اليوم, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 177951 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مكان الحكم كان لابد أن يموت المسيح في أورشليم، فهو الذي قال لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم. ثم كان لابد أن يموت خارج المحلة، تماماً كما كانت «الحيوانات التي يُدخل بدمها إلى الأقداس تُحرق أجسادها خارج المحلة» (لا16؛ عب13). لكن ليس فقط مات المسيح في أورشليم خارج المحلة، لكن كان لابد أن يُصلب على الصليب الأوسط. ولقد اهتمت البشائر الربع بإبراز هذا الأمر، لكن علق مرقس عليه بالقول «فتم الكتاب القائل وأُحصي مع أثمة». |
||||
اليوم, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 177952 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حيثيات الحكم لقد حاول بيلاطس أن يوفِّق بين شراسة وحقد اليهود، وبين اقتناعه ببِرّ المسيح، ففكر، ضمن ما فكر، أن يصدر الحكم باستذناب المسيح ثم يطلقه حراً كهدية العيد، وبذلك يرضي اليهود ويرضي ضميره. لكن مشورة الله كانت عكس ذلك تماماً: أن يعلن الحاكم برائة المسيح ثم يصدر حكماً بصلبه. فالمسيح لو كان فيه أي عيب لما صلح أن يكفِّر عن الخطاة. وخروف الفصح لو كان به عيب أو دنس لَمَا صلح أن يكون فصحاً. وهكذا فقد فحص الوالي يسوع وشهد مراراً ببراءته، ثم أمر بصلبه! |
||||
اليوم, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 177953 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عنوان على الحكم بحسب قوانين الدولة الرومانية كان ينبغي أن يُعلَّق فوق صليب المحكوم عليهم حيثية الحكم التي صدرت على المصلوب. فماذا يُكتَب بيلاطس كعنوان لعلة من اقتنع هو نفسه ببرائته؟ هذ هو لقد كتب يسوع الناصري ملك اليهود. ولما احتج رؤساء كهنة اليهود على هذا العنوان رفض بيلاطس التغيير المقترح بقول صار فيما بعد بمثابة مثل، إذ قال «ما كتبت قد كتبت». ونحن ندهش كيف خضع الوالي لإرادة أولئك القتلة في أن يحكم بصلب البريء، رغم اقتناعه ببراءته، ثم يرفض في تصميم الخضوع لإرادتهم في مسالة تبدو شكلية. لكن الحقيقة العجيبة أن بيلاطس عندما خضع لليهود كان يتمم دون أن يدري مشورة الله، وعندما رفض الخضوع لهم كان أيضاً يتمم مشورة الله. ويا له من عنوان لعلّة لا تتضمن أي عِلّة على الإطلاق، إلا إذا كانت عِلّة في اليهود أنفسهم، الذين صلبوا ملكهم رافضين أي ملك آخر سوى قيصر. ولقد كان العنوان الذي كتبه بيلاطس مُساقاً بيد علوية هو أول نبذة تُكتب في العالم، خلص بواسطتها اللص الذي عرف منها مجد المصلوب إلى جواره، فقال له «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك»، فجاءه الجواب «الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس». |
||||
اليوم, 05:31 PM | رقم المشاركة : ( 177954 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خاتمة الحكم كان الوضع الطبيعي أن يظل المحكوم عليهم بالصلب يومين أو ثلاثة أيام، فيها يذوق المصلوب ألواناً من العذاب وهو يقاسي الموت البطيء. وكان من الممكن أن يحدث هذا مع المسيح لو سارت الأمور في مسارها الطبيعي، لكن الله في هذا الأمر، كما في كل أمر آخر، كان مسيطراً تماماً، فطلب اليهود من بيلاطس أن تُكسر سيقان المصلوبين ويرفعوا، لا إكراماً للمصلوبين طبعاً، بل إكراماً للسبت العظيم! وفعلا أصدر بيلاطس الأمر، وبدأ جنوده في التنفيذ. لكنهم بعد أن كسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه أتوا إلى يسوع لكنهم لم يكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات. لكن