منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 02:27 PM   رقم المشاركة : ( 174891 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"حتى تميل أُذنك إلى الحكمة،
وتعطف قلبك على الفهم،
إن دعوت المعرفة،
ورفعت صوتك إلى الفهم" [2، 3].
يحثنا الحكيم أن نكرس كل حواس الجسد وأعضائه مع النفس لكي نطلب أن نتعلم الحكمة والمعرفة والفهم. هذا ما نطلبه بكل طاقاتنا، ونصغي إليه، ونحمله إلى قلوبنا. نميل بآذاننا ونفتح قلوبنا ونصرخ بلساننا حتى تدخل حكمة الله إلى أعماقنا، إلى الذهن كما إلى القلب. تهبنا فهمًا، وتشبع قلوبنا.
لنصرخ إلى الله بألسنتنا كما بأصواتنا الداخلية، فإن الله يُسر بصرخات القلب، وهو وحده واهب الحكمة. لقد عبر الرسول بطرس عن شوق المؤمنين إلى الحكمة الإلهية، قائلًا: "كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به" (1بط2:3). حينما يرى الطفل أمه تعد زجاجة اللبن يتحرك بكل أعضاء جسمه، بلسانه وبيديه وقدميه ورأسه إلخ.، ليعبر عن رغبته في الرضاعة. هكذا نحن كأبناء لله نعلن عن لهفتنا إلى لبن الكلمة صارخين إليه.
الصلاة خاصة من أجل التمتع بالمعرفة الإلهية هي لغة شوق النفس نحو الله. إنها المترجم لاشتياق القلب. لهذا يميز القديس أغسطينوس بين من يقدم بصلاته صوتًا ومن يقدم ضجيجًا لا معنى له. فيقول إنه عندما نصلي بدون حب تكون صلواتنا ضجيجًا لا يُسر الله بها. وعلى العكس فإنه يُسر بالصلاة التي تحمل صوتًا له معنى، إذ تحمل معها حبًا. لهذا كثيرًا ما يستخدم المرتل تعبير "الصوت" عند حديثه عن الصلاة:
"بصوتي إلى الرب أصرخ" (مز4:3).
"يا رب بالغداة تسمع صوتي" (مز3:5).
"فسمع من هيكله صوتي" (مز6:18).
"بصوتي أدعو فارحمني" (مز7:27).
"اسمع يا الله صوتي" (مز1:64).
"اصغي إلى صوت صلاتي" (مز66:19).
*من يقدر أن يشك في أن الصرخات التي ترتفع إلى الرب في صوت sound صلاة تكون باطلة إن نطقت بصوت الجسد لا بصوت القلب الثابت في الله؟!
أما إذا صدرت عن القلب فإنها تفلت من ملاحظة البشر إن كان بسبب الضعف الجسداني يكون الشخص صامتًا، لكنها لا تفلت من ملاحظة الله. لذلك عندما نصرخ إلى الرب بصوت الجسد - حيث تتطلب الظروف هكذا - أو بالصمت يلزمنا أن نصرخ من القلب.
*يقول "صوت voice صلاتي" (مز 7:140)؛ أي حياة صلاتي، أو نفس soul صلاتي، وليس مجرد أصوات sounds كلماتي، إنما ما يهب الكلمات من حياة. لأن كل ضجيج آخر بلا حياة يمكن أن يُدعى أصواتًا sounds وليس كلمات.
الكلمات تخص من لهم نفوس، أي تخص الأحياء، ولكن كيف يصلي كثيرون لله وهم بلا فهم لائق بالله ولا أفكار مستقيمة نحوه؟ مثل هؤلاء ربما يكون لهم صوت sound الصلاة ولا يمكن أن يكون لهم الصوت المفهوم voice، لأن لا توجد حياة في صلواتهم.
* لا يتم الصراخ لله بصوت جسدي، بل بالقلب. كثيرون شفاهم صامتة، لكنهم يصرخون بالقلب، وكثيرون يقدمون ضجيجًا بشفاههم، أما قلوبهم فصارت عاجزة عن تقديم أي شيء. لذلك إن صرخت إلى الله، أصرخ إليه من الداخل حيث هناك يسمعك.
* يتحدث الفم خلال وساطة الكلمات؛ ويتكلم القلب خلال وساطة رغباته. صلاتك هي رغبة قلبك.
* الله لا يطلب الكلمات بل قلوبكم.
* إننا بالقلب نسأل، بالقلب نطلب، ولصوت القلب ينفتح الباب.
* من يصلي برغبة يسبح في قلبه حتى إن كان لسانه صامتًا. أما إذا صلى (الإنسان) بغير شوق فهو أبكم أمام الله حتى إن بلغ صوته آذان البشر.
القديس أغسطينوس
 
