رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ، طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! وإن كانت بابل هي الآلة التي استخدمها الله لتأديب شعبه، غير أن هذه الآلة كانت غاية في العنف والتخريب، تشامخت على الله نفسه. يخاطبها الرب نفسه، قائلًا: "غضبت على شعبي، دنَّست ميراثي، ودفعتهم إلى يدكِ. لم تصنعي لهم رحمة. على الشيخ ثقَّلتِ نيرك جدًا" (إش 47: 6). كما يقول: "وأنا مغضبٌ بغضبٍ عظيم على الأمم المطمئنين. لأني غضبت قليلًا، وهم أعانوا الشر. لذلك هكذا قال الرب: "قد رجعت إلى أورشليم بالمراحم، فبيتي يُبنى فيها يقول رب الجنود، ويُمد المطمار على أورشليم" (زك 1: 15-16). يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن المرتل لم يكن يشتهي أن يجازيهم حسب أعمالهم، وذلك كما ورد في مز 7: 9، إنما يعلن أنهم إذ ينالون استحقاقهم حسب أعمالهم يسقطون تحت هذا الجزاء القاسي. هذا ولا تنسَ أن ما ورد في العهد القديم يلزم تفسيره رمزيًا، فتكون بنت بابل هي مملكة إبليس. فكما أن بنت صهيون أو أورشليم كانت رمزًا لمملكة المسيح الروحية، فتقابلها بنت بابل، المدينة التي تُدعى في سفر الرؤيا "أم الزواني". * "يا بنت بابل الشقية". شقية حتى في بهجتها، وفي وقاحتها، وفي عداوتها! القديس أغسطينوس * "يا بنت بابل الشقية". بنت بابل هي النفس التي لا تجد راحة مطلقًا، بل دائمًا في ارتباك، بدون استقرار، مملوءة بالنقائص والخطية. إنها بالحق شقية. "طوبى لمن يجازيكِ جزاءك الذي جازيتينا". طوبى لمن يرد لها ما فعلته. هي سحبتني من جنة الفردوس، بالصوم أردها إلى موضعها ذاته. هي اقتنصتني في الزنا، بالطهارة أردها إلى أورشليم، من الرذيلة أردها إلى الفضيلة. لا أعاملها كعدوة، بل أتعامل معها كصديقة. القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|