منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 09 - 2024, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 173991 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأصوام تتحول إلى أعياد



بعد أن قدم لهم درسًا مرًا من واقع تاريخهم يكشف عن قساوة قلب آبائهم، عاد ليؤكد لهم غيرته المتقدة نحو أورشليم عروسه. إن كان قد سمح لها بالتأديب القاسي فعاشت في مرارة لكنه يوّد أنه يحول حزنها إلى فرح وأصوامها إلى أعياد، يباركها ويقيمها بركة للأمم. هكذا حوّل السؤال الذي وجهه أهل بيت إيل بخصوص الصوم إلى الجانب الإيجابي: الكشف عن محبة الله لهم وتحقيق رسالته فيهم بحلوله في وسطهم كسرّ فرحهم الداخلي.

غيرة الله على صهيون:

1 وَكَانَ كَلاَمُ رَبِّ الْجُنُودِ قَائِلًا: 2 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: غِرْتُ عَلَى صِهْيَوْنَ غَيْرَةً عَظِيمَةً، وَبِسَخَطٍ عَظِيمٍ غِرْتُ عَلَيْهَا. 3 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى صِهْيَوْنَ وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِ أُورُشَلِيمَ، فَتُدْعَى أُورُشَلِيمُ مَدِينَةَ الْحَقِّ، وَجَبَلُ رَبِّ الْجُنُودِ الْجَبَلَ الْمُقَدَّسَ.

بينما هم يتساءلون عن الصوم الذي فرضوه على أنفسهم بسبب السبي إذا به يدخل بهم إلى أعماقه ليكتشفوا لهيب محبته المتقدة من نحوهم. وكأنه يجيب على سؤالهم بالقول: إني إله غيور محب لكم، تلامسوا مع محبتي النارية لتصيروا أنتم أيضًا نارًا ملتهبة لا تقدر الأحداث أن تطفئها.
يعلن العريس السماوي غيرته على شعبه الراجع من السبي الساقط تحت التأديب بسبب زناه الروحي وانحرافه: "غرت على صهيون غيرة عظيمة وبسخط عظيم غرت عليها... قد رجعت إلى صهيون وأسكن في وسط أورشليم، فتُدعي أورشليم مدينة الحق وجبل رب الجنود الجبل المقدس" [3].
أولًا: يؤكد الله غيرته عليها حتى وإن أدبها إلى حين
وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [هذا ما يقوله ربنا ضابط الكل: "أحببت أورشليم أو صهيون، فإني أذكرها بعدما رفضتها وطردتها فصارت محتقرة من الغرباء؛ إني أحبها ليس أي حب كان وإنما أحبها بشدة عظيمة".
إنه العريس الغيور الذي يشتاق إلى عودة عروسه في بيت الزوجية. حقًا لقد احتقرته عروسه وزنت وراءه وخانته (أر 3: 2)، ولكنها إذ دخلت تحت الضيق أدركت خطأها فقالت: "أذهب وأرجع إلى رجلي الأول لأنه حينئذ كان خير ليّ من الآن" (هو 2: 7)، والعجيب أن رجلها الأول لا يرفضها بل يعاتبها في الماضي وإنما في حبه يتضع، قائلًا: "قد رجعت إليَّ صهيون وأسكن في وسط أورشليم"... معلنًا اشتياقه إلى حلوله فيها. عوض الخراب الذي حلّ بها يجعلها مدينة الحق وعوض الانحدار الذي هبطت إليه يجعلها جبله المقدس].
يقول القديس ديديموس الضرير: [تسمى من جديد مدينة الحق. فالحق لا تكون بعد برية (خربة) وإنما مدينة مكتظة بالسكان وبها مبانٍ كثيرة: الهيكل والمنازل المرتفعة، وتقام بها شوارع وطرق... ومن الجانب الروحي فإن أورشليم تمثل النفس التي تتأمل الأمور غير المنظورة والأبدية (لأن أورشليم تعني رؤية السلام)، فتري النفس السلام خلال الإتفاق المتبادل بين الحياة الفاضلة والحب الإلهي؛ فمن جانبها تلتهب بشعلة الحب فترجع إليه، ومن جانبه يرجع إليها يسمع توسلاتها ويعطيها سؤالها، فلا تكف عن الصلاة إليه... وتدعى "مدينة الحق" لأنها تسلك حسب الحق الذي تكتشفه تحت ظل الناموس، ولأنها "تفتش الكتب الإلهية" (يو 5: 39، 2 تي 3: 16) فتنعم بالحق].
هذا هو عمل العريس الغيور، يدخل إلى قلبنا فيجعله مدينة أورشليم، مدينة الحق، فننعم برؤية السلام بين نفوسنا والله، وندخل إلى أعماق الحق الإنجيلي ولا نقف عند الظلال والرموز التي للناموس.
إنه يقيمنا أيضًا "جبله المقدس"، وكما يقول المزمور: "الذين يثقون في الرب يكونون كجبل صهيون" (مز 124: 1)، يرفعنا بعد الانحدار الذي أصابنا لكي نبلغ بروحه القدوسه إلى الأعالي ثابتين فيه كالجبل لا تقدر عواصف العالم وخداعات إبليس أن تزعزعنا.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 173992 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ديديموس الضرير