يوحنا رأى في هذا الأمر إتماماً لنبوة وردت عن المسيح «عظم لا يكسر منه». وطبعاً نحن لا نقول إن المسيح لم تكسر ساقيه لأن خروف الفصح ما كان يكسر منه عظم، بل العكس هو الصحيح، فلقد كان لا بد أن الفصح، لكي يشير إلى المسيح، أن لا يكسر منه عظم. وأما المسيح فلأنه هو التقي الحقيقي فلقد حفظ الرب جميع عظامه وواحد منها لم ينكسر. لكن أحد العسكر، ولكي يقطع الشك باليقين في أمر موت المسيح فإنه غرز حربته القاسية في جنب يسوع، فخرج دم وماء. ونلاحظ أن هذه الطعنة في جنب المسيح لم تكن عادة رومانية متبعة، ولا هي أمر من بيلاطس. فماذا إذا؟ إنها ببساطة لكي يتم الكتاب. فذلك الجندي لم يكن في طعنة الحربة مُنفِّذاً لأمر بيلاطس، لكنه دون أن يدري نفذ أمر الله. |
||||
اليوم, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 177955 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد مات يسوع فعلاً وكان كل تلاميذه المخلصين قد هربوا إذ ملأ الخوف قلوبهم، وكان هذا تتميماً للنبوة «اضرب الراعي فتتبدد الغنم». ولقد كان تصور اليهود، بل ومنتهى أمانيهم، أن يُدفن المسيح بلا كرامة مع المذنبين، وتعلوه رجمة من الحجارة، وينتهي كل شيء. لكن عين الله الساهرة ويمينه العلية رتبت شيئاً آخر، بل إن مشورة الله المحتومة كانت قد خططت ذلك الأمر وسجلته في التوراة التي بين أيدي اليهود أنفسهم. ففي نفس أصحاح آلام المسيح، أعني إشعياء 53، ترد هذه النبوة «جُعل مع الأشرار قبره (لكن) مع غني عند موته (لأنه) لم يفعل ظُلماً ولا وُجِد في فمه غش». ولذلك فلقد تقدم أحد أثرياء اليهود واسمه يوسف الرامي تلميذ ليسوع في خفية، لم نسمع عنه من قبل، ولا سمعنا عنه بعد ذلك، تقدم إلى بيلاطس وطلب أن يُعطى جسد يسوع فأذن له. والأرجح أنه هو لم يفكر ولا فكر سواه في نبوة إشعياء، وبدا وكأن الأمر محض صدفة. شأنه شأن كل ما تم في ذلك اليوم العصيب بأحداثه السريعة المتلاحقة. وكان لهذا الأمر، بالإضافة إلى أنه كان إتماماً للنبوة، له أهمية مزدوجة: الأولى لإكرام جسد المسيح القدوس «لن تدع تقيك يرى فساداً»، وثانيا: ليمكن إعلان حقيقة القيامة، والتي تُعتبر مع موت المسيح ركناً أساسياً في الإنجيل الذي آمنا به. |
||||
اليوم, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 177956 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قارئي العزيز إن كان الصليب من جانب هو مأساة الدهور، لكنه في نفس الوقت هو العمل الذي وضع أساساً لنهاية كل المآسي. وإن كان قد ظهر عند الصليب أعظم شر، فقد نتج عنه أيضاً أعظم خير. وإن كان هو أفظع ظلم، لكننا ايضاً في الصليب نشهد العدل الدقيق، إذ استُعلِن برّ الله. وإن كان الشيطان بدا ووكأنه منتصر، لكن في الصليب وُضع أساس إبادته إلى أبد الآبدين. مُبْدِعُ الكَونِ القَديرُ فَرَّ عَنهُ كلُّ خِلٍّ حَسِبُوهُ كأثيمٍ ألبَسوهُ تاجَ شوكٍ سُمِّرَ فوقَ الصليبْ مِثلَ إنسانٍ غَريبْ مُستَحقٍ للغضَبْ بَدَلَ تاجِ الذهبْ قَاسَى ربي كلَّ هذا بل وسيفُ العدلِ جازَ نكَّس الرأسَ أخيراً فلَكَ نجثو بحبٍ وتحمَّلَ العنا فيه كي أنجو أنا مائتاً عن الخطاةْ أيُّها الربُّ الإلهْ |
||||
