![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() نساء سليمان وارتداده يبدو أن سليمان قد فاق والده داود النبي، فقد طلب من الله الحكمة ولم يطلب مجدًا أو غنى، وبني هيكل الرب الذي اشتهى والده أن يقيمه، واتَّسعت مملكته، فتحقَّق الوعد الإلهي لأبيه إبراهيم، وساد المملكة السلام، وتمتَّعت بنظام حكم منظم حسنًا، ونال غنى ومجدًا عظيمًا. خيَّم على مملكة سليمان الفائق خطأ خطير وهو زواجه نساء وثنيَّات، أغلبهنَّ بنات أمراء وثنيَّات. لقد ارتكب جريمة في حق الله وحق شعبه كما في حق نفسه، إذ سقط في الزواج السياسي وانحرف قلبه عن الله [1-8]. كانت العادة بين الأمم أن يقدِّم الملك الضعيف للملك القوي إحدى بناته أو نسائه الجميلات زوجة له. بهذا يكون نوعًا من القربى، والشعور بالطمأنينة أن القوي لا يفكر في الهجوم على الملك الضعيف واستعباده. هذه التقدمة تسمَّى "تقدمة السلام". سقط سليمان في هذه العادة مُرضيًا الناس على حساب علاقته بالله، فقد قبل نساء وثنيَّات سراري له من الأمم المحيطة ليرضي غير المؤمنين على حساب إيمانه وحياته الروحيَّة. ولما كان سليمان مشهورًا على مستوى العالم كلُّه في ذلك الحين صارت له 700 زوجة وأميرة و300 من السراري. كان هذا هو الطابع الشرقي القديم خاصة في قصور الملوك أن تقدَّر عظمة الملك حسب عدد الزوجات والسراري اللواتي في جناح "الحريم". لهذا يرى البعض أنَّه لم تكن خطيَّة سليمان الكبرى هي شهوته الجسديَّة، وإنَّما سقوطه في الرغبة في العظمة، وإن كان هذا قد سحبه بعد ذلك إلى الشهوات الجسديَّة والسقوط في العبادة الوثنيَّة. هذا الذي بنى الهيكل العظيم امتدَّت يده لتبني مذابح وثنيَّة. الوثنيَّة التي بذل داود الملك كل جهده لاقتلاعها، أعادها ابنه سليمان حتى في قصره الملوكي. وكأن اليد التي استخدمها الله لإقامة عصرٍ ذهبيٍّ هي بعينها أساءت التصرُّف فامتدَّت لتحطيم هذا المجد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|