رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحاجة إلى المخلص: 16 لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا، حَجَرَ امْتِحَانٍ، حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا، أَسَاسًا مُؤَسَّسًا: مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ. 17 وَأَجْعَلُ الْحَقَّ خَيْطًا وَالْعَدْلَ مِطْمَارًا، فَيَخْطَفُ الْبَرَدُ مَلْجَأَ الْكَذِبِ، وَيَجْرُفُ الْمَاءُ السِّتَارَةَ. 18 وَيُمْحَى عَهْدُكُمْ مَعَ الْمَوْتِ، وَلاَ يَثْبُتُ مِيثَاقُكُمْ مَعَ الْهَاوِيَةِ. السَّوْطُ الْجَارِفُ إِذَا عَبَرَ تَكُونُونَ لَهُ لِلدَّوْسِ. 19 كُلَّمَا عَبَرَ يَأْخُذُكُمْ، فَإِنَّهُ كُلَّ صَبَاحٍ يَعْبُرُ، فِي النَّهَارِ وَفِي اللَّيْلِ، وَيَكُونُ فَهْمُ الْخَبَرِ فَقَطِ انْزِعَاجًا». 20 لأَنَّ الْفِرَاشَ قَدْ قَصَرَ عَنِ التَّمَدُّدِ، وَالْغِطَاءَ ضَاقَ عَنِ الالْتِحَافِ. 21 لأَنَّهُ كَمَا فِي جَبَلِ فَرَاصِيمَ يَقُومُ الرَّبُّ، وَكَمَا فِي الْوَطَاءِ عِنْدَ جِبْعُونَ يَسْخَطُ لِيَفْعَلَ فَعْلَهُ، فَعْلَهُ الْغَرِيبَ، وَلِيَعْمَلَ عَمَلَهُ، عَمَلَهُ الْغَرِيبَ. 22 فَالآنَ لاَ تَكُونُوا مُتَهَكِّمِينَ لِئَلاَّ تُشَدَّدَ رُبُطُكُمْ، لأَنِّي سَمِعْتُ فَنَاءً قُضِيَ بِهِ مِنْ قِبَلِ السَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. إن كان عدو الخير يعمل بكل طاقاته لرد المؤمنين عن الحق، يعمل بصور مختلفة في كل العصور خاصة في أيام الارتداد (ضد المسيح)، فإن الرب يتقدم بنفسه لمساندة أولاده ومؤمنيه ضد هذا العمل الشيطاني. "لذلك هكذا يقول السيد الرب: هأنذا أؤسس في صهيون حجرًا، حجر امتحان، حجر زاوية كريمًا أساسًا مؤسسًا، من آمن لا يهرب" [16]. هكذا في وسط الصورة القاتمة يتنبأ إشعياء النبي عن المسيا بكونه حجر الزاوية وحجر الأساس الذي تقوم عليه الكنيسة: أ. حجر الأساس في صهيون: يقول المرتل: "الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا" (مز 118: 22-23) (راجع مت 21: 42؛ أع 4: 11؛ رو 9: 33؛ أف 2: 20؛ 1 بط 2: 6، 8)، هو حجر أساس تقوم عليه الكنيسة، حجر امتحان جُرب من الشيطان لكي بنصرته يهبنا النصرة؛ حجرًا كريمًا لا يقدر بثمن. هو حجر الزاوية الذي ربط اليهود مع الأمم كحائطين تلاحما معًا في الإيمان به. من آمن به لا يهرب (يخزى)... هكذا يقدم لنا إشعياء نبوة مسيانية تكشف عن شخص السيد المسيح ومركزة بالنسبة للكنيسة وغِناه ومجده والثقة فيه وعدم تغيره ورفضه. * المخلص هو الحجر المختار، رذله هؤلاء الذين كان يجب عليهم بناء مجمع اليهود، وقد صار رأس الزاوية. يُشبهه الكتاب المقدس بحجر زاوية لأنه يجمع الشعبين معًا: إسرائيل والأمم في إيمان واحد وحب واحد (أف 2: 15). القديس كيرلس الكبير "الحجر الذي رذله البناؤون قد صار رأس الزاوية" (مز 118: 23)؛ "لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانًا واحدًا جديدًا صانعًا سلامًا، ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله" (أف2: 15-16)؛ أي الختان والغرلة. القديس أغسطينوس إن كانت الكنيسة هي المبنى الحيّ المقام على شخص السيد المسيح كأساس لها، فإن إنجيله هو الحق وصليبه هو العدل الملتحق بالرحمة. بالإنجيل والصليب تُبنى كنيسة المسيح في استقامة كموضع أمان. أما من يلجأ إلى الكذب كالأنبياء الكذبة فيصير لهم البرد ملجأ لهم وتجرف السيول أعماقهم المستترة، فيذهب كل رجائهم باطلًا، ويفقدون الأمان. يزول عهدهم مع الموت والهاوية، ويجرفهم السوط كسيل ينزل بهم حتى الأرض فيصيرون للدوس [18]. مع كل صباح ومع كل مساء تبلغهم أخبارًا جديدة مزعجة بسبب هجوم الأعداء المستمر. إنهم لا يجدون موضعًا يكفيهم للتمدد أثناء النوم ولا غطاء يلتحفون به من البرد. "لأنه كما في جبل فراصيم يقوم الرب، وكما في الوطاء عند جعبون يسخط ليفعل فعله فعله غريب، وليعمل عمله عمله الغريب" [21]. "فراصيم" اسم كنعاني معناه "الانفجارات" مكان في وادي الرفائيين (2 صم 5: 20؛ 1 أي 14: 11)، وهو جبل فراصيم قرب وادي جبعون وربما كان موضعه اليوم "رأس السنادر". قول إشعياء هنا: "لأنه كما في جبل فراصيم يقوم الرب" يعني أن الله يقتحم أعداءه فجأة ويُحطمهم تمامًا(308) كما فعل مع داود النبي عند جبل فراصيم عندما قال: "اقتحم الرب أعدائي أمامي كاقتحام المياه" (2 صم 5: 20)؛ وأيضًا قوله: "وكما في الوطاء عند جبعون" يعني أنه يعمل كما في أيام يشوع ضد الكنعانيين في وادي جبعون (يش 10: 10). ما هو الفعل الغريب الذي يعمله الله إلاَّ معاقبة الخطأ، فإن الله لا يُسر بالمعاقبة إنما يصنع ذلك عن ضرورة كأمر غريب عنه، إذ يقول إرميا: "فإنه ولو أحزن يُرحم حسب كثرة مراحمه، لأنه لا يُذِل من قلبه ولا يحزن بني الإنسان" (مرا 3: 32-33)، كما قيل: "لأنه هوذا الرب يخرج من مكانه ليُعاقب إثم سكان الأرض" (إش 26: 24). هكذا لا يجد الأشرار خاصة الذين يسخرون بكلمة الرب والنبوات والذين يرفضون الإيمان بالمسيا موضوع النبوات ومركز الكتاب كله رحمة أو ملجأ بالرغم من عدم رغبة الله في المعاقبة. يقول: "فالآن لا تكونوا متهكمين لئلا تتشدد ربطكم" [22] قاصدًا لا الربط التي يُقيد بها الشعب عند سبيه إلى آشور أو بابل وإنما قيود الظلمة الأبدية التي تربط جاحدي الإيمان ورافضي النبوات، عندما تُدان الأرض كلها [22]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|