اليوم, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 177957 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المعلق ملعون من الله (تث21: 23) «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا» (غل3: 13). في تثنية21 نجد صورة رائعة لقداسة الله ونعمته في معاملاته مع شعبه. أما قداسة الله فواضحة في شريعة الابن المعاند والمارد، السكير والمسرف، الذي لا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه، ويؤدبانه فلا يسمع لهما. فما هو حكم الناموس في هذه القضية؟ تحت الناموس، مطلوب من الأب أن يمسك ابنه، ويأتي به إلى شيوخ مدينته وإلى باب مكانه، فيرجمه جميع رجال مدينته حتى يموت لكي يُنزع الشر من بينهم ويسمع كل إسرائيل ويخافون (تث21: 18-21). وبالرغم من الحقيقة الدامغة أنه «لا فرق. إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» (رو3: 22،23)، وبالرغم من أنه تبرهن خراب الجنس البشري كله وسقوط الجميع أدبياً بالخطية، وتبرهنت حالة الإنسان الساقط وهو في حالة التمرد والعصيان على الله وعلى السلطة المُعطاة منه للوالدين (أم30: 11، 17)، بالرغم من كل هذا لا نقرأ أن شريعة الابن المعاند والمارد قد طُبقت أو نفذت ولا مرة واحدة في كل العهد القديم!! لقد أشفق كل أبٍ على ابنه: أ لم يشفق عالي الكاهن على ولديه حفني وفينحاس بالرغم من كل ما كانا يفعلانه في خيمة الاجتماع (1صم2)، أ لم يشفق داود على ابنه أمنون الذي أذل أخته ثامار، وأشفق أيضاً على أبشالوم الذي قتل أخيه أمنون (2صم13)؟ نعم، لقد أشفق كل أبٍ على ابنه. وهل يكتب الله شريعة يعلم أنها لن تُستخدم؟ حاشا ... فإن كان الروح القدس قد أملى على موسى هذه الشريعة، فلقد كان أمامه "أبٌ آخر وابن آخر" الآب «الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين» (رو8: 32)، الآب الذي قدّم ابنه الوحيد على الصليب عند الجلجثة. والذي يدعو إلى التعجب والدهشة، وأيضاً إلى السجود والخشوع، هو أن هذا الابن، الذي لم يُشفق أبيه عليه، هو الوحيد الفريد الذي ما كان قط مارداً ولا معانداً، حاشاه! لقد عاش على الأرض حياة هى إنسانية في كل شيء ما خلا الخطية، وكانت كل خطوة في حياته تحمل الشهادة لمحبته الكاملة لأبيه، وتشهد لمجده الأدبي الذي لم يكن ممكناً له أن يستتر. لقد تميّز طريقه بالخضوع التام لإرادة أبيه، وأطاعه في كل شيء، واستند عليه في كل شيء. ولقد قادته طاعته الكاملة المطلقة لأبيه أن يقول أمام شبح الموت «لتكن لا إرادتي بل إرادتك» (لو22: 42). نعم، أيها الأحباء، ما كان سيدي المعبود مارداً ولا معانداً، حاشاه. وما كان سيدي المجيد سكيراً ولا مُسرفاً، حاشاه أيضاً. لقد كان هو النذير الوحيد الحقيقي الذي انفصل انفصالاً تاماً، من بداءة حياته إلى نهايتها، عن كل ما هو من هذا العالم وعن كل فرح أرضي (عد6: 3؛ متى26: 29). إنه القدوس الذي لم يفعل خطية واحدة (1بط2: 22)، ولم تكن هناك في حياته قط أي تجاوب أو انجذاب لخطية ما. لقد استطاع أن يقول «مَنْ منكم يبكتني على خطية؟» (يو8: 46). فلماذا إذاً لم يشفق الله على ابنه؟! الإجابة التي تُظهر نعمة الله بلمعان خاص هي أن الله بذل ابنه لأجلنا، قدَّمه كفارة لخطايانا. نحن أخطأنا وأثمنا وفعلنا الشر، وكنا بعدل نستحق الموت والعذاب الأبدي، ولكن الله «بذل ابنه الوحيد» ليكون بديلاً عن المارد والمعاند، بديلاً عن السكير والمسرف، «جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا» (2كو5: 21). «فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يقرِّبنا إلى الله» (1بط3: 18). «كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا» (إش53: 6). «الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شُفيتم» (1بط2: 24). ويا له من مشهد يستحضر أمامنا محبة الله في بذل ابنه، كما يستحضر أمامنا طاعة الابن الكاملة! لقد تحمّل بالنيابة عنا ألم الموت، ولم ينزل عن الصليب إلا بعد أن قال «قد أُكمل»، فسدد لعدالة الله حقوقها، وسدد للناموس مطاليبه، ودفع أجرة الخطية بدلاً