عذراء من مدينة كورنثوس كانت هناك عذراء جميلة الصورة نذرت بتوليتها للمسيح وجاءت من مدينة كورنثوس. اتهمها الوثنيون أمام الحاكم بأنها تحتقر الحكومة الرومانية والأباطرة وتجدّف على الآلهة وتحتقر الذبائح الوثنية. لما رآها الوالي التهب قلبه بالشهوة، وحاول اغتصابها بخدع ماكرة من كل نوع. وإذ لم يستطِع ثار عليها وسلّمها للتعذيب، فجلدوها بشدة، ثم أمر الشرير أن تكتسب قوتَها من تجارة الدنس، فسلّمها إلى رجل سيئ السمعة وأمره أن يسلمه ما يحصل عليه من المال نظير تقديمها للزناة. أما العذراء الطاهرة التي سلمت حياتها للرب، فقد أعلنت لهؤلاء الأشرار أنها مصابة بمرضٍ ما وأن من يقترب منها سوف يكرهها، وعليهم أن ينتظروا حتى تطهر، وأنهم سيحصلون على ما يريدون بدون مقابل. بذلك كانت تطرد كل من يأتي إليها، وتصلي إلى الله بكل قلبها وهي ساجدة فترات طويلة، حتى ينقذها ويحفظ عفتها بدون دنس. ماجستريانوس الحكيم استجاب الرب لصلواتها الطاهرة، فأرسل لها شابًا يدعى ماجستريانوس وكان حكيمًا. فتوجه إليها كما لو كان يهواها، وأعطى الرجل الذي كان يحبسها خمسة دراهم، وطلب منه أن يسمح له بأن يمكث مع الفتاة تلك الليلة، فأذن له. ولما دخل إلى مخدعها قال لها: "قومي وخلصي نفسك"، ثم قدّم لها ملابسه الرجالي الخارجية، فارتدتها وغطّت نفسها بعباءته، ثم رسمت وجهها بعلامة الصليب المقدس وهربت. انكشف الأمر في اليوم التالي وسلّموا القديس إلى الوحوش الجائعة، وتتوّج بإكليل الشهادة وإكليل العفة بعدما أنقذ أخته في المسيح.