رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غضب الله على آشور: 27 هُوَذَا اسْمُ الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطًا، وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ، 28 وَنَفْخَتُهُ كَنَهْرٍ غَامِرٍ يَبْلُغُ إِلَى الرَّقَبَةِ. لِغَرْبَلَةِ الأُمَمِ بِغُرْبَالِ السُّوءِ، وَعَلَى فُكُوكِ الشُّعُوبِ رَسَنٌ مُضِلٌّ. 29 تَكُونُ لَكُمْ أُغْنِيَّةٌ كَلَيْلَةِ تَقْدِيسِ عِيدٍ، وَفَرَحُ قَلْبٍ كَالسَّائِرِ بِالنَّايِ، لِيَأْتِيَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. 30 وَيُسَمِّعُ الرَّبُّ جَلاَلَ صَوْتِهِ، وَيُرِي نُزُولَ ذِرَاعِهِ بِهَيَجَانِ غَضَبٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ، نَوْءٍ وَسَيْل وَحِجَارَةِ بَرَدٍ. 31 لأَنَّهُ مِنْ صَوْتِ الرَّبِّ يَرْتَاعُ أَشُّورُ. بِالْقَضِيبِ يَضْرِبُ. 32 وَيَكُونُ كُلُّ مُرُورِ عَصَا الْقَضَاءِ الَّتِي يُنْزِلُهَا الرَّبُّ عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ وَالْعِيدَانِ. وَبِحُرُوبٍ ثَائِرَةٍ يُحَارِبُهُ. 33 لأَنَّ «تُفْتَةَ» مُرَتَّبَةٌ مُنْذُ الأَمْسِ، مُهَيَّأَةٌ هِيَ أَيْضًا لِلْمَلِكِ، عَمِيقَةٌ وَاسِعَةٌ، كُومَتُهَا نَارٌ وَحَطَبٌ بِكَثْرَةٍ. نَفْخَةُ الرَّبِّ كَنَهْرِ كِبْرِيتٍ تُوقِدُهَا. يرى أغلب الدارسين أن ما ورد هنا هو وصف للخراب الذي حلّ بجيش سنحاريب، وإن كانت آشور بجيشها وقائدها تمثل قوى الظلمة الحاملة العداوة ضد الله بقيادة إبليس نفسه الذي يطلب أن يقتحم كنيسة الرب، أورشليمنا الداخلية، ليتربع في هيكل قلوبنا المقدس. أ. "هوذا اسم الرب يأتي من بعيد غضبه مشتعل والحريق عظيم، شفتاه ممتلئتان سخطًا ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة" [27]. "يأتيمن بعيد" لأنه أطال أناته على آشور لعله يتراجع عن كبرياء قلبه، وانتظر طويلًا إذ لا يطلب المعاقبة بل رجوع الكل إليه، ولا يزال يأتياسمه من بعيد مطيلًا أناته على الأشرار لعلهم يتوبوا. وكما يقول الرسول بولس: "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالمٍ أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة" (رو 5: 4). "أسم الله" حال في حياة الكنيسة، مُعلن في قلب المؤمن، قريب إليه أقرب من نفسه، أما بالنسبة للأشرار فيبدو له بعيدًا جدًا، بل وأحيانًا يظنه غير موجود. هذا الاسم هو برج حصين للمؤمنين (مز 18: 50) وغضب مشتعل وحريق عظيم للمقاومين. شفتا الرب تقطران دسمًا لأولاده ومملوءتان سخطًا لجاحديه! لسانه يدعو الكل لخيراته السماوية ويكون كنار آكلة للعصاة. نفخته تهب عزاء وسلامًا فائقًا للكنيسة، إذ نفخ الرب في وجه تلاميذه ووهبهم روحه القدوس يعمل فيهم لغفران الخطايا (يو 20: 22)؛ أما لرافضي الإيمان فتكون نفخته كنهر غامر يبلغ بهم إلى الرقبة. يُشبه الأمم بالحصاد الفارغ الذي كله قش بلا حنطة أو بخيول جامحة لا تضبطها اللجم، إذ يقول: "لغربلة الأمم بغربال السوء the sieve of nothingness" [28]، فأنهم يغربلون ولا يأتيالغربال بشيء. "وعلى فكوك الشعوب رسن (لجام) مضل" [28]. توضع اللجم في أفواههم لكنهم لا يسيرون في طريق الحق. ب. "تكون لكم أغنية كليلة تقديس عيد وفرح قلب كالسائر بالناي ليأتي إلى جبل الرب إلى صخر إسرائيل. ويُسمع الرب جلال صوته ويُرى نزول ذراعه يهيجان غضب ولهيب نار آكلة نوء وسيل وحجارة بَرَد" [29-30]. تحول خراب العدو إلى فرح للشعب كما في ليلة فصحية... لعل ما يشغل المؤمنين ليس هلاك العدو - حتى إبليس نفسه وملائكته - إنما انتزاع العوائق فيأتون إلى جبل الرب، إلى السماء عينها متهللين. غايتنا لا الشماتة في عدو الخير وإنما تمتعنا بجلال الرب وسماعنا صوته. ج. يرى إشعياء في عودة الشعب من السبي إلى أورشليم أشبه بموكب عسكري يدخل بلده بموسيقى عسكرية تعلن عن النصرة؛ "وَيَكُونُ كُلُّ مُرُورِ عَصَا الْقَضَاءِ الَّتِي يُنْزِلُهَا الرَّبُّ عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ وَالْعِيدَانِ. وَبِحُرُوبٍ ثَائِرَةٍ يُحَارِبُهُ" [32]. د. يُقدم صورة نهائية عن مدى خراب آشور؛ إذ يصور مكان النار "تفته Tophet"، الموضع الذي كانت البقايا تُحرق فيه خارج أورشليم، قد اُعد ليسع الملك "الإله ملّوخ" فيحترق بغضب الرب [33]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سمح الله لملك آشور أن يهجم على آرام وآفرايم |
هجوم آشور على يهوذا ومعاقبة آشور |
إن الله هو مصور أي خالق القلب |
تفاصيل القبض على مصور فيتو وإطلاق سراح مصور دوت مصر في اشتباكات الطالبية |
أشور |