عنا، ولم يُبقِ على الخاطئ الأثيم الذي يريد أن يتبرر سوى شيء واحد، هو قبول عمل المسيح لأجله. نعم، أيها الأحباء، لم يُشفق الله على ابنه، بل سلّمه إلى شيوخ مدينته، مدينة أورشليم، وهؤلاء بدورهم، إمعاناً في القسوة والإهانة وإظهار الكراهية له، سلّموه إلى الرومان، لا ليرجموه، بل ليصلبوه، ليقتلوه مُعلَّقاً على خشبة «هذا أخذتموه مُسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه» (أع2: 23، قارن يو19: 10،11). لذلك نحن لا نتعجب أن يأتي مباشرة بعد شريعة الابن المعاند والمارد، ذكر القول «وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقُتل وعلقته على خشبة. فلا تَبِتْ جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم. لأن المعلَّق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيباً» (تث21: 22،23 قارن يو19: 31-33). ويُرينا الروح القدس في هذه الآيات نبوة عن الطريقة التي كان سيموت بها المخلص حاملاً لعنة خلائقه، فلقد عُلِّق بين الأرض والسماء كأنه لا يستحق أيّاً منهما! وقيل عنه إنه «عُلِّق على خشبة» إذ مات مصلوباً (أع5: 30؛ 1بط2: 24). لقد كان منظراً مألوفاً في أيام حكم الرومان أن ترى الصلبان، وكان العبد المتمرد مصيره الموت بهذه الوسيلة البشعة التي تتضمن العار الشديد. وقد علَّم الناموس أن تعليق المجرمين المذنبين على خشبة، كان علامة على كونهم تحت لعنة الله (تث21: 23). وفي كل مرة عُلِّق مذنب على خشبة العار، كان هذا يُعَد، بحسب كلمات الناموس، مكروهاً من الله القدير، وعلَّم الشعب أن الله ينظر إلى الأرض بغضب وامتعاض شديدين طالما ظل جسد المذنب معلَّقاً بغير أن يوارى من أمام عينيه. ولكن الأمر في حقيقته كان يتضمن معني رمزياً يشير بالنبوة إلى شخص سيُعلَّق على خشبة، وعليه سينسكب الغضب الإلهي ضد الخطية، وسيتعامل الله معه في تلك اللحظات الرهيبة كأنه الخطية مجسَمة (2كو5: 21)، وكل ما تستحقه الخطية من عقاب وسحق ودينونة سيقع عليه، ولكن في آلامه الكفارية هذه ستوضع نهاية اللعنة والدينونة على عالم فاجر أثيم. ويعلِّق الرسول بولس في صراحة ووضوح قائلاً «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل مَنْ عُلِّق على خشبة، لتصير بركة ابراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح» (غل3: 13،14). وهكذا يظهر بوضوح أن المسيح عندما اقتيد خارج الأسوار ليُصلب، كان في الحقيقة يحمل ثقل خطايانا ولعنتنا. لقد عبر المسيح طريق الصليب كبديل عنا وكممثل لجنسنا الساقط، وفي ساعات الصليب المُرّة جداً، تقابل الله البار الديان المزمجر مع مَنْ يحمل «إثم جميعنا»، مع البديل الذي وُضعت على رأسه كل أنواع الخطايا. تقابل الله مع الفادي الذي طوعاً واختياراً بذل نفسه عن الخطاة، فصبَّ الله عليه الغضب صبّاً، وذاق من يد الله كأساً أشد مرارة من العلقم، لا توصف ولا يعبَّر عنها بلغة الناس. ومن هنا أصبح مفهوماً لماذا ارتضى الآب الأزلي أن يسلِّم الابن الوحيد إلى عذاب وألم لم يُسمع عن نظيره. وعلى هذا الاعتبار لم نرَ أحداً من ملائكة الأعالي يُسرع ليخدمه، ولم تسقط نار من السماء لتأكل قاتليه. وإن كانت كل الظروف التي اجتازها المخلِّص رهيبة ومُذهلة بحق، لكنها كلها اتحدت لتثبت هذه الحقيقة بكل تأكيد: هوذا الرب يسوع المسيح يحمل لعنة الخطاة. إن لعنة الناموس هى الموت، الذي هو أجرة كسر الوصية، ولكن «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا» (غل3: 13). وهكذا يُرينا الرسول بولس كيف أن هؤلاء الذين كانوا تحت اللعنة لكسرهم الناموس قد افتُدوا وتحرروا منه، ولكن لم يتم هذا