قديم اليوم, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 174892 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* الله لا يطلب الكلمات بل قلوبكم.
* إننا بالقلب نسأل، بالقلب نطلب، ولصوت القلب ينفتح الباب.

* من يصلي برغبة يسبح في قلبه حتى إن كان لسانه صامتًا.
أما إذا صلى (الإنسان) بغير شوق فهو أبكم أمام الله
حتى إن بلغ صوته آذان البشر.



القديس أغسطينوس
 
قديم اليوم, 02:31 PM   رقم المشاركة : ( 174893 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

*من يقدر أن يشك في أن الصرخات التي ترتفع إلى الرب في صوت sound صلاة تكون باطلة إن نطقت بصوت الجسد لا بصوت القلب الثابت في الله؟!
أما إذا صدرت عن القلب فإنها تفلت من ملاحظة البشر إن كان بسبب الضعف الجسداني يكون الشخص صامتًا، لكنها لا تفلت من ملاحظة الله. لذلك عندما نصرخ إلى الرب بصوت الجسد - حيث تتطلب الظروف هكذا - أو بالصمت يلزمنا أن نصرخ من القلب.
*يقول "صوت voice صلاتي" (مز 7:140)؛ أي حياة صلاتي، أو نفس soul صلاتي، وليس مجرد أصوات sounds كلماتي، إنما ما يهب الكلمات من حياة. لأن كل ضجيج آخر بلا حياة يمكن أن يُدعى أصواتًا sounds وليس كلمات.
الكلمات تخص من لهم نفوس، أي تخص الأحياء، ولكن كيف يصلي كثيرون لله وهم بلا فهم لائق بالله ولا أفكار مستقيمة نحوه؟ مثل هؤلاء ربما يكون لهم صوت sound الصلاة ولا يمكن أن يكون لهم الصوت المفهوم voice، لأن لا توجد حياة في صلواتهم.



القديس أغسطينوس
 
قديم اليوم, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 174894 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* لا يتم الصراخ لله بصوت جسدي، بل بالقلب.
كثيرون شفاهم صامتة، لكنهم يصرخون بالقلب، وكثيرون يقدمون
ضجيجًا بشفاههم، أما قلوبهم فصارت عاجزة عن تقديم أي شيء.
لذلك إن صرخت إلى الله، أصرخ إليه من الداخل حيث هناك يسمعك.
* يتحدث الفم خلال وساطة الكلمات؛ ويتكلم القلب خلال
وساطة رغباته. صلاتك هي رغبة قلبك.