[هذا ما يقوله ربنا ضابط الكل: "أحببت أورشليم أو صهيون، فإني أذكرها بعدما رفضتها وطردتها فصارت محتقرة من الغرباء؛ إني أحبها ليس أي حب كان وإنما أحبها بشدة عظيمة".
إنه العريس الغيور الذي يشتاق إلى عودة عروسه في بيت الزوجية. حقًا لقد احتقرته عروسه وزنت وراءه وخانته (أر 3: 2)، ولكنها إذ دخلت تحت الضيق أدركت خطأها فقالت: "أذهب وأرجع إلى رجلي الأول لأنه حينئذ كان خير ليّ من الآن" (هو 2: 7)، والعجيب أن رجلها الأول لا يرفضها بل يعاتبها في الماضي وإنما في حبه يتضع، قائلًا: "قد رجعت إليَّ صهيون وأسكن في وسط أورشليم"... معلنًا اشتياقه إلى حلوله فيها. عوض الخراب الذي حلّ بها يجعلها مدينة الحق وعوض الانحدار الذي هبطت إليه يجعلها جبله المقدس].
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 173993 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ديديموس الضرير


[تسمى من جديد مدينة الحق. فالحق لا تكون بعد برية (خربة) وإنما مدينة مكتظة بالسكان وبها مبانٍ كثيرة: الهيكل والمنازل المرتفعة، وتقام بها شوارع وطرق... ومن الجانب الروحي فإن أورشليم تمثل النفس التي تتأمل الأمور غير المنظورة والأبدية (لأن أورشليم تعني رؤية السلام)، فتري النفس السلام خلال الإتفاق المتبادل بين الحياة الفاضلة والحب الإلهي؛ فمن جانبها تلتهب بشعلة الحب فترجع إليه، ومن جانبه يرجع إليها يسمع توسلاتها ويعطيها سؤالها، فلا تكف عن الصلاة إليه... وتدعى "مدينة الحق" لأنها تسلك حسب الحق الذي تكتشفه تحت ظل الناموس، ولأنها "تفتش الكتب الإلهية" (يو 5: 39، 2 تي 3: 16) فتنعم بالحق].
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 173994 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


حلول البركة والسلام:

