رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معجزة شفاء ِأَلأصَمَّ المَعقود اللِّسان لها طابعٌ خاص. لم تكن كغيرها من المعجزات التي صنعها يسوع، إذ كان من عادته أن يقول كلمةً واحدة، وتحدُثُ المعجزةُ، كمعجزة إحياء ابن أرملة نائين: " أيّها الفتى لكَ أقولُ: قُمْ " (لوقا 7: 11-17)، أو أن يأمر المرض بالزَّوال وهو بعيدٌ عن المريض، فيزول المرض، كمعجزة شفاء خادم قائد المئة (متى8: 5-13)، أو لا يتفوّه بأيّة كلمة، كمعجزة شفاء المرأة المنزوفة (متى 9: 20-22)، لكنّه غيّر طريقته في إجراء هذه المعجزة. فقد اخذ الأصمّ المعقود اللِّسان على انفراد، ورفع عينَيْه نحو السَّماء، وتنهّد، وجعل إصبَعيْه في أُذُنَيْه، ولمس لسانه بريقه وقال له: " انفتحْ ". لقد أشرك إنسانيّته في عمله الإلهي: أشرك فمه الذي تكلّم، وقلبه الذي تنهّد، وعينَيْه اللتين وجّه بصرهما نحو السَّماء، وإصبعَيْه اللتين ادخلهما في أُذُنَيْ الأصمّ، ولسانه الذي أعطى الأخرس شيئًا من ريقه. وبتعبيرٍ آخر، فإنّ قوّته الإلهيّة التي شفت هذا الأصمَّ المعقود اللِّسان، لم تُعِدْ إليه السَّمع، ولم تَفُكَّ عُقدة لسانه بعملٍ مباشر، بل مرّت بقناة إنسانيَّته. ويعلق القدّيس أفرام السِّريانيّ "من خلال لمس إنسانيّة الرَّبّ يسوع المسيح، أدرك الأصم ألوهيّة يسوع. وبواسطة أصابعه من لحم، شعر الأصمّ بأنّ أحدًا يلمس أُذنَيه ولسانه. بواسطة أصابع ملموسة، ادركَ الألوهيّة غير المتسامية عندما انحلَّتْ عُقدَة لِسانِه" (عظة بعنوان "عن ربّنا"، 10-11). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( معجزة شفاء من مرض خطير) |
معجزة شفاء الأعرج |
معجزة شفاء طفلة |
معجزة شفاء الأبرص |
معجزة شفاء من فيرس c |