القديس أغسطينوس
 
قديم اليوم, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 174895 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"إن طلبتها كالفضة،
وبحثت عنها كالكنوز" [4].
يُقارن البحث عن الحكمة بالبحث عن الفضة وغيرها من المعادن الثمينة في المناجم العميقة. فالحكمة مثل هذه الكنوز لا تُوجد مصادفة بواسطة عابر طريق، إنما يحتاج الأمر إلى مجهودات ضخمة واكتشاف وحفر. هكذا يليق بنا أن نبحث عن خلاص نفوسنا بغيرة متقدة كما يبحث محب المال عن الغنى. ونخجل من أنفسنا متى كان شوقنا للخلاص والتمتع بالحكمة كغنى حقيقي أقل من بحثنا عن غنى العالم. لنبحث عن الحكمة في اجتهاد غير منقطع النظير ورغبة متقدة وصبر عظيم.
يلاحظ أن كلمة "كنوز" هنا تعني امتلاك ما هو مخفي في الأرض وفي الكهوف، كما يُمكن أن تعني المعادن الثمينة والحجارة الكريمة التي توجد في المناجم. كيف نطلبها؟ بحفر المناجم حتى نبلغ إليها في باطن الأرض.
* الله لا يريدنا أن نصغي إلى الكلمات والعبارات الواردة في الكتاب المقدس بإهمالٍ، بل باهتمامٍ شديدٍ. هذا ما دفع الطوباوي داود أن يضع العنوان "للفهم" في مواضع كثيرة لمزاميره. كما يقول: "افتح عن عينيّ، فأرى عجائب من شريعتك" (مز42:32، 18:119). ومن بعده جاء ابنه أيضًا يُظهر ضرورة أن نطلب الحكمة كالفضة، ونتاجر فيها كأثمن من الذهب (أم 4:2؛ 14:3) [اقتبس أيضًا: "فتِّشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي تشهد لي" يو39:5]. عندما يحث الرب اليهود أن يفتشوا الكتب يحثنا بالأكثر أن نبحث. فإنه ما كان يقول هذا لو كان ممكنًا أن ندرك الكتب تمامًا فور قراءتها. لا يُفتش أحد ما هو واضح وبين يديه، بل يفتش عمَّا هو مخفي في ظلٍ، والذي يلزم أن نجده بالبحث. هكذا لكي يحثنا على البحث يدعوها "الكنز المخفي" (أم4:2؛ مت44:13). قيلت لنا هذه الكلمات لكي لا نطبق كلمات الكتاب بتراخٍ أو بغير اكتراثٍ، وإنما بدقةٍ عظيمةٍ. فإنه إن أصغى أحد لما يُقال في الكتب دون أن يبحث عن المعنى الروحي بل يقبل المعنى الحرفي، يظن أمورًا غير لائقة بالله، مثل أنه غضوب وثائر، وما هو أردأ من هذا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم اليوم, 02:33 PM   رقم المشاركة : ( 174896 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* الله لا يريدنا أن نصغي إلى الكلمات والعبارات الواردة في الكتاب المقدس بإهمالٍ، بل باهتمامٍ شديدٍ. هذا ما دفع الطوباوي داود أن يضع العنوان "للفهم" في مواضع كثيرة لمزاميره. كما يقول: "افتح عن عينيّ، فأرى عجائب من شريعتك" (مز42:32، 18:119). ومن بعده جاء ابنه أيضًا يُظهر ضرورة أن نطلب الحكمة كالفضة، ونتاجر فيها كأثمن من الذهب (أم 4:2؛ 14:3) [اقتبس أيضًا: "فتِّشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي تشهد لي" يو39:5]. عندما يحث الرب اليهود أن يفتشوا الكتب يحثنا بالأكثر أن نبحث. فإنه ما كان يقول هذا لو كان ممكنًا أن ندرك الكتب تمامًا فور قراءتها. لا يُفتش أحد ما هو واضح وبين يديه، بل يفتش عمَّا هو مخفي في ظلٍ، والذي يلزم أن نجده بالبحث. هكذا لكي يحثنا على البحث يدعوها "الكنز المخفي" (أم4:2؛ مت44:13). قيلت لنا هذه الكلمات لكي لا نطبق كلمات الكتاب بتراخٍ أو بغير اكتراثٍ، وإنما بدقةٍ عظيمةٍ. فإنه إن أصغى أحد لما يُقال في الكتب دون أن يبحث عن المعنى الروحي بل يقبل المعنى الحرفي، يظن أمورًا غير لائقة بالله، مثل أنه غضوب وثائر، وما هو أردأ من هذا.



القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم اليوم, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 174897 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة الله،
لأن الرب يُعطي حكمة،
من فمه المعرفة والفهم.
يُذخر معونة للمستقيمين.
هو مجن للسالكين بالكمال" [5-7].
في سفر الأمثال يؤكد سليمان الحكيم العلاقة الوثيقة بين الحكمة ومخافة الرب. فقد سبق فرأينا أن مخافة الرب هي بدء الحكمة، وفي نفس الوقت من يبلغ الفهم ويتمتع بالمعرفة والحكمة يُدرك مخافة الرب ويتلامس معها عمليًا. مخافة الرب ليست شعارًا لسفر الأمثال وحده، بل هي شعار الكتاب المقدس كله. يقول القديس أمبروسيوس أنه يمكن بناء بيت الحكمة فقط إن تأسس خوف الله بعمق في النفس.
البحث عن الحق يجب أن يرافقه دائمًا سيرة في الحق الذي نجده. بهذا يقدم الله لأتقيائه مفاهيم متجددة للحق، وخبرة حية متزايدة لقوة الحق.
* أريد أن يكون لي خوف مناسب مؤسس على العقل والإدراك... فلا يكون لنا خوف دون إدراك، ولا إدراك دون خوف.
العلامة أوريجينوس
يرى سليمان الحكيم الحكمة صادرة كما من فم الله لتتجه نحو أًذنيّ المؤمن، وتنطلق إلى قلبه كما إلى فكره، وهناك تستقر حيث تُقدس إرادته وأحاسيسه ومشاعره، وبالتالي كلماته وتصرفاته.
الله هو ينبوع كل حكمة ومعرفة وفهم، والحكماء والفهماء الحقيقيون هم قنوات يفيض خلالها الله بالحكمة على كثيرين. الحكمة الإلهية هي مجن لأُناس الله الذين يسلكون باستقامة، أو معين لهم لنوال النصرة. فإننا إذ نتمسك بالحكمة ونحفظها، تتمسك هي بنا وتحفظنا.
* بالنسبة للذين يتبررون بالفلسفة، تقودهم المعرفة إلى التقوى كمُعين لهم.
القديس إكليمنضس السكندري
يعلق العلامة أوريجينوس على ما ورد في الترجمة السبعينية: "يجدون حاسة إلهية" للنص العبري: "تجد معرفة الله" [5]، موضحًا أنه كما يحمل الجسد حواسه الخاصة بالأمور الزمنية هكذا تتمتع نفس المؤمن بحواسٍ إلهيةٍ تخص الأمور السماوية.
*لكي تتعلم من الكتابات المقدسة أنه توجد حاسة إلهية غير حواس الجسد، اقرأ فقط ما يقوله سليمان الحكيم: "ستجد حاسة إلهية" [5].
* لئلا يُظن أن قولنا بأنه لا تُعرف الأمور العقلية بالحواس قول غير سليم استخدم سليمان الحكيم مثلًا، إذ يقول: "ستجد أيضًا حاسة إلهية"، مظهرًا بهذا أن هذه الأمور العقلية لا يُبحث عنها بحاسة جسدية، بل بحاسة أخرى معينة يدعوها "إلهية".

يليق بنا أن نتطلع خلال هذه الحاسة إلى كل كائن من الكائنات العاقلة التي نحسبها علوية. بهذه الحاسة تُفهم الكلمات التي ننطق بها، وبها توزن عباراتنا التي نكتبها. لأن الطبيعة الإلهية تعرف تلك الأفكار التي تدور في داخلنا ونحن في صمت.
* عرف (سليمان) أن في داخلنا نوعين من الحواس: حواس قابلة للموت، يمكن أن تفسد وهي بشرية، والأخرى خالدة وعاقلة، يدعوها "إلهية".
بهذه الحاسة الإلهية، ليست بحاسة العينين، بل حاسة القلب النقي، الذي هو العقل، يُرى الله للذين يستحقون ذلك. فإنه بالتأكيد تجد في كل الكتب المقدسة، القديمة والجديدة، تعبير "القلب" يتكرر عوض "العقل"، أي القوة العاقلة.
العلامة أوريجينوس
يعلق القديس أغسطينوسعلى العبارة "من فمه (وجهه) المعرفة والفهم" [6]، قائلًا:
*الإيمان الحقيقي والتعليم الصادق يُعلنان أن كلا النعمتين هما من الله. يقول الكتاب المقدس: "من وجهه المعرفة والفهم"، وفي سفر آخر يقول: "المحبة هي من الله" (1يو7:4).
*"الرب يُعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم" [6]. منه ينالون الرغبة ذاتها نحو المعرفة، إذا ما تلاحمت (تزوجت) بالتقوى.
القديس أغسطينوس
 
