رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وحيّ من جهَة موآب يقدم إشعياء النبي نبوات تخص بعض الأمم المحيطة بيهوذا وإسرائيل تتحقق سريعًا حتى يتأكد الشعب من أمرين: صدق نبوات إشعياء النبي فيما يخص المستقبل البعيد مثل السبي والرجوع منه ومجيء المسيا وأعماله الخلاصية، وأن الله هو إله الأرض كلها، ضابط الكرة الأرضية ومحرك الشعوب. في هذا الأصحاح يبرز النبي تحطيم موآب على يديْ ملك أشور سرحدون أو سنحاريب بطريقة قاضية، الأمر الذي لأجله صرخ قلب النبي مشتاقًا إلى رجوعهم إلى الله وخلاصهم عوض الدمار الذي حلّ بهم بسبب جحد الإيمان. سرعة تحقيق النبوة: "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مُوآبَ: إِنَّهُ فِي لَيْلَةٍ خَرِبَتْ عَارُ مُوآبَ وَهَلَكَتْ. إِنَّهُ فِي لَيْلَةٍ خَرِبَتْ قِيرُ مُوآبَ وَهَلَكَتْ." [1]. جاء الموآبيون من نسل لوط، لذا فهم يمتّون بصلة قرابة لإسرائيل، سكنوا شرق البحر الميت، وكانت بلادهم تنقسم إلى بلاد موآب وعربات موآب وهذه كانت في وادي الأردن مقابل أريحا. سمح بنو رأوبين للموآبيين بالسكنى في مدنهم وأخذوا عنهم عبادة الإله كموش، كما وجدت علاقات طيبة أحيانًا بين موآب وإسرائيل، فقد تغربت نُعمى هناك ورجعت ومعها راعوث، وعندما قاوم شاول داود أودع الأخير والديه لدى ملك موآب، ومع هذا فقد حمل الموآبيون روح عداوة تجاه إسرائيل ويهوذا، فكثيرًا ما تحالفوا مع الشعوب المجاورة ضدهم. يتنبأ إشعياء النبي عن خراب المدن الكبرى في موآب، وقد تحققت هذه النبوة حرفيًا وبدقة خلال ثلاث سنوات من إعلانها (إش 16: 14)، وقد حلّ الخراب على يديْ ملك آشور فجأة وبطريقة غير متوقعة. "عار": اسم سامي معناه "مدينة"؛ تبعد هذه المدينة حوالي 14 ميلًا جنوبي نهر أرنون (عد 21: 15؛ 22: 36)، سميت أيضًا عروعير (تث 2: 36)، دعاها الإغريق عريوبوليس نسبة إلى إله الحرب "أريس" Ares، ودعاها اليهود "ربة موآب"، وهي خربة الربة. "قير" اسم سامي معناه "سور" أو "مدينة ذات أسوار"، تبعد حوالي أحد عشر ميلًا شرقي الجزء الجنوبي من البحر الميت، موضعها اليوم مدينة كرك في الأردن. هلكت المدينتان عار وقير في ليلة واحدة، وليس في يوم واحد أو نهار واحد. فإنه إذ يغيب شمس البر عن النفس البشرية التي تشبه مدينة عظيمة مسوّرة، يحل بها ظلام الشر والجهل وتفقد كل ما تعبته لسنوات طويلة ليحل بها الخراب. لذلك يقول القديس بولس: "جميعكم أبناء نور وأبناء نهار، لسنا من ليل ولا ظلمة، فلا ننم إذًا كالباقين بل لنسهر ونصح، لأن الذين ينامون فبالليل ينامون، والذين يسكرون فبالليل يسكرون" (1 تس 5: 5-6). * من يشبه ذاك الواحد الجلي الذي يسهر ويصلي في الخفاء، تحيطه هالة من النور الخفي وسط الظلمة الخارجية، أما الشرير فكابن للظلمة يسلك، إنه يقف في ضياء النهار، ومع أن النور يكسوه من الخارج لكن الظلمة تكتنفه من الداخل. أيها الأحباء، ليتنا لا ننخدع بأننا ساهرون، لأن من لا يسهر بالبر، فسهره لا يُحسب له! القديس مار أفرام السرياني القديس غريغوريوس النيسي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وحيّ من جهة بابل |
لقد أُغوي بواسطة فلسفة موآب التي حثّته على تقديم ذبائح لصنم موآب |
موآب هو من نسل لوط من ابنته الكبرى، وقد دعي "موآب" |
يا تراب الأرض يا جدي وجدّ الناس طرا |
من وحيّ يوئيل 2 |