رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احتماله كانت فترة خدمة المسيح قصيرة نسبيًا إذ كانت حوالي ثلاث سنوات وبضعة أشهر، لكنها كانت مليئة بالعمل المضني والجهد الشاق حتى أنه في نهاية حياته كان يحدث الله بروح النبوة قائلاً: «أما أنا فقلت عبثًا تعبت باطلاً وفارغًا أفنيت قدرتي. لكن حقي عند الرب وعملي عند إلهي» (إش49: 4). وقد ذكر أحد الكُتاب أنه في رحلات المسيح المدوَّنة في البشائر الأربعة، يقدَّر أنه قطع مسافة 2500 ميل (أي حوالي 4000 كم) سيرًا على الأقدام! علمًا بأن البشيرين لم يسجلوا لنا كل رحلات المسيح، بل فقط ما أرشدهم الروح القدس لكتابته (راجع يو21: 25). بالإضافة إلى أن هذه الرحلات كان يتخللها وقفات كثيرة، فيها كان المسيح يشفي أو يشجع أو يجيب عن تساؤلات (مثلاً مر5: 21–43). كيف احتمل المسيح كل هذا الجهد المضني؟ إنه كإنسان قيل عنه: «فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر» (يو4: 6). لكن دعونا نتفكر أيضًا في حجم العطاء العاطفي والنفسي بسبب مطاليب النفوس الملحة والمستمرة. أ لم يشكِّل هذا استنزافًا لطاقته العصبية؟! إني أقف في كل خشوع وتأثر أمام كلماته بروح النبوة في مزمور102: 23 «ضعَّف في الطريق قوتي». ولا ننسى أن خدمة المسيح للآخرين كانت دائمًا على حساب نفسه. ولم تكن معجزات الشفاء للأمراض المختلفة أو حالات الإنقاذ من قبضة الأرواح الشريرة يقوم بها بلا آلام نفسية يحس بها، لذا قيل عنه: «لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها» (إش53: 4). واقتبس متى هذه العبارة قائلاً: «ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين، فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم. لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي ”هو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا“» (مت8: 16،17). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|