منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 09 - 2024, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 173031 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اسكب نفسك أمامه

يريدنا العدو أن نبعد عن الله في تلك الأوقات ونهرب منه، ويصدِّر لنا العدو فكر أن الله لا يسمع للصلاة، ويجعلنا نعتمد على المشاعر لا على الحق المُعلن في كلمة الله. لكن، لا يا صديقي، لا على الأطلاق. اطرد تلك الفكرة من ذهنك؛ فالله الذي أعلن لنا الكتاب المقدس عنه، ليس كذلك على الإطلاق. فهو حقًا يسمع الصلاة «يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ» (مزمورظ¦ظ¥: ظ¢). وإن كنت غير قادر على الكلام، فهو يسمع تأوهاتك «تَأَوُّهَ الْوُدَعَاءِ قَدْ سَمِعْتَ يَا رَبُّ» (مزمورظ،ظ*: ظ،ظ§). وإن كنا غير قادرين على الصلاة ولا نستطيع التأوه، لكننا نذرف ونسكب الدموع؛ فهو أيضًا يرى دموعنا «قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَك» (إشعياءظ£ظ¨: ظ¥). فحتمًا، عندما تسكب نفسك أمام الله، مهما كانت حالتك، سينظر الرب إليك ويشجِّعك. هذا ما حدث مع حنة أم صموئيل (أشجعك على قراءة قصتها في صموئيل الأول ظ،). فاذهب لله واسكب كل ما بداخلك أمامه، ولا تصدِّق كذب الشيطان أن الله لا يسمعك.
 
قديم 13 - 09 - 2024, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 173032 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ثق في محبته ومقاصده لك

من ضمن الأمور التي يريد الشيطان أن يزعزعها بداخلنا هي أن الله يحبنا، فإن كان الله يحبنا فلماذا يحدث ذلك؟ لماذا يبدو بعيدًا؟ لماذا لا يستجيب لصلاتك؟ وفي الحقيقة إن استمعنا للشيطان وأكاذيبه عن محبة الله لنا، سنقع في الفخ التي وقعت فيه أمنا حواء.

الكتاب المقدس، عبر كل أسفاره، يعبِّر عن محبة الله تجاه الإنسان، ومحبته الخاصة تجاه المؤمنين «أَمَّا يَسُوعُ ... إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى» (يوحناظ،ظ£: ظ،). وأعظم دليل يوضح محبة الله، ليس ظروفنا، وليس ما يعطينا إياه من عطايا، لكن أقوى وأوضح دليل على محبة الله لنا هو موت المسيح على الصليب لأجلنا «وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (روميةظ¥: ظ¨)؛ ليعلن بذاك الحب أنه الحب الأعظم في الوجود «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يوحناظ،ظ¥: ظ،ظ£).

وبالتالي هذا الإله الذي يحب لدرجة الموت لا يمكن أن يؤذي الذين يحبهم، لكن يريد كل الخير لهم. ولكن الخير من منظوره هو، وليس من منظورنا نحن. فما نظن نحن أنه شر، قد يكون الغلاف الذي يحوي بداخله الخير لنا. وهذا ما حدث مع يوسف تكوينظ£ظ©-ظ¥ظ*. فبالنظرة السطحية تراه عبد في الأغلال يُقاد للمجهول، لكن بحسابات الله كان في صميم مقاصد الله لحياته؛ فاطمئن لقلب الله المُحب. ولنا في كلمة الله تشجيع عن مقاصد الله تجاهنا: «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ» (روميةظ¨: ظ¢ظ¨)
 
قديم 13 - 09 - 2024, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 173033 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تأمل في كلمته

لا يوجد مصدر آمن للتعزية والتشجيع للمؤمنين فكل الظروف سوى كلمة الله، خاصة في الظروف الصعبة: «هذِهِ هِيَ تَعْزِيَتِي فِي مَذَلَّتِي، لأَنَّ قَوْلَكَ أَحْيَانِي». ففي مذلتنا وضيقنا، نذهب للكلمة فنجد تعزية وتشجيع لنا. هذا ما أكده كاتب المزمور الشهير ظ،ظ،ظ©، الذي يتكلم عن كلمة الله «لَوْ لَمْ تَكُنْ شَرِيعَتُكَ لَذَّتِي، لَهَلَكْتُ حِينَئِذٍ فِي مَذَلَّتِي» (مزمورظ،ظ،ظ©: ظ¥ظ*، ظ©ظ¢). فاجمع شتات نفسك وأفكارك، واذهب بأشلائك إلى كلمة الله، وثق أنك ستجد ما يشجِّعك ويرفعك، حتى لو لم تنتهِ مشكلتك.
 