4 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: سَيَجْلِسُ بَعْدُ الشُّيُوخُ وَالشَّيْخَاتُ فِي أَسْوَاقِ أُورُشَلِيمَ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ عَصَاهُ بِيَدِهِ مِنْ كَثْرَةِ الأَيَّامِ. 5 وَتَمْتَلِئُ أَسْوَاقُ الْمَدِينَةِ مِنَ الصِّبْيَانِ وَالْبَنَاتِ لاَعِبِينَ فِي أَسْوَاقِهَا. 6 « هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هأَنَذَا إِنْ يَكُنْ ذلِكَ عَجِيبًا فِي أَعْيُنِ بَقِيَّةِ هذَا الشَّعْبِ فِي هذِهِ الأَيَّامِ، أَفَيَكُونُ أَيْضًا عَجِيبًا فِي عَيْنَيَّ؟ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 7 « هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هأَنَذَا أُخَلِّصُ شَعْبِي مِنْ أَرْضِ الْمَشْرِقِ وَمِنْ أَرْضِ مَغْرِبِ الشَّمْسِ. 8 وَآتِي بِهِمْ فَيَسْكُنُونَ فِي وَسَطِ أُورُشَلِيمَ، وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ. 9 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لِتَتَشَدَّدْ أَيْدِيكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ فِي هذِهِ الأَيَّامِ هذَا الْكَلاَمَ مِنْ أَفْوَاهِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِي كَانَ يَوْمَ أُسِّسَ بَيْتُ رَبِّ الْجُنُودِ لِبِنَاءِ الْهَيْكَلِ. 10 لأَنَّهُ قَبْلَ هذِهِ الأَيَّامِ لَمْ تَكُنْ لِلإِنْسَانِ أُجْرَةٌ وَلاَ لِلْبَهِيمَةِ أُجْرَةٌ، وَلاَ سَلاَمٌ لِمَنْ خَرَجَ أَوْ دَخَلَ مِنْ قِبَلِ الضِّيقِ. وَأَطْلَقْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ، الرَّجُلَ عَلَى قَرِيبِهِ. 11 أَمَّا الآنَ فَلاَ أَكُونُ أَنَا لِبَقِيَّةِ هذَا الشَّعْبِ كَمَا فِي الأَيَّامِ الأُولَى، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. 12 بَلْ زَرْعُ السَّلاَمِ، الْكَرْمُ يُعْطِي ثَمَرَهُ، وَالأَرْضُ تُعْطِي غَلَّتَهَا، وَالسَّمَاوَاتُ تُعْطِي نَدَاهَا، وَأُمَلِّكُ بَقِيَّةَ هذَا الشَّعْبِ هذِهِ كُلَّهَا. 13 وَيَكُونُ كَمَا أَنَّكُمْ كُنْتُمْ لَعْنَةً بَيْنَ الأُمَمِ يَا بَيْتَ يَهُوذَا وَيَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، كَذلِكَ أُخَلِّصُكُمْ فَتَكُونُونَ بَرَكَةً فَلاَ تَخَافُوا. لِتَتَشَدَّدْ أَيْدِيكُمْ. 14 «لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: كَمَا أَنِّي فَكَّرْتُ فِي أَنْ أُسِيءَ إِلَيْكُمْ حِينَ أَغْضَبَنِي آبَاؤُكُمْ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، وَلَمْ أَنْدَمْ. 15 هكَذَا عُدْتُ وَفَكَّرْتُ فِي هذِهِ الأَيَّامِ فِي أَنْ أُحْسِنَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَيْتِ يَهُوذَا. لاَ تَخَافُوا.

كأن الله يقول لشعبه: الآن يوجد ما هو أهم من التساؤل إن كنتم تصومون أم تتوقفون عن الصوم الخاص بالسبي ألاَّ وهو إدراك مركزكم الجديد بعد أن أقمتكم كأورشليم الجديدة، مدينة الحق، وجبل صهيون الجديد، جبلي المقدس... تأملوا عطاياي ونعمي وتمسكوا بها. إن صمتم نائحين أو عيدتم فرحين فليكن فيكم هذا الهدف أن أسكن فيكم فتحل بركتي عليكم وتنعمون بسلامي الفائق.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 173995 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"سيجلس بعد الشيوخ والشيخات في أسواق أورشليم،
كل إنسان منهم عصاه بيده من كثرة الأيام" [4]
.

من الجانب الحرفي، إذ يحل الله في وسطهم يمتلئون أيامًا صالحة ويحل السلام فيهم يفاجئهم الموت في شبابهم بل يعيشون حتى الشيخوخة، مملوئين صحة إذ ينزلون إلى أسواق المدينة يشترون احتياجاتهم ممسكين كل واحد عصاه بيده. أما من الجانب الرمزي فأسواق أورشليم التي يجلس فيها الشيوخ والشيخات هي فيض الحكمة الذي يناسب كنهر يفرح مدينة الله (مز 46: 4)، يستطيع الكل أن ينزل إليه ليرتوي منه، أو يدخل الأسواق ليقتنيه. وكما يقول الحكيم: "الحكمة تُنادي في الخارج، في الشوارع تعطي صوتها" (أم 1: 20). هذه الحكمة إنما هي: "شخص السيد المسيح"، الذي نزل من السماء وتقدم إلينا كعبد، يمكن للجميع أن يقتنيه في داخله وينعم به؛ هذا الذي تقول عنه العروس: "في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي، طلبته فما وجدته؛ إني أقوم وأطوف في المدينة في الأسواق وفي الشوارع أطلب من تحبه نفسي" (نش 3: 1-2). فإذ يلتهب قلبها شوقًا إلى عريسها، "الحكمة عينها" تطلبه فلا تجده بجوارها، فتقوم بالتوبة من سريرها وتدخل إلى الكنيسة "المدينة المقدسة"، وتطوف في أسواقها وشوارعها، فتجده متجليًا في داخلها، يقدم ذاته لمن يطلبه.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 173996 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"وتمتلئ أسواق المدينة من الصبيان والبنات لاعبين في أسواقها" [5].

