رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تدميرهم لأنفسهم: 4 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهِي: «ارْعَ غَنَمَ الذَّبْحِ 5 الَّذِينَ يَذْبَحُهُمْ مَالِكُوهُمْ وَلاَ يَأْثَمُونَ، وَبَائِعُوهُمْ يَقُولُونَ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ! قَدِ اسْتَغْنَيْتُ. وَرُعَاتُهُمْ لاَ يُشْفِقُونَ عَلَيْهِمْ. 6 لأَنِّي لاَ أُشْفِقُ بَعْدُ عَلَى سُكَّانِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ، بَلْ هأَنَذَا مُسَلِّمٌ الإِنْسَانَ، كُلَّ رَجُل لِيَدِ قَرِيبِهِ وَلِيَدِ مَلِكِهِ، فَيَضْرِبُونَ الأَرْضَ وَلاَ أُنْقِذُ مِنْ يَدِهِمْ». "هكذا قال الرب إلهي: إرع غنم الذبح، الذين يذبحهم مالكوهم ولا يأثمون وبائعوهم يقولون مبارك الرب قد استغنيت، ورعاتهم لا يشفقون عليهم" [4-5]. إذ رفضوا المسّيا الحَمَل الذبيح من أجل أنفسهم للهلاك والتدمير. صاروا برفضهم للخلاص بلا ثمن، يذبحهم مالكوهم ولا يُحسب عليهم ذلك إثمًا إذ هم مستحقون الذبح؛ وإذا ما باعهم مالكهم استراح منهم إذ كانوا يمثلون ثقلًا عليه، فعند البيع يقول: مبارك الرب قد استغنيت. لعله بهذا يصوّر لنا حال اليهود بعدما رفضوا المخلص إذ تشتتتوا في بلاد كثيرة وتعرضوا لاضطهادات مُرّة، كل أمة تود الخلاص منهم كثقل عليهم. العجيب أن الله يسمح للأشرار برعاة قساة لأجل تأديبهم إذ يقول: "رعاتهم لا يشفقون عليهم". فالرعاة هم من عند الله، إذ يرضى على شعبه يقول: "أعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم" (أر 3: 15)، أي يقدمون لهم مراعي المعرفة والفهم أو مراعي الحكمة الإلهية التي من قبل الله (أف 4: 11، 1 كو 12: 28)؛ لكنه متى سخط على شعبه يتركهم لذواتهم فيرعون في مراعي "حكمة هذا الدهر" (1 كو 2: 6)، ويسلمهم لمرعَى "الذهن المرفوض" (رو 1: 28)، ومرعَى "أهواء الهوان" (رو 1: 26). الرعاة الصالحون ينطلقون بالرعية إلى حضن الله فينعمون بالأمان، أما الأشرار فيدفعوهم إلى خارج الله فيهلكون، لذا يقول المرتل: "هوذا البعداء عنك يبيدون، تهلك كل من يزني عنك، أما أنا فالاقتراب إلى الله حسن ليّ، جعلت بالسيد الرب ملجأي لأخبر بكل صنائعك" (مز 73: 27). لقد رفضوا الراعي الصالح المسيَّا المخلص فحُرموا حتى من الرعاة الصالحين وأسلمهم الرب لرعاة لا تشفق على الرعية... إذ لم يعد يشفق هو نفسه عليهم، إذ يقول: "لأني لا أشفق بعد على سكان الأرض يقول الرب، بل هأنذا مسلم الإنسان كل رجل ليد قريبه وليد ملكه فيضربون الأرض ولا أنقذ من يدهم" [6]. لقد دعاهم "سكان الأرض"، فإنهم رفضوا المسيَّا السماوي الذي جاء ليصعدهم من الأرض إلى السماء، فبقوا بقلوبهم في الأرض وحُسبوا "سكان الأرض" بل وحملوا فيهم طبيعة الأرض. هذه الطبيعة الترابية لا تحمل حبًا سماويًا ولا اتساع قلب بل كل رجل يسلم أخاه للضيق والظلم لهلاكه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|