قديم 13 - 09 - 2024, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 173034 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




انتظر توقيته

درس الانتظار في حياة أولاد الله من أصعب الدروس التي يجتازونها، إلا أنه الأداة التي يستخدمها الله لينجز أمورًا عظيمة في داخلنا حسب إرادة الله في حياة كل واحد من أولاده. ولأن الانتظار مرهق يريدنا الرب أن نتقوى ونتشجع «انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ» (مزمورظ¢ظ§: ظ،ظ¤). وبينما ننتظره، لنثق أنه سيخلصنا ويخرجنا من الضيق باختبارات محفورة بداخلنا «اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي» (مزمورظ¤ظ*: ظ،). ويشجِّع الله كل المؤمنين الذين ينتظرونه «فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ» (إشعياءظ¤ظ©: ظ¢ظ£).
 
قديم 13 - 09 - 2024, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 173035 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 14 - 09 - 2024, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 173036 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إذا كنا جميعاً خطاة بطبيعتنا وأعمالنا، وبناء على عدالة اللّه

لا خلاص لنا من عقوبة خطايانا، فهل سمح اللّه بولادتنا
في العالم الحاضر لنشقى إلى الأبد؟

الرد: هذا هو اعتراض الإِنسان المتمرّد على الحق، والذي بدل أن يرى عيوبه ويلوم نفسه عليها يحاول أن يتنصَّل من تبعة خطاياه، لعله يفلت من عدالة اللّه. فأي عقل راجح يمكن أن يتصوّر أن اللّه سمح بولادة البشر ليَشْقوا إلى الأبد! ونحن نرى أن غاية الآباء المُخْلصين، رغم ما يوجد بهم من نقائص، هي أن يُسعِدوا أبناءهم ويبعثوا الفرح والسرور إلى نفوسهم. لذلك لا يمكن أن يكون اللّه قد سمح بولادتنا في العالم الحاضر لنشقى إلى الأبد، كما يقول أصحاب هذا الاعتراض. ولكننا نحن الذين في جهلنا نجلب الشقاء على ذواتنا بإساءتنا إلى اللّه، وإلى أنفسنا أيضاً. فلا يلومنّ أحد إلا نفسه.

ومع ذلك فقد استطاعت محبة اللّه ورحمته أن تشقّا لنا طريقاً كريماً يتفق مع قداسته وعدالته، لأجل خلاص الخطاة الراغبين بإخلاص في الرجوع إليه، وذلك بإنقاذهم من عقوبة خطاياهم وتهيئة نفوسهم للتوافق معه في صفاته الأخلاقية السامية (كما سيتضح بالتفصيل ابتداءً من الباب الثالث) . إنما نرى من الواجب قبل التحدث عن هذا الطريق الكريم، أن نستعرض أولاً (في الباب الثاني) الطرق التي يلجأ إليها معظم الناس ليحصلوا (حسب اعتقادهم) على الغفران والقبول لدى اللّه، لنرى إلى أي حدٍّ تُجدي وتُفيد.
 
قديم 14 - 09 - 2024, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 173037 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل تعجز رحمة اللّه عن الصفح عن الخطاة وتقريبهم إليه؟

الرد: تتَّسع رحمة اللّه لقبول كل الخطاة التائبين، لكن عدم توبتهم هي التي تجعلهم عاجزين عن التوافق معه. كما أنه بسبب كماله المطلق لا يأتي بهم إلى حضرته رغماً عنهم، لأنه لو فعل ذلك لما شعروا بسرور أو راحة في البقاء معه، ولسعوا للارتداد بكل قواهم عنه. فحرمان العصاة من التمتع باللّه، وتعرضهم للعذاب الأبدي تبعاً لذلك لا يرجع إلى قسوة اللّه عليهم، ولا إلى نقص رحمته نحوهم، بل إلى شرهم وعدم رغبتهم في التوافق معه. أما من جهته فهو يحبهم ويعطف عليهم ولا يريد أي أذى لهم. فقد قال إنه لا يسر بموت الشرير، بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا (حزقيال 33: 11) . وإنه يريد أن جميع الناس يَخْلُصون وإلى معرفة الحق يُقْبِلون (1تيموثاوس 2: 4) .
 
قديم 14 - 09 - 2024, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 173038 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا يرضى اللّه بسبب رحمته المطلقة أن تظل نفوس الخطاة معذبة
إلى الأبد، فلا بد أنه سيفنيها بعد حين. (وهذا هو رأي جماعة
شهود يهوه التي انحرفت عن المسيحية، ورأي فرقة الجهمية
التي انحرفت عن الإسلام. غير أن الجهمية ذهبوا إلى أبعد مما
ذهب إليه شهود يهوه كثيراً، وقالوا إن الجنة والنار تفنيان،
وإن أهل الجنة والنار ينتهون إلى حال يبقون فيها جموداً ساكنين سكوناً دائماً) .

