الله كون في ذهنه صورة للإنسان، أى في الخفاء كان الإنسان في فكر الله، وهذا منذ الأزل. وفى الوقت المناسب خلقه بدقة، فكل عظمة من عظام الإنسان ولو صغيرة كان لها رقم عند الله، أي معروفة ومعدودة.
ولأن الإنسان خلقة الله من التراب؛ لذا يقول "رقمت في أعماق الأرض" وكون الله أعضاء الإنسان التي كانت في سفر الله، أي مكتوبة في فكره، بل ويعرف عنها ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
فكل شيء معروف عند الله منذ الأزل وكل ما سيحدث له. كل هذا يبين محبة الله واهتمامه الذي يفوق العقل، فلا يوجد من يهتم مثله، ولا حتى الإنسان يهتم بنفسه، مثلما يهتم الله به.