السَّبب لرفض أهل النَّاصرة ليسوع " قَسَاوة القلب". يعبّر عَدَم الإيمان عن تلك القَسَاوة التي كان يتنبأ عنها أشعيا "غَلِّظْ قَلبَ هذا الشَّعْب وثَقِّلْ أُذُنَيه وأَغمِضْ عَينَيه لِئَلاَّ يُبصِرَ بِعَينَيه ويَسمَعَ بِأُذُنَيه ويَفهَمَ بقَلبه وَيرجعَ فيُشْفى" (أشعيا 6: 9-10). فالقَسَاوة هي تصلّب الإنسان في انفصاله عن الله ويُسميها أيضًا "عمى". وعبارة "قسى قلبه" معناه غلَظه، وصم الآذان، وأبقى الغشاوة على العين، بحيث يصبح الإنسان غليظ الرَّقبة، حجر القلب، كما قال الله إلى حزقيال النبي: "يا ابنَ الإِنْسان، إِّني مُرسِلُكَ إِلى بَني إِسْرائيل، إِلى أُناسٍ مُتَمَرِّدينَ قد تَمرَدوا عَلَّي فقَد عَصَوني هم وآباؤُهم إِلى هذا اليَومِ نَفْسِه، فأُرسِلُكَ إِلى البَنينَ الصِّلابِ الوُجوهِ القُساةِ القلوب، فتَقولُ لَهم: هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: 5 سَواءٌ أَسَمِعوا أَم لم يَسمَعوا، - فإِنَّهم بَيتُ تَمَرُّد - سيَعلَمونَ أَنَّ بَينَهم نَبِيًّا"( حزقيال 2: 3-5) فالقَسَاوة صفة مميزة لحالة الإنسان الذي يرفض أن يتوب، ويبقى منفصلًا عن الله.