وجود الصبيان والبنات أيضًا في الأسواق يلعبون إنما يُشير إلى الطمانينة التي سادت على الجميع وعدم وجود حرب تنزع الفرح عن الكبار والصغار. وكما وصف إشعياء النبي العصر المسياني: "فأبتهج بأورشليم وأفرح بشعبي ولا يُسمع بعد فيها صوت بكاء ولا صوت صراخ، ولا يكون بعد هناك طفل أيام ولا شيخ لم يكمل أيامه، لأن الصبي يموت ابن مئة سنة" (إش 65: 19-20).
مع الشيوخ يوجد في السواق أيضًا أولاد يلعبون، هؤلاء هم جماعة البسطاء الذين بلغوا إلى "الطفولة" ليعيشوا في الرب بلا هّم، وكأن أسواق الكنيسة تضم حكمة الشيوخ مع بساطة الأطفال، كقول الرب لتلاميذه: "كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 10: 16).
وكما يقول القديس جيروم: [كن بسيطًا كحمامة فلا تلقي فخًا لأحد، وكن حكيمًا (بارعًا) كحية لا تسمح لأحد أن ينصب أمامك فخًا].
ويقدم لنا القديس ديديموس الضرير تفسيرًا رائعًا لهؤلاء الأطفال البسطاء الذين يلعبون في أسواق الكنيسة أي المدينة المقدسة: [يوجد أيضًا بنات صغار وصبيان ابتدأوا يلعبون لعبة تستحق المديح، لعبها داود الرجل الذي قلبه حسب الرب (أع 13: 22؛ 1 صم 13: 14). محققًا إرادة من اختاره، معلنًا بثقة أكيدة: "لعبت أمام الرب" (2 صم 6: 21). يمكننا أن نقول أن الأطفال الذين يلعبون في الأماكن الشعبية (الأسواق) التي بمدينة الرب المجيدة هم أُناس تكرسوا للرب منذ طفولتهم، فبنقاوة مع كرامة عميقة ارتبطوا بكلام مقدسة غير ملوم (تي 2: 7-8)].
في تفسيرنا في سفر الخروج رأينا أن الأولاد يشيرون إلى النفس والبنات إلى الجسد، فمتي تقدس الإنسان بكليته يأتي بثمار للنفس والجسد معًا. فلا يوجد بعد صراع بينهما بل يعملا معًا بالروح القدس، وتأتي الثمار كصبيان وبنات يلعبون معًا في أسواق المدينة المقدسة بفرح مجيد لا يُنطق به.
أخيرًا فقد ضمت أسواق المدينة الشيوخ مع الشيخات والصبيان مع الفتيات، أي الرجال مع النساء، والكبار مع الصغار...
وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [فقد صار الكل خورسًا واحدًا ينشدون تسبحة واحدة بقلب واحد، وكما جاء في المزمور "الأحداث والعذارى أيضًا الشيوخ مع الفتيان ليسبحوا اسم الرب" (مز 148: 12-13). كما تهتم بالشيوخ الحكماء لا تتجاهل الشيخات الحكيمات اللواتي يقمن بدورهن في الكنيسة. وكما تفرح الكنيسة بحكمة الكبار تبتهج أيضًا بنصرة الأحداث، إذ يقول الرسول: "كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير" (1 يو 2: 12-14)].
هذا العمل الإلهي في حياة جميع أعضاء الكنيسة يبدو مستحيلًا، إذ يقول النبي: "هكذا قال رب الجنود: إن يكن ذلك عجيبًا في أعين بقية هذا الشعب في هذه الأيام أفيكون أيضًا عجيبًا في عيني يقول رب الجنود؟‍‍‍!"]6]. إن كان العدو قد حطم أورشليم تمامًا فصار في أعين الكل استحالة عودة الفرح إليها، لكن ليس في عيني الله، إذ "كل شيء ممكن لدى الله" (مت 19: 26)... إنه يرد لها مجدها وفرحها بسكناه فيها!
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 173997 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت 10: 16).
وكما يقول القديس جيروم

