ملك شرير (ع١-٣)
المؤرخ الإلهي قدَّم لنا ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“، الذي خلف أخاه أَخَزْيَا على عرش إسرائيل، وحمل نفس اسم ”يَهُورَام بْنِ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ (٢مل١: ١٧). وصاية يَهُوشَافَاط مَلِكِ يَهُوذَا مع ابنه يَهُورَامَ، تُفسر بشكل أفضل التناقض الواضح ما بين ٢ ملوك ١: ١٧ مع الآية الافتتاحية لهذا الأصحاح. لم يصل يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ إلى أعماق الفساد التي شوهدت في والديه أَخْآبَ وإيزابل، إلا أن الشهادة الثابتة عنه هي أنه «وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلكِنْ لَيْسَ كَأَبِيهِ وَأُمِّهِ» (ع٢). وعلى الرغم من أنه أظهر رغبة في إلغاء عبادة البعل، لأنه «أَزَالَ تِمْثَالَ (مَذْبَحَ) الْبَعْلِ الَّذِي عَمِلَهُ أَبُوهُ (فِي بَيْتِ الْبَعْلِ الَّذِي بَنَاهُ فِي السَّامِرَةِ)» (ع٢؛ ١مل١٦: ٣٢، ٣٣). إلا أن الأحداث اللاحقة أظهرت أنه لم ينجح في تحقيق هذا الهدف. فلم يدمر «تَمَاثِيلَ بَيْتِ الْبَعْلِ»، وهكذا استمرت عبادة البعل، ووجدت السواري طريقها مرة أخرى إلى المملكة (٢مل١٠: ٢٥-٢٨). ومما لا شك فيه أن إيزابل استمرت في ممارسة نفوذ كبير في المملكة بعد موت أَخْآبَ، وكان يَهُورَامُ إما غير راغب أو غير قادر على كبح جماحها.
وعلاوة على ذلك استمر يَهُورَامُ في الترويج لنظام العبادة الزائف الذي وضعه يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ «لَمْ يَحِدْ عَنْهَا» (ع٣). كان نظامًا فاسدًا ووثنيًا ومزيفًا، اعتمد على «عِجْلَيْ ذَهَبٍ ... وُضِعَ وَاحِد فِي بَيْتِ إِيلَ، وَجَعَلَ الآخَرَ فِي دَانَ» (١مل١٢: ٢٨-٣٣). ربما بدا أن نظام يَرُبْعَامَ هو أهون الشرين، بالمقارنة مع عبادة البعل، لكنه كان لا يزال يعارض العبادة الحقيقية للرب، فقد «جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ» (ع٣). كتب ”ماكشين“: ”لا يزال هناك مَن يعتقدون أنه إذا رفضوا بعض الشرور المتطرفة، فإن تمسكهم ببعض الشرور الأخرى الأقل بشاعة، سيتم تجاهله من قِبَل الله”. ولكن يَهُورَامُ سيكتشف لاحقًا خلال فترة حكمه - التي استمرت اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً - أن مثل هذا التفكير خاطئ تمامًا.