رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مراحم الصديق وقسوة الأشرار "الصِّدِّيقُ يُرَاعِي نَفْسَ بَهِيمَتِهِ، أَمَّا مَرَاحِمُ الأَشْرَارِ فَقَاسِيَةٌ" [ع10]. لا يستطيع الإنسان البار إلا أن يكون مترفقًا حتى مع الحيوانات. أما الشرير فيصير مفترسًا عندما ينال سلطة على غيره. العنف والشر أخوان يعملان معًا. * "الصديق يترفق على نفس حيواناته". إنه تدريب للحنو البشري، عندما يعتاد شخص ما أن يظهر الرحمة على زملائه البشريين خلال ممارسته لها على حيواناته. حتمًا من يحنو على الحيوانات يميل بالأكثر إلى الحنو على إخوته... هل الصديقون يحنون على نفوس حيواناتهم؟ مطلقًا! فإنه بالتأكيد يلزم أن ينقل إليهم منافع، فيمارس بالأكثر ذلك مع زملائه البشر. حسنًا أمر الله أن نهتم بالحيوانات المجروحة ونرد الضال منها، وألا نكم فاه ثورٍ (تث 22: 1-4). يطلب منا أن نحفظ سلامة الحيوانات تمامًا، أولًا لأجلنا نحن، ثانيًا لكي تقوم بخدمتنا. وفي نفس الوقت هذا فيه تدريب على الاهتمام بالغير وعمل ما هو نافع لهم. حقًا من يتحنن على الغرباء بالأكثر يتحنن على من يعرفهم. ومن يحنو على خَدمِه بالأكثر يحنو على إخوته، ربما تقول: يمدك الحيوان بخدمة مفيدة، أما أخوك ففي أي شيء ينفعك؟ أقول إنه معين لك، أكثر منه وذلك في نظر الله. إنك تستطيع أن ترى هذا عندما نعتني هكذا بحيواناتنا، فإننا لا نحسب هذا عملًا وضيعًا. فإننا إذ نفعل هذا لسنا نخدمهم وحدهم بل نخدم أنفسنا أيضًا. القديس يوحنا الذهبي الفم هناك علامة واضحة تكشف النفس التي لم تتطهر بعد كلية من رواسب الخطية، وهي عدم حزنها من أجل أخطاء الآخرين في حنو، إنما تحكم عليهم كديان في لوم عنيف. لكن، كيف يقدر أن ينال كمال نقاوة القلب من لا يُنفذ الوصايا التي يظهرها الرسول "احملوا بعضكم أثقال بعضٍ، وهكذا تمِّموا ناموس المسيح" (غل 6: 2)، ومن ليس لديه فضيلة المحبة التي هي: "لا تُقبِح... ولا تحتدُّ... ولا تظنُّ السوءَ... وتحتمل كلَّ شيءٍ، وتصبر على كل شيءٍ" (1 كو 13: 4-7)؟! لأن "الصدّيق يراعي نفس بهيمتهِ، أما مراحم الأشرار فقاسية" (أم 12: 10). هكذا يسقط الإنسان (الراهب) في نفس الأخطاء التي يدين فيها غيره بقسوة بغير ترفق، لأن "الرسول الشرير يقع في الشر" (أم 13: 17)، و"مَن يسدُّ أذنيهِ عن صراخ المسكين فهو أيضًا يصرخ ولا يُستجَاب" (أم 21: 13). الأب شيريمون * من يستخدم العنف أشر من الذي يسرق. القديس يوحنا الذهبي الفم * قد أُوصيت أن تنقذ الحمار أو الثور الملقى في الوحل. هل ترى مسيحيًا مثلك خلُص بدم المسيح ملقيًا في بالوعة السكْر، ويتمرغ في وحل التبذير، وتقف صامتًا؟ هل تعبر ولا تمد يد الرحمة؟ هل تقف عند الصراخ والتوبيخ أم ترتعب من أجله؟الأب قيصريوس أسقف آرل * إن كانت الشريعة لن تسمح لك أن تفصل الحيوان غير العاقل الصغير من أمه قبل أن يرضع اللبن (لا 22: 27 إلخ.)، كم بالأكثر يجب إعداد البشرية ضد العنف. القديس إكليمنضس السكندري |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مراحم الرب الكثيرة حتى مع الأشرار |
مش مهم الله لنا ملجأ وقُوة |
مراحل فى حياة يوسف الصديق |
الصديق يراعى نفس بهيمته أما مراحم الأشرار فقاسية |
الرب لا يجيع نفس الصديق ولكنه يدفع هوى الأشرار |