قديم اليوم, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 174898 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* أريد أن يكون لي خوف مناسب مؤسس على العقل والإدراك...
فلا يكون لنا خوف دون إدراك، ولا إدراك دون خوف.



العلامة أوريجينوس
 
قديم اليوم, 02:44 PM   رقم المشاركة : ( 174899 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يرى سليمان الحكيم الحكمة صادرة كما من فم الله لتتجه نحو أًذنيّ المؤمن، وتنطلق إلى قلبه كما إلى فكره، وهناك تستقر حيث تُقدس إرادته وأحاسيسه ومشاعره، وبالتالي كلماته وتصرفاته.
الله هو ينبوع كل حكمة ومعرفة وفهم، والحكماء والفهماء الحقيقيون هم قنوات يفيض خلالها الله بالحكمة على كثيرين. الحكمة الإلهية هي مجن لأُناس الله الذين يسلكون باستقامة، أو معين لهم لنوال النصرة. فإننا إذ نتمسك بالحكمة ونحفظها، تتمسك هي بنا وتحفظنا.
* بالنسبة للذين يتبررون بالفلسفة، تقودهم المعرفة إلى التقوى كمُعين لهم.
القديس إكليمنضس السكندري
 
قديم اليوم, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 174900 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعلق العلامة أوريجينوس على ما ورد في الترجمة السبعينية: "يجدون حاسة إلهية" للنص العبري: "تجد معرفة الله" [5]، موضحًا أنه كما يحمل الجسد حواسه الخاصة بالأمور الزمنية هكذا تتمتع نفس المؤمن بحواسٍ إلهيةٍ تخص الأمور السماوية.
*لكي تتعلم من الكتابات المقدسة أنه توجد حاسة إلهية غير حواس الجسد، اقرأ فقط ما يقوله سليمان الحكيم: "ستجد حاسة إلهية" [5].
* لئلا يُظن أن قولنا بأنه لا تُعرف الأمور العقلية بالحواس قول غير سليم استخدم سليمان الحكيم مثلًا، إذ يقول: "ستجد أيضًا حاسة إلهية"، مظهرًا بهذا أن هذه الأمور العقلية لا يُبحث عنها بحاسة جسدية، بل بحاسة أخرى معينة يدعوها "إلهية".

يليق بنا أن نتطلع خلال هذه الحاسة إلى كل كائن من الكائنات العاقلة التي نحسبها علوية. بهذه الحاسة تُفهم الكلمات التي ننطق بها، وبها توزن عباراتنا التي نكتبها. لأن الطبيعة الإلهية تعرف تلك الأفكار التي تدور في داخلنا ونحن في صمت.
* عرف (سليمان) أن في داخلنا نوعين من الحواس: حواس قابلة للموت، يمكن أن تفسد وهي بشرية، والأخرى خالدة وعاقلة، يدعوها "إلهية".
بهذه الحاسة الإلهية، ليست بحاسة العينين، بل حاسة القلب النقي، الذي هو العقل، يُرى الله للذين يستحقون ذلك. فإنه بالتأكيد تجد في كل الكتب المقدسة، القديمة والجديدة، تعبير "القلب" يتكرر عوض "العقل"، أي القوة العاقلة.
العلامة أوريجينوس
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024