تتحدث نبوة إشعياء ثلاث مرات عن هذه الحقيقة المجيدة، أعني حلول روح الرب على ذلك العبد، فلقد وردت هذه الحقيقية في الأصحاحات 11؛ 42؛ 61. في المرة الأولى المتكلم هو الروح القدس، وفي المرة الثانية المتكلم هو الآب، وفي الثالثة المتكلم هو الابن. ففي إشعياء 11 يسجل الوحي: «ويخرج قضيب من جذع يسى، وينبت غصن من أصوله، ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب» (إش11: 1و2). وفي المرة الثانية المتكلم هو الآب، قائلاً: «هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سرت به نفسي، وضعت روحي عليه». وفي المرة الثالثة المسيا نفسه يعلن: «روح السيد الرب عليّ، لأنه مسحني» (إش61: 1). ونلاحظ أنه في هذه الآيات السابقة نجد إشارات باكرة في العهد القديم للحقيقة السامية التي أعلنت بوضوح في العهد الجديد وهي حقيقة ”التثليث“.
ومن الأناجيل نفهم أن مسح الرب بالروح القدس تم بمناسبة معموديته من يوحنا المعمدان، وكانت المسحة بقصد تزويده بالقوة للقيام بالمأمورية، كقول الرسول بطرس: «يسوع الذي من الناصرة، كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة، الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس» (أع10: 38).