[كن بسيطًا كحمامة فلا تلقي فخًا لأحد، وكن حكيمًا (بارعًا) كحية لا تسمح لأحد أن ينصب أمامك فخًا].
ويقدم لنا القديس ديديموس الضرير
تفسيرًا رائعًا لهؤلاء الأطفال البسطاء الذين يلعبون في أسواق الكنيسة أي المدينة المقدسة: [يوجد أيضًا بنات صغار وصبيان ابتدأوا يلعبون لعبة تستحق المديح، لعبها داود الرجل الذي قلبه حسب الرب (أع 13: 22؛ 1 صم 13: 14). محققًا إرادة من اختاره، معلنًا بثقة أكيدة: "لعبت أمام الرب" (2 صم 6: 21). يمكننا أن نقول أن الأطفال الذين يلعبون في الأماكن الشعبية (الأسواق) التي بمدينة الرب المجيدة هم أُناس تكرسوا للرب منذ طفولتهم، فبنقاوة مع كرامة عميقة ارتبطوا بكلام مقدسة غير ملوم (تي 2: 7-8)].
في تفسيرنا في سفر الخروج رأينا أن الأولاد يشيرون إلى النفس والبنات إلى الجسد، فمتي تقدس الإنسان بكليته يأتي بثمار للنفس والجسد معًا. فلا يوجد بعد صراع بينهما بل يعملا معًا بالروح القدس، وتأتي الثمار كصبيان وبنات يلعبون معًا في أسواق المدينة المقدسة بفرح مجيد لا يُنطق به.
أخيرًا فقد ضمت أسواق المدينة الشيوخ مع الشيخات والصبيان مع الفتيات، أي الرجال مع النساء، والكبار مع الصغار...
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 173998 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ديديموس الضرير


