رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلطان الكنيسة
الكنيسة ليست مؤسسة مبنية على التسلط على حياة الناس، لأن أي سلطة تدخل حتماً في تقييد الحرية والخضوع للخوف من العقوبة والطرد والحرمان، فمثل هذه ليست الكنيسة ولا من شيمتها، لأن أي سلطة هي بالضرورة تُفرض من الخارج على الإنسان، والكنيسة لا تفرض سلطانها على الناس وتقهرهم، فالكنيسة هي الحق والحرية، فهي حياة روحية باطنية للمسيحي طالما أن الله يسكن بروحه القدوس في الإنسان، لأن حياتنا تنبض بقوة حياة الله فينا، فالمسيح له المجد هو حياتنا كلنا وروحه القدوس المحيي في داخلنا يُحيينا ويُحررنا بقوة قيامة يسوع من الأموات...
فمن يقول أن له سلطان على الكنيسة فقد وضع نفسه فوق المسيح له المجد، لأن ربنا يسوع هو رأس الكنيسة ومؤسسها لأنها من لحمه وعظامه كما قال القديس بولس الرسول، فمن يجرؤ، ومن له الوجه أن يدَّعي ذلك ؟ فالمسيح يسوع وحده هو الرأس والذي له السلطان المطلق بل والسلطة في الكنيسة وعلى الكنيسة وكل من فيها وبكل مسمياتهم: إكليروساً وشعباً، ورهبان وكهنة وأساقفة ورؤساء أساقفة على مر التاريخ الكنسي كله، رعاة ورعية، آباء وأبناء، رؤساء ومرؤوسين. أما الوضع الصحيح للرعاة والإكليروس: فهم خدام إنجيل المسيح له المجد وخدام كهنوت المسيح، وخدام خلاص المسيح، وخدام حضور المسيح له المجد وسط شعبه. فالمسيح المتجسد هو هو الكنيسة، ولا سلطان على جسد المسيح إلا للمسيح وحده فقط، والكل واقفون تحت سلطان ألوهيته وملوكيته وربوبيته للكنيسة كلها التي هي جسده، والكل – مهما كان ومهما على شأنه أو ضعف – ملتزم بطاعة وصاياه ومشيئته وقانون جسده أي الكنيسة ... الله لم يتكلم للكنيسة أو رؤسائها وهو خارج عنها، لكنه حاضر من خلال الروح القدس وسط الجماعة، والجماعة ذاتها هي مجمع " القديسين " ومجمع " الأبناء " بالتبني فيه، مجمع الأشخاص المحبين له ولبعضهم البعض عن حرية " إذ قد " نالوا ختم الروح (أفسس 1: 13)، وهم " المتعلمون من الروح القدس " (2 كورنثوس 2: 13) ويقول القديس بولس: [ الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا ] (2 كورنثوس 1: 22) ، فالكنيسة هي " الجسد "، أنها حقيقة المسيح نفسه !!! ومن الذي يحقق الكنيسة: بالطبع ليس السُلطة من تُحققها ولا تجمع الناس يحققها، بل ما يجعلنا أن نحقق الكنيسة ونكون منها وفيها هو العلاقة الشخصية المتبادلة بين كل أحد فينا وبين الله وبالتالي بين بعضنا البعض وبين رؤساء الكنيسة والشعب، فنحن لا نخضع لله بالسلطان القانوني أو بالتسلط القهري وبالتالي لا نخضع لسلطان الكنيسة من جهة فكر كل شخص أو رأيه الحر أو فكره الخاص، بل نخضع بالوصية الجديدة التي للمحبة (يوحنا 13: 34): [ الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، الذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي ] (يوحنا 14: 21) أن أردنا أن نكون من كنيسة الله فعلاً فلنخضع لوصايا الله بكل محبة والتزام وأن لا نتحجج بكل حجة بأن نهرب من وصايا الله أو نحور معناها لمعاني أخرى ونفلت من الخضوع لها، لأن هذا خروج عن المنهج الكنسي، وهذا هو سبب انحرافنا عن الكنيسة وعدم خضوعنا لروح الله فيها واتكالنا على ذواتنا وفكرنا الشخصي حتى إننا نخترع تعاليم ونخضع لأفكار الناس المتغيرة من شخص لشخص آخر !!! فلنحذر بأن لا نخضع لسطان ربنا يسوع المسيح في الكنيسة وندخل في متاهات البشر ونتكل على الشروحات الحرة للكتاب المقدس، ونخضع للبشر بدون أن يكون لنا روح الإفراز والتدقيق بروح الكنيسة الجامع في سرّ التقوى والإيمان الحي العامل بالمحبة في وداعة واتضاع قلب، فنخرج عن الكنيسة وسلطان ربنا يسوع كما خرج كثيرين وانحرفوا عن الطريق الصحيح حتى أن بعضهم لم يخشى أن ينشق ويصنع تعباً للكنيسة كلها، وأصبح عثرة وموضع شك وريبة، فلنصلي حتى نعرف كيف نكون أولاد لله الحي بيسوع المسيح مملوءين من غنى النعمة محققين مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، حتى لا يكون لنا في الكنيسة مجرد شكل أو مظهر وداخلنا عكس خارجنا؛ النعمة معكم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|