بواسطة حفظ المسيح للناموس لأجلنا، كما هو شائع عند البعض، بل بصيرورته «لعنة لأجلنا». فالصليب بكل عاره وخزيه كان هو الحكم الصادر عليه، ذاك الذي في حياته أظهر طاعة كاملة فاستحق كمال البركة. ويا لها من إشارة مُلذة وقيّمة لأنها تُرينا نعمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي صار لعنة لأجلنا «لتصير بركة ابراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح» (غل3: 14). لقد وعد الله أن يبارك ابراهيم، وأن يبارك به كل العالم. وبركة ابراهيم الحقيقية هى الخلاص بالنعمة بواسطة الإيمان. وفي البداية كان يجب دفع أجرة الموت المقررة عند الله، لذلك صار المسيح لعنة لكي يمتد خلاص الله بالنعمة إلى اليهود والأمم على السواء. وهكذا في المسيح (نسل ابراهيم) تتبارك جميع شعوب الأرض (غل3: 16). أيها الأحباء ... الابن المارد والمعاند، السكير والمسرف بحسب الناموس لا مكان له في البيت، بل يجب أن يُرجم (تث21: 18-21)، ولكن لأن «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا» فإننا نستطيع الآن أن نفرح من القلب بنعمة الله «الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين»، وهكذا فإن النعمة تجتذب الضال من بعيد وتُحييه وتجعله يُقيم في البيت كالابن (لو15: 11-32). ويا لها من مقابلة عجيبة! في تثنية21 نرى يد الله تقع بالدينونة العادلة على المعاند. وفي لوقا15 نرى قلب الله يفيض حناناً وشفقة على التائب المسكين، مؤكداً له أن غاية سروره هو أن يقبل الضال راجعاً إليه. فالذي يُصرّ على العناد يقابَل بأحجار الدينونة، بينما التائب الراجع يُقابل بقبلات المحبة. عزيزي ... لقد تغير الحال معي أنا أيضاً لأن ربنا يسوع المسيح وقف مكاني، مكان المذنوبية والدينونة، وحمل في جسمه على خشبة الصليب كل عقوبة خطاياي، وكل قصاص أستحقه كأجرة لآثامي. لقد مات على الصليب لكي أحيا أنا في المجد. لقد «صار لعنة لأجلنا ... لننال بالإيمان موعد الروح». فيا لعُظمِ نِعمةٍ في ربِّنا وهكذا قبلَ الدهورِ أُعطيتْ بشخصِهِ قدْ أُظهِرَتْ خلاصُنا بِها عَجيبْ فلْنِبْتَهِج في كلِّ حينْ أسَاسُهُ دمُ الصليبْ بِذَلِك الحبِّ العجيبْ |
||||
اليوم, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 177958 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يكتب الله شريعة يعلم أنها لن تُستخدم؟ حاشا ... فإن كان الروح القدس قد أملى على موسى هذه الشريعة، فلقد كان أمامه "أبٌ آخر وابن آخر" الآب «الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين» (رو8: 32)، الآب الذي قدّم ابنه الوحيد على الصليب عند الجلجثة. والذي يدعو إلى التعجب والدهشة، وأيضاً إلى السجود والخشوع، هو أن هذا الابن، الذي لم يُشفق أبيه عليه، هو الوحيد الفريد الذي ما كان قط مارداً ولا معانداً، حاشاه! لقد عاش على الأرض حياة هى إنسانية في كل شيء ما خلا الخطية، وكانت كل خطوة في حياته تحمل الشهادة لمحبته الكاملة لأبيه، وتشهد لمجده الأدبي الذي لم يكن ممكناً له أن يستتر. لقد تميّز طريقه بالخضوع التام لإرادة أبيه، وأطاعه في كل شيء، واستند عليه في كل شيء. ولقد قادته طاعته الكاملة المطلقة لأبيه أن يقول أمام شبح الموت «لتكن لا إرادتي بل إرادتك» (لو22: 42). نعم، أيها الأحباء، ما كان سيدي المعبود مارداً ولا معانداً، حاشاه. وما كان سيدي المجيد سكيراً ولا مُسرفاً، حاشاه أيضاً. لقد كان هو النذير الوحيد الحقيقي الذي انفصل انفصالاً تاماً، من بداءة حياته إلى نهايتها، عن كل ما هو من هذا العالم وعن كل فرح أرضي (عد6: 3؛ متى26: 29). إنه القدوس الذي لم يفعل خطية واحدة (1بط2: 22)، ولم تكن هناك في حياته قط أي تجاوب أو انجذاب لخطية ما. لقد استطاع أن يقول «مَنْ منكم يبكتني على خطية؟» (يو8: 46). |