[فقد صار الكل خورسًا واحدًا ينشدون تسبحة واحدة بقلب واحد، وكما جاء في المزمور "الأحداث والعذارى أيضًا الشيوخ مع الفتيان ليسبحوا اسم الرب" (مز 148: 12-13). كما تهتم بالشيوخ الحكماء لا تتجاهل الشيخات الحكيمات اللواتي يقمن بدورهن في الكنيسة. وكما تفرح الكنيسة بحكمة الكبار تبتهج أيضًا بنصرة الأحداث، إذ يقول الرسول: "كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير" (1 يو 2: 12-14)].
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 173999 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"هأنذا أخلص شعبي من أرض المشرق ومن أرض مغرب الشمس، وآتي بهم فيسكنون في وسط أورشليم ويكونون ليّ شعبًا وأنا أكون لهم إلهًا بالحق والبرّ" [7-8].
لا تضم أورشليم الجديدة خورسًا واحدًا من الشيوخ والشيخات والصبيان والفتيات وإنما يضم شعبًا واحدًا للرب من مشارق الشمس ومغاربها، إذ ينفتح باب الخلاص لجميع الأمم ويصير الكل واحدًا في الرب. هذه هي البركة العظمي لسكن الله وسط البشر وحلوله بيننا.
يقول القديس ديديموس الضرير: [هكذا قال رب الجنود: هأنذا أخلص شعبي من أرض المشرق ومن أرض مغرب الشمس، ليس فقط شعب الختان وإنما الشعب الذي من كل الأمم الذين يؤمنون بالرب المعلن في الأنجيل. قديمًا كان الشعب بالحق من أمة واحدة، من العبرانيين... حسب شهادة موسى: "حين قسم العلي للأمم، حين فرّق بني آدم، نصب تخومًا لشعوب حسب عدد بني إسرائيل، إن قسم الرب هو شعبه، يعقوب جبل نصيبه" (تث 32: 8-9)... كما قيل: "ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدًا" (إش 11: 10؛ رو 15: 12)... "تهللوا أيها الأمم شعبه" (تث 32: 43). فلم يعد هذا الشعب هو شعب العبرانيين وحدهم وإنما معهم من يعبدون الرب ويخدمونه كما تنبأ المزمور: "كل الأمم تتعبد له" (مز 72: 11)، وفي نص آخر: "كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب ويمجدون اسمك" (مز 86: 9)، وأيضًا: "تذكر وترجع إلى الرب كل أقاصي الأرض وتسجد قدامك كل قبائل الأمم، لأن للرب المُلك وهو المتسلط على كل الأمم" (مز 22: 27-28)... ويعلن الإنجيل عن إتحاد البشر من كل بلد بذكره كلمات المخلص: "كثيرون سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب" (مت 8: 11). هذه الدعوة موجهة إلى كل جهات العالم. يضاف إلى هذا ما قيل: "إله الآلهة الرب تكلم ودعا الأرض من مشرق الشمس إلى مغربها" (مز 50: 1)... متى تكلم إله الآلهة ودعا الأرض من المشارق إلى المغارب؟ عندما ترك شعب الختان لأنهم جحدوا المخلص ملك الملوك بقولهم: "ليس لنا ملك إلاَّ قيصر" (يو 19: 15)، "دمه علينا وعلى أولادنا" (مت 27: 25). فبصلبهم للسيد المسيح سقطوا وانتهت عبادة الحرف، واستطاع الرب أن يقول لهم: "ليس ليّ مسرة بكم قال رب الجنود ولا أقبل تقدمة من يدكم لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها إسمي عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لإسمي بخور وتقدمة طاهرة لأن إسمي عظيم بين الأمم" (ملا 1: 10-11)...].
هكذا يرد الله البشرية من المشارق والمغارب لتكون شعبًا له بالحق والبر. وما نقوله عن البشرية نقوله عن الإنسان، فإن الله يرده عن كل ضربة يمينية (من المشارق) وكل ضربة شمالية أو يسارية (من المغارب)، أي من السقوط تحت الخطايا الظاهرة ومن البر الذاتي ليكون بكامله لله متمتعًا بالحق والبر في المسيح يسوع.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 174000 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إذ يجتمع شعب الله من كل الأمم بقلب واحد تكون له الأيدي المتشددة القوية القادرة بالرب على بناء الهيكل: "لتتشدد أيديكم أيها السامعون في هذه الأيام هذا الكلام من أفواه الأنبياء الذي كان يوم أسس بيت رب الجنود لبناء الهيكل" [9].
يقول القديس ديديموس الضرير: [يوصي الرب ضابط الكل أن تكون الأيدي المكرسة له قوية... وذلك بترجمة التعاليم الروحية إلى عمل حقيقي، فيرتبط العمل بالكلام؛ فلا يكون السامعون للناموس مجرد سامعين وإنما يحولون السماع إلى ثمر في أعمالهم].
إن كنا قد سمعنا من أفواه الأنبياء عن تأسيس بيت رب الجنود أي عن التجسد الإلهي، إذ يدعو الرب نفسه جسده هيكلًا، فإن هذا التجسد يهب قوة لأيدينا للعمل به، فتتحول الوصية الإلهية في حياتنا إلى حياة عملية مُعاشة. لفد أقام الله هذا الجسد، إذ قيل: "الحكمة بنت بيتها" (أم 9: 1)، فصار الله حالًا في وسطنا ويهبنا إمكانياته السماوية للعمل لحساب ملكوته.
وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [كيف لا تكون أيادي السامعين لكلمات الأنبياء قوية وقد وُلد من العذراء ذاك الذي يليق أن يُدعي "الله معنا" (إش 7: 14)؟! بالحقيقة إذ يكون الله معنا تكون أيادينا قوية ويمكننا التسبيح بصوت مفرح: "رب القوات هو معنا، إله يعقوب هو حامينا" (مز 45: 11-12)... إنه يهبنا قوة فائقة للطبيعة!].
إذن لتتشدد أيدينا للعمل ولتتحول كلمات الله فينا إلى حياة إذ أقام الكلمة لنفسه بيتًا بتجسده، واهبًا إيانا قوة العمل. هذا وقد جعل منا حجارة مقدسة حيَّة لإقامة هيكله المقدس إذ يقول: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي (أنا وأبي) وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23). يجعلنا نحن أنفسنا مسكنًا له أو هيكلًا مقدسًا يقوم عليه حجر الزاوية كقول الرسول: "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية..." (أف 2: 20)].
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024