبول إثماً، والمتنفِس شرّاً، والمولود خطيئة.
على الصليب التقى الليل بالنهار، فكان الليل عدلاً قاسياً صارماً، يطارد الإنسان الذي سلب الله حقوقه؛ فبديل أن ينصَّب الغضب على الإنسان، سُكب على المسيح؛ فنجا الإنسان، واحتمل المسيح - فادياً - قسوة العدل وظلامته وظلمته.
غطى الظلام المسيح، فانفتحت الحياة نوراً سماوياً أمام الإنسان.
إزاء هذه الصورة، انسحقت الطبيعة، وسجدت، وتحيرت، وصُدمت؛ فتزلزلت الأرض، وتشققت الصخور، وتفتحت القبور، وابتلع الظلام النور، لكن قلب الإنسان الجلمودي القاسي
لم يتحرك،
لم يَلِن،
لم يَتُبْ.
المفارقة السادسة حقد الناس وقلب المسيح: أروع جواب.
أحاط الشعب بصليب المسيح بعد أن:
سكب الشفاء في بيوتهم،
وبثَّ الفرح في قلوبهم،
ونثر السلام في دروبهم،
وملأ حياتهم سعادة وتعزيةً.
فماذا كان موقفهم منه؟!
تكلّموا حقداً،
ونفثوا سُمّاً،
وأظهروا كراهيةً،
واستغرقوا سخريةً،
واستهانوا عاراً!
مزقوه جراحاً،
برَّحوه عذاباً،
أنهكوه جسداً،
وفجّروه دماءً!!
لكنه:
أجاب حباً،
وردّ صفحاً،
ونطق غفراناً،
وسطّر اهتماماً،
واختلج قلبه عطفاً وحناناً!!!
المفارقة السابعة أهداف متنوعة: أعظم خلاص.
إنه اجتماع عظيم لم يُعقد، لا في السماء ولا في الفضاء ولا على الأرض، جمع الإنسان والله والمسيح، وكان لكلٍ غايته.
فغاية الإنسان أن يقتل المسيح صلباً، عقاباً على طهارته وقداسته ومساعدته.
وغاية الله محاكمة المسيح بعدلٍ، مقتصّاً منه أجرة خطايا البشرية جمعاء. لم يُشفِق على ابنه، لم يرحم وحيده، لم يسامح حبيبه وسرور قلبه، بل تركه يُحشرج، يقاسي الآلام المبرحة، يعاني سكرات الموت. ليَهب الإنسان حباً، وقبولاً، ومصالحة، وبراءة.
أما غاية المسيح فمحبة الإنسان إلى المنتهى الذي لا ينتهي، وإتمام عملية خلاصه؛ يموت طوعاً أقسى وأبشع ميتة، محتقَراً ومخذولاً، ومنبوذاً من الناس، ومن الله متروكاً.
خاتمة:
الصليب يجسِّد حب الله، وينطق بمكنون قلبه، ويكشف فكره الأزلي؛ ويعلن هدف تجسد الرب يسوع المسيح، أن يكون ذبيحة فداء عن الإنسان. أسس الصليب علاقة جديدة بين الله والإنسان، لم تستند إلى مجهود الإنسان وأعماله وتقواه، إنما على مبدأ مجانية النعمة، الواهبة المتفاضلة، التي تطفئ غضب الله، وتستجيب لمطالب عدله، وتحوله ثوب بر يكتسيه الإنسان الذي فشل في كتابة حرف واحد في ملحمة خلاصه. لكن الرب حبَّر قصة الخلاص بتلك الساعات المريرة القاسية مصلوباً، متألماً ثم مائتاً، بحيث صرخ في نهاية الصليب «قد أُكمل». فقد دفع المسيح كل شيء فنال الإنسان كل شيء.
في الصليب قسم العالمين قسمين، وشُقَّت طريقان: سماوية مجيدة، وجهنمية هالكة.
ووجدت جماعتان: واحدة آمنت فتمتعت بالخلاص، وأخرى رفضت فاستحقت الهلاك.
أيها القارئ العزيز:
هل فهمت معنى الصليب؟
هل تمتعت بالفداء والغفران؟؟
هل تعرفت بالمصلوب مخلِّصاً ورباً وسيداً؟؟؟

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(تك 7: 3) ومن طيور السماء أيضا سبعة سبعة
من مفارقات عيد الام
مفارقات لا تنتهى
مفارقات:
من مفارقات محاكمه مبارك


الساعة الآن 03:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024