|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خطايا بابل: 6 «غَضِبْتُ عَلَى شَعْبِي. دَنَّسْتُ مِيرَاثِي وَدَفَعْتُهُمْ إِلَى يَدِكِ. لَمْ تَصْنَعِي لَهُمْ رَحْمَةً. عَلَى الشَّيْخِ ثَقَّلْتِ نِيرَكِ جِدًّا. 7 وَقُلْتِ: إِلَى الأَبَدِ أَكُونُ سَيِّدَةً! حَتَّى لَمْ تَضَعِي هذِهِ فِي قَلْبِكِ. لَمْ تَذْكُرِي آخِرَتَهَا. 8 فَالآنَ اسْمَعِي هذَا أَيَّتُهَا الْمُتَنَعِّمَةُ الْجَالِسَةُ بِالطُّمَأْنِينَةِ، الْقَائِلَةُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. لاَ أَقْعُدُ أَرْمَلَةً وَلاَ أَعْرِفُ الثَّكَلَ. 9 فَيَأْتِي عَلَيْكِ هذَانِ الاثْنَانِ بَغْتَةً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ: الثَّكَلُ وَالتَّرَمُّلُ. بِالتَّمَامِ قَدْ أَتَيَا عَلَيْكِ مَعَ كَثْرَةِ سُحُورِكِ، مَعَ وُفُورِ رُقَاكِ جِدًّا. 10 وَأَنْتِ اطْمَأْنَنْتِ فِي شَرِّكِ. قُلْتِ: لَيْسَ مَنْ يَرَانِي. حِكْمَتُكِ وَمَعْرِفَتُكِ هُمَا أَفْتَنَاكِ، فَقُلْتِ فِي قَلْبِكِ: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. 11 فَيَأْتِي عَلَيْكِ شَرٌّ لاَ تَعْرِفِينَ فَجْرَهُ، وَتَقَعُ عَلَيْكِ مُصِيبَةٌ لاَ تَقْدِرِينَ أَنْ تَصُدِّيهَا، وَتَأْتِي عَلَيْكِ بَغْتَةً تَهْلُكَةٌ لاَ تَعْرِفِينَ بِهَا. 12 «قِفِي فِي رُقَاكِ وَفِي كَثْرَةِ سُحُورِكِ الَّتِي فِيهَا تَعِبْتِ مُنْذُ صِبَاكِ، رُبَّمَا يُمْكِنُكِ أَنْ تَنْفَعِي، رُبَّمَا تُرْعِبِينَ. 13 قَدْ ضَعُفْتِ مِنْ كَثْرَةِ مَشُورَاتِكِ. لِيَقِفْ قَاسِمُو السَّمَاءِ الرَّاصِدُونَ النُّجُومَ، الْمُعَرِّفُونَ عِنْدَ رُؤُوسِ الشُّهُورِ، وَيُخَلِّصُوكِ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْكِ. 14 هَا إِنَّهُمْ قَدْ صَارُوا كَالْقَشِّ. أَحْرَقَتْهُمُ النَّارُ. لاَ يُنَجُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ يَدِ اللَّهِيبِ. لَيْسَ هُوَ جَمْرًا لِلاسْتِدْفَاءِ وَلاَ نَارًا لِلْجُلُوسِ تُجَاهَهَا. 15 هكَذَا صَارَ لَكِ الَّذِينَ تَعِبْتِ فِيهِمْ. تُجَّارُكِ مُنْذُ صِبَاكِ قَدْ شَرَدُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى وَجْهِهِ، وَلَيْسَ مَنْ يُخَلِّصُكِ. صدر الأمر بانهيار بابل لكن ليس بدون حيثيات لهذا الحكم، فإن الله في محبته دائمًا يعلن لمن يسقط تحت دينونة أسباب الحكم لكي يتعظ الآخرون ولا يسقطون في ذات الخطايا. أما خطايا بابل فهي: أ. العنف وعدم الرحمة، فقد سمح الله بتسليم شعبه لبابل لأجل التأديب، لكن بابل استغلت الموقف ومارست العنف حتى على الشيوخ، دون تقدير لعجزهم بسبب كبر سنهم [6]. كان الله ينتظر منها ترفقًا بشعبه، الذين يحبهم حتى في لحظات تسليمهم للتأديب. ب. ظنت أنها فوق القانون؛ ففي استخدامها للعنف لم تدرك أن ما تصنعه بالغير يحل بها، وبالكيل الذي تكيل به يُكال لها به. ظنت أنها سيدة الكل لم تذكر آخرتها [7]. ج. تمسكها بالطمأنينة المخادعة أو السلام الكاذب [8] الذي لا يقوم على لقاء النفس مع الله مصدر السلام وإنما على اعتقاد الإنسان أنه لن يحل به شيء من أجل عظمته الباطلة أو مركزه أو غناه. حَسبت أنها لن تصير أرملة ولا ثكْلي، معتمدة على السحر والرُقى فانخدعت وبغتها الترمل والثكل في يوم واحد [9]. صارت أرملة لأنها فقدت الملك، وصارت ثكلى بقتل سكانها كأولاد وبنات لها. د. تجاهلها رؤية الله لها ومعرفته لأسرارها: "وأنتِ اطمأننتِ في شّرِك. قلتِ ليس من يراني" [10]. ه. اتكالها على الحكمة البشرية المجردة [10]، مع الالتجاء إلى السحر والرقى، إذ حسبت أن راصدي النجوم يقدرون أن يخلصوها وقت الشدة بمشورتهم ومعرفتهم للغيب، فإذا بهم هم أنفسهم يحترقون كالقش ولا ينجون من اللهيب [11-15]. لم تكن هناك دولة في العالم تعرف بالسحرة والمنجمين مثلها (راجع سفر دانيال)، وها هو النبي يسخر بهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|