||||
اليوم, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 177959 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإجابة التي تُظهر نعمة الله بلمعان خاص هي أن الله بذل ابنه لأجلنا، قدَّمه كفارة لخطايانا. نحن أخطأنا وأثمنا وفعلنا الشر، وكنا بعدل نستحق الموت والعذاب الأبدي، ولكن الله «بذل ابنه الوحيد» ليكون بديلاً عن المارد والمعاند، بديلاً عن السكير والمسرف، «جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا» (2كو5: 21). «فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الأثمة لكي يقرِّبنا إلى الله» (1بط3: 18). «كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا» (إش53: 6). «الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شُفيتم» (1بط2: 24). ويا له من مشهد يستحضر أمامنا محبة الله في بذل ابنه، كما يستحضر أمامنا طاعة الابن الكاملة! لقد تحمّل بالنيابة عنا ألم الموت، ولم ينزل عن الصليب إلا بعد أن قال «قد أُكمل»، فسدد لعدالة الله حقوقها، وسدد للناموس مطاليبه، ودفع أجرة الخطية بدلاً عنا، ولم يُبقِ على الخاطئ الأثيم الذي يريد أن يتبرر سوى شيء واحد، هو قبول عمل المسيح لأجله. نعم، أيها الأحباء، لم يُشفق الله على ابنه، بل سلّمه إلى شيوخ مدينته، مدينة أورشليم، وهؤلاء بدورهم، إمعاناً في القسوة والإهانة وإظهار الكراهية له، سلّموه إلى الرومان، لا ليرجموه، بل ليصلبوه، ليقتلوه مُعلَّقاً على خشبة «هذا أخذتموه مُسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه» (أع2: 23، قارن يو19: 10،11). لذلك نحن لا نتعجب أن يأتي مباشرة بعد شريعة الابن المعاند والمارد، ذكر القول «وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقُتل وعلقته على خشبة. فلا تَبِتْ جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم. لأن المعلَّق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيباً» (تث21: 22،23 قارن يو19: 31-33). ويُرينا الروح القدس في هذه الآيات نبوة عن الطريقة التي كان سيموت بها المخلص حاملاً لعنة خلائقه، فلقد عُلِّق بين الأرض والسماء كأنه لا يستحق أيّاً منهما! وقيل عنه إنه «عُلِّق على خشبة» إذ مات مصلوباً (أع5: 30؛ 1بط2: 24). لقد كان منظراً مألوفاً في أيام حكم الرومان أن ترى الصلبان، وكان العبد المتمرد مصيره الموت بهذه الوسيلة البشعة التي تتضمن العار الشديد. وقد علَّم الناموس أن تعليق المجرمين المذنبين على خشبة، كان علامة على كونهم تحت لعنة الله (تث21: 23). وفي كل مرة عُلِّق مذنب على خشبة العار، كان هذا يُعَد، بحسب كلمات الناموس، مكروهاً من الله القدير، وعلَّم الشعب أن الله ينظر إلى الأرض بغضب وامتعاض شديدين طالما ظل جسد المذنب معلَّقاً بغير أن يوارى من أمام عينيه. ولكن الأمر في حقيقته كان يتضمن معني رمزياً يشير بالنبوة إلى شخص سيُعلَّق على خشبة، وعليه سينسكب الغضب الإلهي ضد الخطية، وسيتعامل الله معه في تلك اللحظات الرهيبة كأنه الخطية مجسَمة (2كو5: 21)، وكل ما تستحقه الخطية من عقاب وسحق ودينونة سيقع عليه، ولكن في آلامه الكفارية هذه ستوضع نهاية اللعنة والدينونة على عالم فاجر أثيم. ويعلِّق الرسول بولس في صراحة ووضوح قائلاً «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل مَنْ عُلِّق على خشبة، لتصير بركة ابراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح» (غل3: 