متى خلق؟
لقد خلق الله الخليقة القديمة في «البدء» (تك1: 1)، ولا يقول في «الأزل»، لأن الكون ليس أزليًا. لكن متى كان هذا البدء؟ ذلك الموضوع لم تتعرض له كلمة الله، لا سيما وأن أداة التعريف “ال” غير واردة في النص العبري، ولأن الأيام الستة الحرفية لا تدخل في نطاق هذا «البدء». إنه البدء الذي توسط بين الأزلية والأبدية، حيث نرى إيلوهيم (الله) خالقًا، فهو «بدء» تاريخي مرتبط بالكون الظاهر. أما البدء الأزلي فهو الذي لا يعرف التاريخ سبيلاً إليه، هو الذي فيه «كان» الله، وفيه «كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ» (يو1: 1). فإن كان «بدء» التكوين يعود بنا إلى أوليات المنظور، فإن «بدء» انجيل يوحنا يوقفنا أمام جلال الأزل في وقار وسجود. في «بدء» التكوين نرى “عظائم” الله فنسجد، وفي «بدء» إنجيل يوحنا نرى «الله» فنسكت قدامه.