الرد: صحيحٌ أن اللّه رحيم كل الرحمة، ولكن له قوانينه الخاصة التي تتفق مع عدالته المطلقة. والوحي مع إعلانه عن رحمة اللّه، يقرر مبدأ معاقبته للخطاة بسبب خطاياهم. فقد قال الرب إله رحيم ورؤوف، ولكنه لن يبرئ إبراءً (خروج 34: 6 و7) . وبما أن الخطاة لا يستطيعون مهما طالت مدة وجودهم في العذاب أن يقوموا بإيفاء مطالب عدالة اللّه (لأن هذه لا حد لها) فمن البديهي أن لا ينتهي عذابهم عند حد ما. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الاعتقاد بفناء النفس بعد حين يتعارض مع عدالة اللّه وعدم محدودية حقوقها، وإنه في الواقع ليس سوى فكرة ابتدعها بعض الناس رغبة منهم في إزاحة شبح القصاص الأبدي عن خواطرهم. لكن أمام عدالة اللّه التي لا تجد حقوقها، لا بد أن تتبدد أفكارهم وتصوراتهم جميعاً.
 
قديم 14 - 09 - 2024, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 173039 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما الفائدة التي تعود على اللّه من معاقبة الخطاة؟

الرد: لا تعود على اللّه من معاقبة الخطاة فائدة ما، لأنه كامل في ذاته، ولا يعود عليه نفع أو خير من أي كائن من الكائنات. لكنه في معاقبته للخطاة يحقّق شريعة عدالته. وكما أنه إذا أمسك إنسانٌ ناراً يحرق نفسه بنفسه، كذلك إذا أساء أحد إلى اللّه يهلك نفسه بنفسه. وكما أنه لا يجوز للشخص الأول أن يلوم النار لعدم تحوُّلها برداً وسلاماً عليه، لأن النار بناءً على ناموسها الطبيعي تحرق كل من يمسك بها، كذلك على الثاني أن يلوم نفسه عندما يرى ذاته في العذاب الأبدي، لأنه ليس هناك أمامه مجال للاعتراض، فشريعة الله تقول إن من يتوافق مع اللّه يتمتع بالراحة والهناء، ومن يبتعد عنه لا يكون نصيبه إلا التعاسة والشقاء. وقد أدرك الجاحظ (أحد فلاسفة المسلمين المشهورين) هذه الحقيقة فقال: إن نار الآخرة تجذب أهلها إلى نفسها دون أن يدخل أحد (بنفسه) فيها. لأن طبيعة أهل النار وفاق النار، وطبيعة أهل الجنة وفاق الجنة (ضحى الإسلام ج 3 ص 135 و 136) . ورأيه عين الصواب، لأننا نعلم أن شبيه الشيء ينجذب إليه.

فإذا رجعنا إلى الكتاب المقدس، نرى أن اللّه لم يقل لآدم إنه يوم يأكل من الشجرة المنهي عنها يُميته، بل قال له يوم تأكل منها موتاً تموت (أنت بنفسك) (تكوين 2: 17) . ولم يقل إن اللّه يجلب الضرر على من يخطئ عنه، بل قال من يخطئ عني يضرّ نفسه (بنفسه) (أمثال 8: 36) . ولم يقل إن الذين يبغضون اللّه يدفع بهم إلى الموت الأبدي، بل قال إنهم يحبون (هم أنفسهم) هذا الموت (أمثال 8: 36) .
 
قديم 14 - 09 - 2024, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 173040 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تدلّ معاقبة اللّه للخطاة على أنه يتأثر، والتأثُّر يقتضي التغيُّر،
مع أن اللّه لا يتغير. لذلك فإنه لا يعاقب الخطاة بل يترك
أرواحهم وشأنها في الفضاء.

الرد: بما أن اللّه يعرف كل الأشياء قبل حدوثها،
إذاً فكراهيته للخطية لا تتوقّف على زمن ظهورها في العالم
بل كانت لديه أزلاً. ولا غرابة في ذلك، فإن هذه الكراهية ليست
إلا الوجه السلبي لكماله. فعندما يعاقب الخطاة بسبب خطاياهم لا يثور
(كما نفعل نحن) بل يسمح بتوقيع العقوبة عليهم باعتبارها
ضرورة قانونية تتفق مع الكمال الذي يلازمه من الأزل إلى الأبد.
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024