منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 04:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,266,042

الكمال الأدبي الفريد




الكمال الأدبي الفريد:

هذا العبد الذي هو رجل رفقة الله، والذي هو موضوع سروره، والذي حل الروح القدس عليه، أظهر سموًا أدبيًا سماويًا. ويمكن القول إنه ظهرت وداعته في القصيدة الأولى، وطاعته وتكرسه في القصيدة الثالثة وصبره وصمته إزاء الظلم في القصيدة الرابعة. ويذكر النبي ذلك الكمال في سباعيتين سلبيتين. السباعية الأولى ”لا“ تصف مسار حياته العادي واليومي، والسباعية الثانية ”لم“ تصف مواقف خاصة وقاسية تعرض لها ذلك العبد.

فالوداعة ظهرت في إشعياء 42 في سباعية سلبية حيث يقول النبي عنه «لا يخاصم ولا يرفع ولا يسمع في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفئ.. لا يكل ولا ينكسر». لاحظ هنا تكرار عبارة لا ولا ولا، سبع مرات.

ما أروع تلك السباعية التي ميزت عبد يهوه عن جماهير الناس بمختلف أنواعهم. إنه يذكر في البداية ثلاثة أمور لا يفعلها ذلك العبد، نرى فيها التدرج إلى الأقل: فهو أولا ”لا يصيح“، وليس ذلك فقط، بل أيضًا ”لا يرفع“ أي لا يرفع صوته، بل إنه أيضًا ”لا يُسمِع في الشارع صوته“. والمقصود إنه لا يعمل ضوضاء ولا يحدث ضجيجًا أثناء إنجازه لمهمته، كما أنه لا يحاول لفت الانتباه إليه (راجع متى12: 17-21)، وهنا نرى وداعة ذلك الشخص العظيم الذي قال: «تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب» (مت11: 29).

ثم إنه «قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفئ». فليس لأجل إجراء الدينونة أتى ذلك العبد في المرة الأولى، بل لأجل الخلاص، وكم احتمل من شر الأشرار، دون أن يحاول ملاشاتهم، وما كان أسهل ذلك عليه لو أراد (لو9: 54-56).

ثم أخيرًا هو «لا يكل ولا ينكسر». موسى ”كَلّ“ من حمل الشعب، وإيليا الجبار ”انكسر“ أمام تهديدات المرأة الشريرة إيزابل، وأما المسيح فهو «لا يكل ولا ينكسر». لاحظ أنه لا يكسر القصبة المرضوضة، ولا ينكسر هو. كما أنه لا يطفئ الفتيلة الخامدة، ولا أحد أو شيء يخمده هو.

وفي إشعياء 50 يحدثنا النبي عن طاعة عبد يهوه وتكريسه، وكيف أنه كل صباح، كتلميذ متعلم من الله، كان يستمع لصوت الله الحي في الكلمة المكتوبة. لكنه يتحول بعد ذلك فيذكر ثلاثة أمور لم يفعلها ذلك العبد الكامل، فيقول: «السيد الرب فتح لي أذنا وأنا لم أعاند، إلى الوراء لم أرتد .. وجهي لم أستر عن العار والبصق ». هنا نجد ذلك العبد الكامل، بعكس البشر جميعًا، لم يعاند، ولم يرتد، ولم يستر وجهه عن العار والبصق. في بداية الطريق عندما أخذ الأمر من أبيه ”لم يعاند“، ولما سار في الطريق العسير ”لم يرتد“، وعندما دخل إلى المهمة المريرة ذاتها، فإنه ”لم يستر وجهه عن العار والبصق”!

وأخيرًا في إشعياء 53 نقرأ عن أربعة أشياء لم يفعلها ذلك العبد، فيقول: «ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه... لأنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش». فعندما ظلم يسجل النبي مرتين أنه لم يفتح فاه، وتتكرر في الأناجيل الأربعة سبع مرات أن يسوع ظل ساكتًا أمام حكامه الظالمين. وذاك الذي ظُلم، هو نفسه لم يظلم أحدًا. له المجد، فهو في تصرفاته لم يعمل ظلمًا، وفي كلماته لم يكن في فمه غش.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عجيب في حياته وإنسانيته ففي شخصه الفذ الفريد تجسم الكمال
أهمية العمل الفردي | أهداف العمل الفردي
اسكت قليلا قبل الكلام لتفحص جيدا كيف يكون الكلام
طوبى للذي يحب الكلام الصالح المستقيم، ويمقت الكلام الدنيء الهدّام
"شعبان هدية" المعتقل الليبي بمصر.. قيادي بـ"القاعدة" والذراع اليمنى لـ"أبوأنس الليبي".


الساعة الآن 03:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024