13،14). وهكذا يظهر بوضوح أن المسيح عندما اقتيد خارج الأسوار ليُصلب، كان في الحقيقة يحمل ثقل خطايانا ولعنتنا. لقد عبر المسيح طريق الصليب كبديل عنا وكممثل لجنسنا الساقط، وفي ساعات الصليب المُرّة جداً، تقابل الله البار الديان المزمجر مع مَنْ يحمل «إثم جميعنا»، مع البديل الذي وُضعت على رأسه كل أنواع الخطايا. تقابل الله مع الفادي الذي طوعاً واختياراً بذل نفسه عن الخطاة، فصبَّ الله عليه الغضب صبّاً، وذاق من يد الله كأساً أشد مرارة من العلقم، لا توصف ولا يعبَّر عنها بلغة الناس. ومن هنا أصبح مفهوماً لماذا ارتضى الآب الأزلي أن يسلِّم الابن الوحيد إلى عذاب وألم لم يُسمع عن نظيره. وعلى هذا الاعتبار لم نرَ أحداً من ملائكة الأعالي يُسرع ليخدمه، ولم تسقط نار من السماء لتأكل قاتليه. وإن كانت كل الظروف التي اجتازها المخلِّص رهيبة ومُذهلة بحق، لكنها كلها اتحدت لتثبت هذه الحقيقة بكل تأكيد: هوذا الرب يسوع المسيح يحمل لعنة الخطاة. إن لعنة الناموس هى الموت، الذي هو أجرة كسر الوصية، ولكن «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا» (غل3: 13). وهكذا يُرينا الرسول بولس كيف أن هؤلاء الذين كانوا تحت اللعنة لكسرهم الناموس قد افتُدوا وتحرروا منه، ولكن لم يتم هذا بواسطة حفظ المسيح للناموس لأجلنا، كما هو شائع عند البعض، بل بصيرورته «لعنة لأجلنا». فالصليب بكل عاره وخزيه كان هو الحكم الصادر عليه، ذاك الذي في حياته أظهر طاعة كاملة فاستحق كمال البركة. ويا لها من إشارة مُلذة وقيّمة لأنها تُرينا نعمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي صار لعنة لأجلنا «لتصير بركة ابراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح» (غل3: 14). لقد وعد الله أن يبارك ابراهيم، وأن يبارك به كل العالم. وبركة ابراهيم الحقيقية هى الخلاص بالنعمة بواسطة الإيمان. وفي البداية كان يجب دفع أجرة الموت المقررة عند الله، لذلك صار المسيح لعنة لكي يمتد خلاص الله بالنعمة إلى اليهود والأمم على السواء. وهكذا في المسيح (نسل ابراهيم) تتبارك جميع شعوب الأرض (غل3: 16). |
||||
اليوم, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 177960 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الابن المارد والمعاند، السكير والمسرف بحسب الناموس لا مكان له في البيت، بل يجب أن يُرجم (تث21: 18-21)، ولكن لأن «المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا» فإننا نستطيع الآن أن نفرح من القلب بنعمة الله «الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين»، وهكذا فإن النعمة تجتذب الضال من بعيد وتُحييه وتجعله يُقيم في البيت كالابن (لو15: 11-32). ويا لها من مقابلة عجيبة! في تثنية21 نرى يد الله تقع بالدينونة العادلة على المعاند. وفي لوقا15 نرى قلب الله يفيض حناناً وشفقة على التائب المسكين، مؤكداً له أن غاية سروره هو أن يقبل الضال راجعاً إليه. فالذي يُصرّ على العناد يقابَل بأحجار الدينونة، بينما التائب الراجع يُقابل بقبلات المحبة. عزيزي ... لقد تغير الحال معي أنا أيضاً لأن ربنا يسوع المسيح وقف مكاني، مكان المذنوبية والدينونة، وحمل في جسمه على خشبة الصليب كل عقوبة خطاياي، وكل قصاص أستحقه كأجرة لآثامي. لقد مات على الصليب لكي أحيا أنا في المجد. لقد «صار لعنة لأجلنا ... لننال بالإيمان موعد الروح». فيا لعُظمِ نِعمةٍ في ربِّنا وهكذا قبلَ الدهورِ أُعطيتْ بشخصِهِ قدْ أُظهِرَتْ خلاصُنا بِها عَجيبْ فلْنِبْتَهِج في كلِّ حينْ أسَاسُهُ دمُ الصليبْ بِذَلِك الحبِّ العجيبْ |
||||