رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"تاج جمال شيبة توجد في طريق البرّ" [ع 31]. إن كان للشيبة وقارها، فإنها لا تقوم على لون الشعر، ولا عدد السنوات، وإنما على البرّ الذي عاشه واختبره. لن تستطيع الشيبة أن تفقد البار حيويته في البرّ، وجهاده من أجل الأكاليل. وكما قال كالب: والآن فها أنا اليوم ابن خمس وثمانين سنة، فلم أزل اليوم متشددًا كما في يوم أرسلني موسى، كما كانت قوتي حينئذ هكذا قوتي الآن للحرب وللخروج وللدخول" (يش 14: 10-11). وقيل عن موسى: "وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات، ولم تكل عينه، ولا ذهبت نضارته" (تث 34: 7). * ذهب في أحد الأيام أنبا آمون لزيارة (أنبا شيشوي) فوجد أنه حزين على مجيئه من البرية، فقال له: أيها الأب، ليس جيدًا لك أن تحزن، لأنك اقتربتَ من مكان سُكنى الإخوة، لأنّ جسدك صار ضعيفًا ولم تعد قادرًا على القيام بتلك الأعمال التي تريدها في البرية. فلما سمع أنبا شيشوي هذا الكلام نظر إلى أبّا آمون بحدّةٍ وأجابه بغضبٍ قائلًا: ما هذا الذي تقوله لي يا أبّا آمون؟ أَلم تكن حرية الأفكار التي كانت لي في البرية كافيةً لأن تأخذ مكان جميع الأعمال؟ وفيما يخصّك أنت أيضًا يا آمون الذي تدرك الحياة ونتائج حرية الفكر، والذي لستَ خاضعًا للاضطرار إلى تجوال الفكر واضطرابه ولا تعوِّقك الشيخوخة أو الضعف، أخبرني ماذا يمكنك أن تفعل في البرية في السنّ المتقدِّمة؟ وحتى إذا كنتُ أنا غير كفء لأعمال الجسد لأنني صرتُ ضعيفًا بسبب شيخوختي، فعندي مقدرة أكثر على إتمام أعمال الفكر مما كنتُ في رجولتي المبكِّرة. فردوس الآباء |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|